الأحد، 28 ديسمبر 2008

نثريات على طريق الحياة


- دعوة ..
قلبي دعانى ذا يوم لأتذوق السعادة وأعيش الحب ونعيم العشق
وقبل أن تجف شفتاي من رحيقه أغرق جوفى من بئر الأحزان
أستل سيفه غامداً فطاعناً حتى سال من جرحي حُمر الشفق ..
فإبتل المطر من دمعى وذرف على رمال الشواطئ الأسيل من السحق ..
فأغمض عيون الأحبة على صفحات الساحل وهدم فى غفوه الألحان
وقصور الأطفال مخطوطات الحب ومتون العبودية وأحلام العتق .. !

- كم هى فقيرة الكلمة التى لا تنال شرف القراءة .. !


- هناك من يقرأ العربية من الشمال لليمين ويظن أنه إستوعب بواطن الأمور بفطنة .. !
بينما فى واقع الحال لا قراْ من العربية سطراً ولا من الإنجليزية كلمة ..!!

- أكثر المتحدثين عن الرحمة والسماحة والتسامح من الجلادين .. !!
يذرفون الدمع على ضحاياهم ليغسلوا أسواطهم إستعداداً لجولة جديدة .. !!

- إن حاورت الحزن حطمك .. وإن داعبت طفل أسعدك ..
إن غرست شوكة جرحتك .. وإن رويت شجرة ظللتك ..
إن حملت طفلك غداً يحملك .. وما زرعت اليوم ..
غداً يحصده منجلك .. !!

- إن ذهبت لبخيل تطلب شربة ماء .. أفاض على فمك رملاًً جاف مطالباً بالمقابل .. وإن ذهبت لمسرف فى كسرة خبز لن تجد لديه قوت يومه .. !!

- بين المطلوب والمرفوض ..
الجمال مطلوب .. ولكن لفت الأنظار مرفوض ..
العدل مطلوب .. لكن أن يستخدم لحطن الحرية مرفوض ..
الحب مطلوب .. لكن أن يسخدم آداة لأغراض غير طاهرة مرفوض ..

حكم الأغلبية مطلوب .. لكن أن يتحول لمحو وإستعباد الأقلية مرفوض ..
أن تعاتب بحب مطلوب .. لكن تصنع أوهاماً فتكون منها أحكامك مرفوض ..
أن تفخر بدينك أو بوطنك مطلوب .. لكن أن تحقر من الأخرين مرفوض ..
- أن تدافع عن مبدأ مطلوب .. لكن أن تمارس عكسه مرفوض ..

- عندما يتجاهل الجاهل بجهله الإبداع .. يكون ذلك وساماً على صدر المبدعين .. !!

- الصدق أقصر الطرق للسلامة .. والكذب لا يعيش طويلاً ..

- رؤية العين تنبع من الضمير .. والأخير عمل الخالق فى كل نفس ..
فإن نام الضمير أصبحت ضرير ..

- عندما نصمت نسمع صوت الله .. وعندما نتكلم لا نسمع سوى أصواتنا ..

- قبل أن تحتفل برأس سنة جديدة .. تذكر كم الوعود المتراكم من سنين سابقة ولم تلتفت لها بعد أن مضت اللحظة .. أعتقد أنه قد لايكفى العمر لتحقيق نصفها .. فهل تريد أن تقطع من الوعود المزيد ... ؟!


- إن لم تتمكن من أن تكسب محبة خصمك .. فلا أقل من أن تترك هناك إحترامك .. !

- إن عشقت الصباح سكنت أصوات العصافير وتغريد البلابل آذانك ..
وإن عشقت الليل لازمتك أصوات الذكرى وأشباح الأوجاع على أقدامك .. !!
لا تندم على ما فات .. ولا تهمل ما هو آت .. !

- لا تظن أنك فقير .. فتش عن الكنز الذى فيك ... فقد تجد الثروة على شفتيك
أو بين أناملك .. او مدفونة فى عقلك .. أو تعيش على أحبال صوتك .. !!


شيرين شوقى

أيها المزود ...



أيها المذود ...
ألا تخبرني عن ذا النجم المضياء .. ؟!
هلا أخبرتني كيف تحولت الأرض إلى سماء .. ؟!
ومن ذلك الوليد وصوت الحب و رنين الفداء .. ؟!


أيها المذود ....


يا لقشك المهمل من سعيد
فقد صار كرسي للمجيد
وحين ترتل الأجواق أنار الكون عيد ...


أيها المذود ....


اخبرني لماذا كثر الزائرين ... ؟!
وكيف تحولّت أيها البائس المسكين
قِبلة لقلوب المؤمنين .. ؟!
وصارت بيت لحم مهد الوعد الأمين .. ؟!


أيها المذود ....


ماذا جرى فى هذه الليلة قلوبنا مبتهجين .. ؟
ورعاة من البسطاء الساهرين
عادوك أيها المذود منار المهتدين ..

أيها المذود ....


جاءك المشرق براحلة الزائرين ...
مجوس من الحكماء حاملين
فى أغمارهم من نفيس وثمين
ذهب ولبان ومُر الأنين ..
لمن يا مذود آراهم راكعين .. ؟!
ألرب العالمين ساجدين .. ؟!


أيها المذود ....


أجبنى فأجيال وأجيال تلتهف الجواب
أوعد العلى حان .. ؟
ونسل المرأة يسحق الشيطان .. ؟!


أيها المزود ...


أجبنى لأى ضيف فتحت الباب .. ؟!


أجابنى المزود ...


ستسمع إجابتي بين الذهاب والإياب
عندما تقرع الأجراس فى منتصف الليل

وتهتف المنابر المجد لله فى علاه
وفى الناس حبور جليل

هذا يسوعنا ملك المجد وليد المذود عمانوئيل ..

الأحد، 21 ديسمبر 2008

إن رأيت

لا زهر بلا أوراق ولا أوراق بلا أغصان ..
كل جبل شاهق أساسه فى الجوف منتشب ...
إن زرعت الظلم فنصيبك من حصيد الدمع وفير الأحزان ..
فإن رأيت الخالق يراك وإن تعطفت على فقير منتحب ..
من المولى ثمار ليداك تختزنها السماء وتكن بالحقيقة إنسان ....
21/12/2008

السبت، 20 ديسمبر 2008

يا قلب ..



يا قلـــب ...
لكم رافقتك ...
كم وافقتك ...
كم وكم حملتك على كتفي ..
حملتك مهزوماً ومنتصراً
لملمت أشلائك من ساحات العشق
ألا تأتى اليوم وتوافقني .. ؟
يا قلب ..
لقد أضنيتني بحبك ببركانك ..
بموجك وطوفانك ..
أفراحك وأحزانك ..
أدميت أرجلي على أشواكك
تمشي كالضرير المتعالي
قدم بلا خطوة بلا طرق ..
فلا فرح يدوم ولا طاقة ..
للمزيد من أشجانك ..
فلا تعاتبني ...
ألا يمكنك أن تغفوا قليلاً ...
ألا يمكن للإنسان أن يعيش سعيداً
هل للسعادة مكان معك .. ؟
أيها الخافق الخانق
نحن فى عالم قاسي ..
ألا يمكن أن تفارقني .. ؟!
أحسد البعض من المحظوظين
فمكان القلب منهم ..
ثروات ومصالح ومعين شبق
لا يشبع ..
****

ألا تدعني قليلاً أتعلم ..
أتنسم ...
الهواء الطلق ..
من المدن ..
من الريف ..
أسبح فى المطلق ..
علنى أجني شيئاً من قطيف ..
فما للفارس من جواد معك
أنت أعزل
بلا أدرع ..
رواق مهجور نحيف ..
فما للكلمة صفحات ترتديها
لم تعد للأحبار أقلام
تسكبها ..
تتشكل بين سطورها
تسكنها ..
تحتضر فيها ..
ألا تصمت دهراً ... ؟
كفانى منك صياحاً ..
كل ليلة تأتي ..
تقض مضجعي ..
تطلب مني أن تختبي
تذرف أدمعك ..
تطلب مني العلاج وتشتكي ..
وما أنا بطبيب ..
ولا قديس فيك أشفع ..
تطلب وتطلب ..
ألبي ولا تكتفي ..
سئمت أنينك .. مثالياتك ..
المجنحة فوق السحاب
ولا مكان لها على أرضنا ..
ما من دستور يقرها ..
ولا قانون يحميها ..
همس رقيق لا يقوى
على الوقوف ..
ظمآن يطلب المسقى ...
أقدم له كل مساء الوصفه
ولا يصح بدنه ...
لا يتعافى ..
يتمرغ فى عذابه الحميم ...
فأنت ملاك فى قلب الجحيم ..
ماذا تفعل هناك ..
صارخ تنادى فى آذان صماء
فما المنفعة
من ترتجي ..
قابلت من قابلت ..
هل أحببت .. ؟
من أحببت .. ؟
أمازال هنالك قلب وفي .. ؟
ماذا كانت الحصيلة .. ؟
كفانى منك يا قلب
لم أعد أحتملك
فهل قبلاً تحملتني ..
يا من كنت قلبي ..
ولو لمرة ..
ألا توافقنى ...
قدم أوراق الإستقالة
إذهب عني وإختفي ..

شيرين شوقى
21/12/2008





عين شمس وعين جالوت .. !!

الموقع الأول : بيسان ونابلس ( فلسطين )
الحدث : معركة عين جالوت ..
الزمن : 3 سبتمبر 1260 م ...
الموقع الثاني : القاهرة
الحدث : موقعة عين شامس المظفرة
الزمن : 23 نوفمبر 2008 ...
فى يوم 3 سبتمبر من عام 1260 زحف القائد المظفر العربي قطز ومعه جحافل الأبطال لكسر ودحر التتار .. فى منافسة إستعمارية رائعة ..
فالأول يريد الإحتفاظ بضيعتة المستعمرة مصر والأخير يريد أن يقطم من الكعكة أو يأخذها كلها من يد الأول ..
إنكسر المغول وهزموا لأول مرة منذ إقتحامهم لمنطقة الشرق الأوسط منذ عهد جنكيز خان .. وتم وقف المد المغولى ...
وماتزال صرخات الجيوش المملوكية المظفرة وهى تصرخ (الله أكبر)
فى زحفها نحو التتار تتردد إلى الأن ولكوننا من المحظوظين سنح لنا الحظ أن نرى بأعيننا ماكيت مصغر لهذه الموقعة المباركة .. !!
لقد تراخي التاريخ وذهبت أجيال وتطور العالم إلا أن بلادنا لا تزال تحتفظ
بالوثبة البطولية فى وجه الكفار وإستعادة الأرض الطاهرة من دنس المشركين .. !!
ففى العاصمة المصرية القاهرة وفى السنوات الأولى للقرن الحادى والعشرين قام مجموعات تتعدى المئات إلى الآلاف فى عددها والزمن يعيد نفسه ..
فقد قام الجبابرة الأبطال المغاوير بمحاصة المد النصراني الكافر والعياذ بالله
حيث نما إلى علمهم بأن الخطر النصراني إمتد إلى منطقة عين شمس ..
وهناك نفر قليل من النصارى يشرعون والعياذ بالله فى إقامة صلاة فى مصنع قديم

ودرأً للخطر المحدق بالأمة الإسلامية ...
قامت الجموع المؤمنة التى إشتعلت فى قلوبها الحمية للدين والعروبة ..
أولاً : بالشروع فوراً ببناء مسجد والصلاة به قبل تشطيبه وإكمال بنيانه
أمام هذا الطاغوت المسيحي المزمع إقامته .. فى المصنع القديم ..
ثانياً : الهجوم المظفر على هذه الأقلية المشرذمة قبل أن تبدأ فى تنديس الأرض الطاهرة فى عين شمس ..
وحقاً لم يقصر أحد فى إظهار البطولة .. رجال ونساء وأطفال .. وطبول
لافتات بالخط الكبير العريض .. ( لا للكنيسة ) .. عظيم يا رجال الأمة !!
وقد قام الجحافل المغاوير بحرق هذه اللافتات قطعاً مع التهليل بالنصر المظفر والتعبير عن السيادة و الإنفراد الإسلامى بمصر الإسلامية ..
وإنطلاق أصوات الشعب المؤمن ( الله أكبر .. الله أكبر .. مش عايزين كنيسة .. ) يالها من لحظة تاريخية مظفرة أعادت لضمير الأمة العربية والإسلامية أمجاد عين جالوت فى عين شمس ..
إنه عهد ووعد من الأحفاد إلى الأجداد .. ولسان حالهم يقول لا تقلقوا أنتم
إنا لهم لبمرصاد .. لسوف نقضي على من يسموا بالأقباط .. !!
مارأيكم أدام الله عزكم فى هذه اللوحة الرائعة ... !!
أكاد أجزم أن هذا هو عين ما دار بخلد كل من قام وفتح حلقه وحنجرته العنترية على من .. لا على إسرائيل ... ولا على التتار .. ولا على أعداء لمصر ..
بل على المواطنين المصريين المسالمين الذين تخلوا ضمائرهم من الغدر والكراهية الذين لا يعرفون سوى أحبوا أعدائكم باركوا لا عنيكم ..
الأقباط الذين يصلون فى قداساتهم وكتبهم من أجل الملوك والسلاطين الحاكمة ...

الذين لا يعرفون سوى مصريتهم قومية وهوية ..
وأعتقد أن هذا المكون القبطي هو أول أسباب إضطهادهم ..
لأن أياديهم نظيفة طاهرة من دماء الأبرياء لأنهم لم ولن يلجأوا يوماً للدفاع عن أنفسهم بالسلاح رغم مشروعيته فى حالة وجود عدو يقتل ويحرق ولا أحد يقف بوجهه وللأسف هذا العدو من شركاء الوطن وهو الذى يريد إبادتهم من مصر بلادهم وجذورهم .. !!
دعونا نحاول أن نلقى نظرة إجتماعية لنعلم ما الدافع الذى حرك كل هذه الجموع الحاشدة لتهاجم وتحاصر ذلك المكان المخصص للصلاة ..
أولاً : شريحة الظلام والفكر المغلوط :
للأسف يوجد قطاع كبير ويتنامى فى مجتمعنا المصري يرى أن مصر إسلامية وهى وفقاً لذلك هى ديار الإسلام ونظراً لكونهم لم يستطيعوا التخلص من الكفرة ( الأقباط ) فهم يعاملون معاملة الذمى أو ضيف ثقيل
غير مرغوب فيه تراقب تحركاته وتكبل خطواته ولا مانع من التلذذ بإضطهاده بين الحين والأخر ..
من هذا المنطلق سنأخذ عينة ممن إعتقوا هذا الفكر وكيف أنتج رأى وسلوك تدميري ونزعة إستعلاء بإعتبار أن كونه مسلم هذا كفيل بأن يفعل ما يحلوا له فى الأخر المخالف للدين .. !!
( النماذج مأخوذة من تقرير المركز المصري لحقوق الإنسان )
( فى يوم 26/11/2008 )
مثال : .. للفكر السائد الشريحة الكبرى ..
_ خ م _ 22 سنة يقول :
الكنيسة تم بنائها بدون ترخيص والحكومة بتدافع عن المسيحين !!
والأمن ضربنا إحنا ومعملش حاجة للمسيحين جوه الكنيسة .. إشعنى !!!!
الأمن ليه بيتخانق معانا إحنا .. إحنا مش عاوزين كنيسة .. !!
( وكأنه هو وأمثاله من يتحنن ويمن علينا بأن نبني كنيسة أم لا ..
وليس حق لنا !! وليس ذلك فقط لكن يريد أن يدخل الأمن ويضرب المسيحين المحاصرين منهم مش كفايه ما فعلوه لأ طبعاً لا يرضي النفوس الحاقدة
!! )

ولازم الأمن يحترم رغبتنا ..
( أما رغبة المسيحين معدومة ولا تحترم !! )
المسيحيين عندهم كنايس كتيرة .. هما عارفين إن فيه جامع هنا .. وكان لازم يشوفوا مكان تانى غير المكان ده ..
( إنه لشئ محزن .. فالأستاذ هنا يريد القول أن الكنائس تدنس المساجد !!
وأنه يكفى وجود كنائس ولو حتى وراء المحيط .. فالمهم أن لايبنى المزيد!!
هذا نموذج من ما أنتجه الفكر المتعصب ومنطق الإستعلاء والأقوى يأخذ الضعيف فى حذائه
.. !! )
- نماذج أخرى من قلب ولحظة المعركة الكبرى عين شمس أو عين جالوت الثانية .. يعرضها لنا أ / نادر شكرى _ الأقباط متحدون _
( 24/11/2008 ) ومعها وصف لمعركة حامية الوطيس تتتشابه وعين جالوت المظفرة .. فيقول .. :
- (لم أجد عاقلاً واحداً يُدين ذلك أو يتصدى لهجوم الغوغائية، فهناك الأم تهتف ضد الكنيسة وطفلها يقذف بالطوب، وهناك الشيخ يشد من حماسة الشباب حتى لا يتراجعوا أمام محاولات الشرطة لقمعهم وهناك الفتيات يحملن الطبول والشباب محمول على الأعناق يرفض ويصرخ "لا للكنيسة" "الله وأكبر" وأثناء ذلك حاول بعض أعضاء مجلس الشعب تهدئة المتظاهرين دون جدوى. )
- (وكنت أثناء ذلك وسط المتظاهرين غير قادر على الخروج ولكن وقفت في دهشة متابعاً للموقف و ردود أفعال الأشخاص، فالأطفال فرحون والشيوخ يقفون يشجعون الشباب عدم التراجع!!، )
(ووقف شيخ على الأعناق يقول "دي حكومة....!!!!" بمعنى كافرة ومتواطئة لأنها تترك الأقباط يصلون بالكنيسة وظل يقول "محدش يخاف
دافعوا عن دينكم" "لا إله إلا الله"، "الله وأكبر" وظل هذا الوضع حتى الثانية عشر بعد منتصف الليل. )
- سيدة عجوز ( من قلب المنطقة ) ..
( وأثناء توقفي لالتقاط الأنفاس شهدت سيدة عجوز تتحدث بكلمات أن ما يحدث شيء خطأ، فتبسمت فيها خيراً وفرح قلبي لأنني وجدت عاقلاً يدين ذلك، وعندها اقتربت السيدة إليَّ تتحدث وكأني شخص من أبناء المنطقة وكانت المفاجأة كما قالت "اللي بيحصل دة غلط من الشباب، المفروض يكون في تنظيم أكتر من كدة لأن المسيحيين عايزينا نضرب في بعض، دي خطتهم لكن لازم نضرب بعقل, المفروض أن كل المسلمين ينزلوا ويفرشوا في الشارع ونصلي،... لكن إيه إحنا سوينهم "يعني ضربناهم" ووضبناهم من الصبح..... كنيسة إيه دي اللي عايزين يعملوها هو إحنا ناقصين"!!! )

أما الطامة الكبرى أن يتطابق هذا الفكر من شاب صغير أو سيدة عحوز من سواد الناس مع شخص من الصفوة السياسية وأحد أعضاء الحزب الحاكم وعضو مجلس الشعب عن منطة عين شمس السيد / محمود مجاهد .. !!!
فقد ورد هذا الكلام فى إتصال تليفوني مع معتز الدمرداش فى برنامج 90 دقيقة التى خصصت لمناقشة الأحداث ...
يقول ( أن المسلمين تفاجأوا بقيام المسيحين بالصلاة .. ولهم كنائس كتيرة
ولكن نحن نسيج واحد .. !!!!! )
نفس منطق من رأينا آرأهم عاليه حقاً كارثة ومرض سرطان التعصب اللعين وصل من أخمص القدم إلى القمة فى المجتمع المصري ... كل الجسم مريض ..
لك أن تتخيل عزيزى القارئ أن المتحدث بهذا عضو يمثل المنطقة

ونجح بأصوات أبناء هذه المنطقة .. مسلمين و مسيحين .. ماذا سيحدث من البسطاء ..
هذا من ينطق بلسان المواطن ويتولى الدفاع عنهم وإنتزاع حق المظلوم من الظالم .. ها هو يعطى المبرر والكسوة الشرعية المفتعلة المكشوفة لهجوم الغوغاء والمغيبين فى هذا الوطن والأعجب يردد الإسطوانة المعتادة دون وعى بقيمتها ( نحن نسيج واحد )
أى نسيج يا سيد .. فهذا الفكر مزق مصر إلى أشلاء .. !!
ثانياً : الشريحة الواعية والحس الوطنى
وإن كانت قليلة فى وجهة نظرى إلا أنها صمام الأمان لمصر ..
فهؤلاء هم أبناء مصر الحقيقيين هم من يحملون الوطن فى قلوبهم أياً كانوا
ولا ينظرون إلى شريك الوطن إلا على إنه مواطن مصرى دون أن تنكر عليه حقه الطبيعي والدستورى والقانوني فى وطنه وعباداته وحقوقه وواجباته إنهم من يفهمون المواطنة حق الفهم ويمارسونها بشكل مصري أصيل وتلقائي لم تتلوث أيديهم بدماء الأبرياء ولا عقولهم بفكر الظلام ..
من هذه الشريحة ناخذ بعض الأمثلة :
- فتاة مصرية 28 سنة تقول : ( عن المركز المصري لحقوق الأنسان )
أنا مسلمة ومش راضية عن بيحصل من حق المسيحيين أنهم يصلوا فى كنيسة وحتى لو كانت مخالفة وبدون تصريح الحكومة هى اللى تقول مش إحنا

( نلاحظ هنا الفكر السليم والإحترام لدور الدولة والقانون ) ..
إحنا بقى منظرنا وحش أقوى .. الإسلام دين سماحة مش عنف ..
والشباب المتهور بيخلي الناس تاخد فكرة سيئة عن الإسلام ولازم الدولة تشوف حل للموضوع ده كفاية بقى حرام عليكم إنتم مستنين البلد تولع
ولا إيه ؟
( هذا هو الحس الوطنى الذى إفتقرنا إليه فهذه السيدة مصرية أصيلة تحب بلدها تخشي على حرية غيرها وتحميها وتؤمن بأن الدين سماحة وحب لا عنف وإرهاب ودماء .. ونلاحظ أن المواطن من هذه الشريحة يعلم تماماً أن الكرة فى ملعب الدولة
منها يأتى الحل لهذا المرض المزمن
) ..
- وهناك نماذج رائعة أخرى ونذكر منها ..
- معتز الدمرداش المذيع اللامع صاحب الضمير الوطنى .. فى بنامج 90 دقيقة وقد أحرج السيد عضو مجلس الشعب محمود مجاهد عن دائرة عين شمس حين قال له ..
( ناس بيصلوا لربنا إيه اللى مزعلك فى كدا ) ..
- ونذكر أيضاً موقف المذيع المعروف عمرو أديب والذى قال كلمة حق فى هذا المضمار فى برنامجه المعروف القاهرة اليوم ..
( فكرة أنه ناس تقرر ان المكان يبقى كنيسة فيطلع ألفين ثلاث آلف واحد
يعملوا مظاهرة وشعارات إسلامية إسلامية وطبعاً إندس فى وسط دول ناس من جماعة حضراتكوا عارفينها ( الأخوان المسلمين ) ودخل فيها واحد قال تصريحات وو.. إلى آخره ولع الدنيا .. كل الناس واقفة عند ان الموضوع الحمد لله إنطفا وخلص إلى آخره طبعاً خلص بس الموقف نفسه والمشاعر وطريقة التفكير ما خلصتش لكن يا جماعة المسألة لازم تتحل من تحت لما تقروا الشعارات المكتوبة .. خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود .. سيعود لمين ولإيه ..
يا عمي الراجل هايعمل كنيسة يعمل يارب يعملوا ألف كنيسة مليون كنيسة أنا شخصياً كمواطن مصري مسلم .. ولا عندى أى مشكلة فى أن يكون مليون كنيسة فى مصر إيه يعنى ناس تصلي فيه جوامع كتير قوى .. إيه كانت المشكلة الكبيرة والعظيمة فى هذا الموضوع ...
أنا رأيت أن المجلس ( الشعب ) ما دخلش فيه الدورة دى قانون دار العبادة
القانون الموحد لدور العبادة القانون دا بننادى به ود/ أحمد كمال أبو المجد
بينادى بيه يبقى فيه قواعد .. نفس قواعد الكتيسة نفس قواعد الجوامع ...
اللى يجي يعمل كنيسة ما يستناش تصريح من رئيس الجمهورية .. ) ....


هذا فى حين أن صمت المؤسسة الدينية الإسلامية الذى يثير الريبة

يفسره الكثيرون أنه موافقة ضمنية على ما يجرى ..
ولعلنا نتذكر موقف قداسة البابا شنودة المشرف والتاريخي فى الرد
على بابا الفاتيكان دفعاً عن الإخوة المسلمين وها ترد المؤسسة الدينية فى مصر الجميل ولم تكلف نفسها بشجب وتوعية الناس بالمواطنة وحقوق الأخر والحفاظ على أمن ووحدة مصر ..
- من جماع هذه النماذج نجد أن الخلل الإجتماعي نابع من تفشي لفكر التطرف والتعصب وهذا الأخير تقوي وإشتد عوده بدعم سواء عن قصد أو بدون قصد من مسلك الدولة المتساهل مع كل هذه الأحداث ..
من جرأ هؤلاء الغوغاء على أن يقفزوا فوق دور الدولة ويتولون مهام السلطة التنفيذية أليس لضعف هيبة الدولة وعدم فاعلية القانون أليس لأنهم يضمنون البراءة مقدماً لو تم القبض عليهم ؟!! ...
ماذا يجدي تدخل قوات الشرطة للفض الآني بين المهاجمين والمعتدى عليهم ..
ألم يكن من الأولى القضاء على مسببات التوتر أصلاً لأنه لسوف نرى هذه الأحداث
وقد إزادادت توحشاً فى ظل غياب رادع قانوني أو إحترام لهيبة القانون مع الخلل الجسيم فى التعليم والوعى المضلل فأصبحنا نعيش ما يشبه الفوضى كل مايصل لك ذراعك خذه ولا تسأل طالما أنت الأقوى ..
إلى الأن الأقباط يراهنون على الدولة ويتركون للدولة حل المشكلات المزمنة وتترك للدولة حمايتهم .. ولكن فى كل مذبحة أو هجوم نرى تخاذل الدولة الواضح ..
لو كان قد تم إعدام مجرم واحد على قتله لمواطنين مصريين أبرياء أقباط ..
لو كان تم إصدار قانون موحد لبناء دور العبادة ..
لو كان تم إعطاء المصريين المسيحيين مساحة عادلة للمشاركة

سواء فى التمثيل النيابي أو مناصب الدولة الهامة أو الإعلام أو التعليم أو الشرطة .. إلخ
لو كان المسلك الحكومي عادلاً ..
لكان إنتهى تماماً ومات إلى الأبد الكيان المتطرف من جذوره ..
لكن للأسف المسلك الحكومى يرسخ التفرقة بل ويرسي فى اذهان المواطنين
المصريين المسلمين انهم الأعلون وأنهم هم فقط لهم كل الحقوق
والأقباط لا يقفون على قدم المساواة معهم ..
فحينما تغلق الدولة كنيسة مرخصة لا يمكننا أن نلوم جماعة غوغائية تهجم على كنيسة غير مرخصة .. حينما تبرئ الدولة قتلة لأبرياء أقباط وتخلى سبيل من حرق ومن قتل ومن خطف لا يمكننا أن نلوم من يكررها فما المانع من تكرار نفس الجرائم كل يوم وكل لحظة .. أين الحلول .. أين القانون يا سادة .. هل من مجيب ... ؟!

الاثنين، 15 ديسمبر 2008

لغة الحذاء .. وأزمة الفكر العربي



المكان .. العراق .. بغداد
المناسبة .. مؤتمر صحفي يحضره الرئيس بوش
التاريخ .. 14/12/2008
الحدث .. قنبلة الحذاء التاريخية ..... !
غزوة عظيمة قادها البطل
:


( منتصر الزيدي ) .. !


الذى أصبح رأس الكرامة العربية ودخل التاريخ بحذائه .. !
عفواً لا يمكنني التحدث أكثر من ذلك فى وصف المعركة الكبرى ..
لكن دعونا نطالع هذا الصحفي الذي تحول إلى بطل وما كشفه التأييد الجارف له من الشارع العربي وما رأيناه بجلاء كاف من أزمة الفكر العربي التى وصلت إلى ....


لغة الحذاء .. !
لا حديث الأن سواء فى الفضائيات الإخبارية وغير الإخبارية والصحف .. سوى عن تمجيد هذا البطل .. !!
فى الحقيقة لكم صدمت جداً لما حدث فأنا كمواطن مصري .. وليس عربي ..


يعيش فى منطقة الشرق الأوسط العربية بالطبع أعلم يقيناً أننا نواجه أزمة فى الفكر العربي بشكل عام ومنها الميل للعنف ولفظ الآخر والقبلية والديكتاتورية سواء فى الحياة السياسية أم الحياة الإجتماعية ..
لكن لم أتخيل أننا سنصل لهذا الحضيض المخزى .. لم أتخيل أننا وصلنا إلى ثقافة الحذاء .. الجوتي ( كما ينطقها أهل الخليج ويعنون بها الحذاء ) ..
وممن يصدر هذا التصرف .. ؟ من صحفي .. !!!


يا للعجب .. لو صدر من شخص جاهل لكان هناك بعض التعنيف له ولكن بجانبه مبرر ما .. أما ويصدر من صحفي .. !!
المفترض فيه أنه هو من يتقن لغة الحوار مع الآخر .. مع الساسة والسياسة .. مع كل مشكلات المجتمع .. المفترض فيه أنه ضمير المجتمع .. والمُناظر والمتحدث والمحلل .. السلطة الرابعة ..
كل هذا سقط مع أول رمية لحذاء منتصر الزيدي .. !!
كشف هذا التصرف مدى عمق التخلف الذى وصل له الفكر العربي وفقدان آليات الحوار .. وإلإفتقار لكل مناهج العلم والديموقراطية ومدي ضيق الأفق لدى المواطن العربي العادي .. أو حتى لدى مواطني الصفوة كما يطلق على المثقفون ..

نعود للتهليل العجيب من الصحف والفضائيات .. !
عناوين غريبة وعجيبة ومحزنة ..
منها .. :
- تأييد شعبي واسع في الشارع العربي لمنتصر .. !!
- تصريح على لسان منتصر .. الهجوم على بوش بالحذاء سيدخلني التاريخ .. !!
عجيب .. صحفي مثقف يتفاخر بدخوله التاريخ بالحذاء .. !!!!
- الصحف الأمريكية تصف رحلة الخزي فى دراما الحذاء .. !!
- اما قناة (البغدادية ) تقول .. طبعاً شاجبة ومستنكرة .. لا للسلوك المشين من مراسلها لكن .. من القبض عليه .. والأعجب التذرع بالديموقراطية .. فلنقرأ :
( مجلس إدارة القناة يطالب السلطات العراقية بالإفراج الفوري عن منتسبها الزيدي تماشيا مع الديمقراطية وحرية التعبير التي وعد العهد الجديد والسلطات الامريكية العراقيين بها" ) .. !!!!!!!!!!!!!!
حلوة حقاً .. تمشياً مع الديموقراطية وحرية التعبير .. أسلوب جديد للديموقراطية بالحذاء والشتيمة .. !!
- الكوميديا السوداء لم تنتهي .. فنرى خبراً آخر .. مع صورة رائعة تعبر أصدق تعبير على الغيبوبة التي دخلها العقل والوعي العربي إلى ما لانهاية .. !
هناك متظاهرون من مدينة الصدر كانوا طبعا ً يهتفون بحياة البطل المغوار
ويحمل هؤلاء المتظاهرون لافتات تقول :
( نطالب بإطلاق سراح منتصر الزبيدي عملاً بمبدأ الديموقراطية ) !!!!!
- يقول أحد زملاء البطل .. أنه وطني متشدد !... وقد كان يخطط منذ شهور لفعلته هذه ... ويستطرد ( إن "الأمر متوقع من منتظر ( منتصر ) ؛ إذ إنه وطني متشدد جدًّا فيما يتعلق بالعراق ... )


هل يمكننا القول بأن هذه الغزوة الكبري إنطلاقة جديدة لما يسمى بوطنية الأحذية ! .. ونتسائل هل بضرب الحذاء والشتيمة .. قام سيادته بتحرير العراق ...
وطرد الجيش المحتل ... ؟!! ..


ونكمل مع سيل الأخبار .. :




- دعا نقيب المحامين الأردنيين صالح العرموطي إلى تشكيل هيئة دولية للدفاع عن "الصحفي البطل منتظر الزيدي". !
لا يوجد نص يعتبر إلقاء الحذاء في وجه زعيم ما جريمة وبالتالي لا عقوبة إلا بنص، وبوش نفسه اعتبر أن إلقاء الحذاء في وجهه تعبير عن حرية الرأي .. !!!!!!!!!
- سعودى يعرض 10 مليون دولار لشراء حذاء البطولة العربي .. !!
هل فكر هذا السعودي في أن يهب لا 10 مليون دولار .. بل فقط مليون منهم لمساعدة الفقراء مثلاً .. أو دعم مستشفى أطفال مجانية .... أو محاربة الجهل وبناء ولو مدرسة .. بدلاً من هذه الصحوة العنترية لشراء حذاء بهذا المبلغ الباهظ جداً .. !!!!


ولا تنتهي الأخبار ... :
- عائلة الزيدي فخورة به .... !
- مواطنون مصريون طالبوا الدول العربية بالبحث عن حذاء الزيدي ووضعه في متحف لأنه برأيهم من أعز ما يملكه العرب الآن !!
من الذي يجب وضعه في المتحف الحذاء أم الثقافة التي إمتلاءت بها هذه العقول المغيبة وراء عنتريات وشعارات كلامية لن تغير ولن تفيد شيء ..
- هذا غير المباركات الهاتفية للمواطنين العرب فى كل أنحاء الوطن العربي بهذا النصر والماسيجات والنكات وإلى غير ذلك ..
إختفى صوت العقل الذي يفهم معنى الديموقراطية الحقيقية .. ولكن إحقاقاً للحق في وسط هذه المهازل وجدنا بعض الأقلام المثقفة والواعية والحاضرة فى قلب الأحداث بدراسات وتحليللات منطقية ..





أذكر من هذه الأصوات د / على الخشبيان .. على موقع العربية نت .. فى 15/12/2008 ...
ودعوني أقتبس منه هذه الكلمات ..
( لقد كان الرئيس الأمريكي وبكل أخطاؤه السابقة حاكما ديمقراطيا حقيقي فلم يتم تقطيع الصحفي في الحال إلى إرب كما كان متوقعا لو حدث هذا المشهد في مؤتمر صحفي عربي ولو كان المتحدث مدير عام . )
(إذا كانت الديمقراطية الأمريكية منحت الإنسان حق التصويت لمن يريد من الرؤساء ، فقد منحتنا حق الرجم بالأحذية ) ..
( الحذاء صوت أرجل وليس صوت عقل وأيدي وحوار، لذلك لم ندع الفرصة تفوتنا للتعبير عن ديمقراطيتنا من النوع الثقيل الذي ينحدر بنا إلى استخدام تلك الأدوات. كم هم أولئك الذين سوف يشبهون ذلك الصحفي بألسنتهم عندما يمتدحون الموقف ليس لجماله ولكن لأنه يعبر عن نفس الثقافة والشعور الذي أصاب ذلك الصحفي ) ...
( ليس من أخلاقنا نحن العرب هذا التصرف مهما كان ديمقراطيا فلدينا ألسن نتحدث بها ولغة بها سحر البيان فلماذا نلجأ إلى هذه الأساليب الغير منطقية ).



ثم يختتم مقالته الرائعة المتزنة الهادئة بقوله المتحسر حزناً وألماً فى أحرفه .. :
(إن ما أخشاه أن تدخل ثقافة الأحذية الى مصطلحاتنا السياسية فنترك الآخرين يحصلون على ما يريدون سياسيا، بينما نمنحهم فرقعة الأحذية التي رأيناها )


إن كل كلمة فى هذه المقالة تصف على أرض العقل والمنطق الغائب عن هذه الأحداث المكون الثقافي العروبي وما رسمه من فصول مأساة جديدة ومنزلق خطير





وصل له التفكير والنقاش والإستيعاب العربي لفهوم الديموقراطية ..


_ أخيراً أقول .. إتفق مع الأخر .... إختلف معه .. هذا من شِيَم الإنسان المتحضر .. ولكن لتكن آداة التعبير لك وللآخر هي الفكر المنطقي المهذب والنظيف ..


لا بمجرد أن تختلف مع شخص في رأى أو فكر أو سياسة تسلك درباً من هذه الدروب ...


- إما العنترية الكلامية أو الشتائم والأحذية أو العنف والسلاح ... !!


- وإما نلجأ إلى التجاهل ونغمى أعيننا عن كل ما لا يرضينا .. !


فهل يوجد حق يدافع عنه بالشتائم والأحذية .. ؟!!



شيرين شوقى


15/12/2008



( مقالة نشرت على الصفحة الرئيسية لموقع حقوق الأقباط )


- فى 15/12 /2008 -


( ونشرت على الصفحة الرئيسية لموقع منظمة أقباط الولايات المتحدة )


- فى 16/12/2008 –

الأحد، 14 ديسمبر 2008

عندما أضمك




عندما أضمكِ ....
عندما تحاصركِ ..
أذرعي وتلهبكِ ..
تشتعل فيكِ نار الهوى
تنصهري بين شفتاي ..
كلمات وأحرف غير مقروءة ..
فأضعكِ على الجيتار ...
نوتة من موسيقي ..
غير معزوفة ..
فكلانا .. أنا وأنتي ..
خلانا... حبك وحبي ..
فقط من يتقن فن القراءة ..
كلانا فقط من يستمتع بصوتٍ بلا علاقة ..
بالأذن الوسطى ...
بأجهزة الحواس وجنون الصخَابة ...
نحن سيدتي ..
بلا طرق ترابية ..
وقرانا ..
لا تحتاج للمصابيح أو الكشّافة ...
بلا مرورٍ أو إشارة ..
مدارسنا ..
تجافي المناهج التقليدية ..
نحن درس لن ينتهي مع جرس الحصة ..
منهاجنا فى العشق .. ذوبان للمنتهى
لا يحد شوقاً فينا ..
قواعد آمرة ..
لا معايير ولا إحصائيات ..
لا زمام فى الخيال ..
لا سد .. لا هويس ...
نحن نجهل المقاييس ...
فهوانا ..
لايعد ولا يحصى ..



****



نحن طير توقف بحلق السحاب حتى ..
فتح فم المطر فإنتعشت
كل الحبيبات ..
ويرقات الحب الوالهة ..
طار السحاب إلينا فى العُلا
قابضاً بساعده كويكبات حالمة ...
تتخذ الحب مداراً و إرادة ..
نحن قلبان إذا ما أحبا ..
أشعلا الكون فى همسهما
حرقا فى لهيبهما
كل جمر مستعِر ...
كل قولٍ .. كل فكرٍ .. كل إشادة
لغير العشق ..
لغير الهيام المستتر ..
فى أحداقنا ..
المرتشق فى عمق أعماق الفؤاد
وقوى الحب الخلاَّقة ..



****



أحبكِ من الفراغ حتى الإمتلاء ....
من الأشكال الدائرية حتى زهو الأضلاع
من أخمص القدم مني وحتى الهامة ...
وإذا ما فاح عبيركِ فى الهواء ..
إنتفخت رئتاي فخراً وإشتهاء ..
أستنشقكِ على رأس الزلازل
أستدفئ بحبك فأصبح البركان
فكوني النسيمَ .. كوني الأوكسجينا ..
شريان الحياة .. إستعماراً وجلاء ....



****



بنيت فى عينيكِ قصري الرئاسي ..
توليت على عرشك القيادة ...
فإذا ما توانت خطواتكِ إلي ..
تصيبني الرعشة ..
تصادقني الحيرة ..
يرتديني الحزن عباءة ..
يتصلب القلب فى بلادة ..
تموت فى بطئٍ حثيث ..
كل حركة ..
تموت أطياري ..
يجدُب الشلال ..
تتشت كل روافدي ..
تتشعث فى أعضائي ..
كل إتجاه .. كل إداره ..
يصير قلبي قاره ..
هجرتها الشعوب ...
صحراء تنزف رمُقها الأخير
على رفات السعادة ...
فلا رئيس سيدتي ..
بلا شعب ..
بلا دولة بلا سيادة ..


شيرين شوقى
14/12/2008

السبت، 13 ديسمبر 2008

مشتهي الأجيال

أجندة هذا المساء .. 2

مشتهي الأجيال








هنا ووسط هذه الثلوج البيضاء الناصعة على أكتاف الزمن فى الملء جاء المسيح ..
فمنذ أن أضمر الله الخلاص للإنسان والبشرية تشتاق إلى هذه اللحظة الفارقة من التاريخ لحظة الميلاد ...

كان الوعد لأبينا آدم نسل المرأة يسحق رأس الحية .. :
(( واضع عداوة بينك وبين المرأة وبين نسلك ونسلها.هو يسحق راسك وانت تسحقين عقبه ))

تك3: 15 ..
مرت قرون طويلة جداً من وجهة نظر الإنسانية إلا أنها لمحة خاطفة .. فيوم عند الله كالف سنه وألف سنه كيوم واحد ..
((ولكن لا يخف عليكم هذا الشيء الواحد ايها الاحباء ان يوما واحدا عند الرب كالف سنة والف سنة كيوم واحد ))
2 بط 3: 8


لكن ماذا حدث خلال هذه الفترة .. ؟
كان الله تعالى يعمل بقوة على تجهيز البشرية وإعدادها لقبول الخلاص
فكان الوعد للآباء الأولين .. وكانت الذبيحة التى تنزل نار من السماء لتأكلها وكانت رمز لدم المسيح الذى يطهر من كل خطية ولأن إلهنا نار آكلة ..
ثم كان الناموس وفترات الإنتظار لحين إستلام لوحي الشريعة .. التى كانت ترمز لتمام الوعد وترقب البشرية للفادى المنتظر ..
كانت بعد ذلك النبوات وكثافة الرموز كلها تتجه للمسيح المرموز له .. فقد سلط الناموس بالوصايا والطقوس الضوء على ضرورة فعل شئ ما لتخفيف وطأة الخطية ومحاربتها ..
لكن كان الناموس عاجزاً عن الخلاص لأن الناموس جاء كضوء كاشف عن الخطية آمراً
بالنهي عنها ولكن لم يكن يقدم لنا شيئاً عن الخلاص من الخطية الجدية والضعفات التى يقع فيها المؤمن ...
كذلك شوقتنا كثيراً جداً النبوات الرائعة عن المسيح الفادى مشتهى الأمم التى نثرها فى أرجاء الكتاب المقدس فى العهد القديم وفى وجدان كل مؤمن آبائنا الأنبياء ....

فنسمع صياح أحدهم جاهراً بإسمه وميلاده المعجزي فنسمع صوت النبي العظيم أشعياء يقول .. :
(( ولكن يعطيكم السيد نفسه آية.ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل ))
اش 7: 14 ..
ونجد من أخبرنا بمكان ميلاده فيهمس ميخا النبي فى آذان القلوب المتعطشة لميلاد الفداي .. :
(( اما انت يا بيت لحم افراتة وانت صغيرة ان تكوني بين الوف يهوذا فمنك يخرج لي الذي يكون متسلطا على اسرائيل ومخارجه منذ القديم منذ ايام الازل ))

مي 5: 2 ..
وهنا نسمع رنين صوت يجلجل فى العهد القديم بين النبوات وكان صاحبه النبي العظيم أشعياء .. ويقرر بيقين الفداء الآتي .. فيقول :
(( وهو مجروح لاجل معاصينا مسحوق لاجل آثامنا تاديب سلامنا عليه وبحبره شفينا ))
ش 53: 5
ويصدح رخيم الصوت صاحب القيثارة المرنم الملك داود النبي ببشرى القيامة المفرحة .. فنسمع ترتيلته العذبة عن الفادي .. فيقول :
(( لانك لن تترك نفسي في الهاوية لن تدع تقيّك يرى فسادا )).
مز 16: 10
ونجد صوت النبي هوشع يصرح ببركة خاصة لمصر التى سوف يهرب إليها ذلك الوليد الممجد فنسمع منه هذا الصوت الجميل .. :
((
ومن مصر دعوت ابني ))
هوشع 11 : 1 ...
ويعوزنا الوقت لكي نستمع لكل أجراس النبوات التى مهدت للميلاد العجائبي الممجد المبشر بالخلاص ...
ولقد كان الآباء فى العهد القديم يدركون جيداً أن المصير بدون المسيح مظلم تماماً

وأن كل نفس لسوف تذهب للجحيم الهاوية ..
لأننا مازلنا مديونين ولا منقذ ولا مخلص .. لا من ينقذ ولا من يشفي ..
فنجد مثلاً أن ما قيل عن داود النبي .. :
(( فافعل حسب حكمتك ولا تدع شيبته تنحدر بسلام الى الهاوية ))
1 مل 2: 6


إذن عند ميلاد المسيح يسوع كان الله قد مهد البشرية روحياً لإستقبال الفادي ..
كذلك كان الله يعمل لتجهيزات أخرى للميلاد المجيد
..
فمنها على سبيل المثال :
- إنتظار الله لميلاد أم النور الطاهرة مريم تلك القديسة العظيمة الطهر
- الكامل التى إستحقت أن تحمل جمر الخلاص الملتهب ولم تحترق ...
- لم يكن بين نساء العالم أجمع من يشبه أم النور فإنتظرها الأب
- فى سماه ليتم من خلالها ميلاد الفادى الممجد ..
- إنتظر الله حتى تقوم الإمبراطورية الرومانية لتحكم العالم وتمهد الطرق وتوحد اللغة وتشرع القوانين وكل هذا جعله الله له المجد لخدمة الكلمة ونشر بشارة الفداء

للعالم أجمع ..
- إنتظر الله تواجد كل شخصيات الميلاد مجتمعة فى عصر واحد
- القديس العظيم حامي السر الإلهى يوسف النجار واليصابات
- سمعان الشيخ زكريا الكاهن يوحنا المعمدان أعظم مواليد النساء
- المجوس والرعاة شهود الميلاد ... أيضاً حتى يتواجد كل من الأباء الرسل القديسين الأطهار ..

وكذلك إنتظر الشخصيات التى تتمم النبوات ولو عن عدم قصد منها لكن الله تمم بها كل المكتوب أمثال .. يهوذا الخائن وبيلاطس الجبان هيرودس المجنون وهيروديا .. إلخ


لذا عندما نتأمل التمهيدات الجبارة التى صنعها الله لأجل الميلاد المجيد المبارك ولأجل البشرية المسكينة التى إشتاقت للحرية والخلاص من عبودية وتملك الخطية على كل النفوس ..
حقاً عجيب هو الرب فى حنانه وحبه وطول إناته وصبره على البشرية
وسعيه الجهيد لإتمام وخدمة الخلاص لكل نفس لتنساب من عرش القش
الذى إستقر عليه وليد المذود المبارك المسجود له من كل ركبة مما تحت السماء

وما على الأرض وما تحت الأرض ..
فحينما نسمع أجراس الميلاد وأجواق الملائكة المرتلة بنشيد الميلاد الأشهر .. :


(( المجد لله فى الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة ))
لو 2 : 14


تعزف قلوبنا مع الرعاة وتسجد نفوسنا مع المجوس ونقدم أذهاننا وأرواحنا وأجسادنا هدايا لملك المجد المولود لأجلنا على عرش من القش ...


شيرين شوقى

13/12/2008

الخميس، 11 ديسمبر 2008

قاضي القلوب



هوذا بمعيتي النهار ..
هوذا الباب يفتح القرار
هوذا قلبي
هوذا الدار ...
فأدخلي .. لا تستأذني
فالأهلون لا يقدمون إعتذار ..
ومالكوا البيت لا يطيقون إنتظار ..
هوذا لففت الشمس فى يدي
والأقمار ..
ورششت على وجه البسيطة أمنيتي ..
فنبتت بشائر الأخبار ..
رحيق العشق فى جعبتي ..
يطفئ اللظى ..
يحرق النار ..


****

ياطفلةً إتزرت بالدجى ..
فتوشحت بوشاح الحكماءِ ...
أغنية أتت من بلاد المغرب ..
وبساط الحب يحملها ..
فشربت من نيل الحضارةِ
وتزلّجت على سهل الشامِ
تعالي هنا ..
تقدمي للأمامِ ..
إقذفي بتلك الأحمالِ
على ظهرالماضي وإنسيها
فلا تعبأي فبجعتي ...
رقصة أغنيها ذات قرونٍ ...
كالغزال الراكض ...
تقحِمها ....
تنهيها ...
إلى متى تظل رقصتك حزينة
وينخر فى الطمأنينة
كل وساوسِ وقارض ...
هوذا جمعت كل التراجم ..
كل المعاجم
كل الحمائم
أفحصها سيدتي
لأعرف معنى الظلام ...
وأبحث كل المظالم ....
فأنا قاضي القلوبِ ...
فوضَني النهار لفحص شكواكِ ....
فإسردي ..
آلامك .. أوجاعك .. نجواكِ
فعن قليل ..
لن يبقي سوى الضحكاتِ ..
فغَردي ...


****


من بيده النهار ...
لا يتحسس الطريق ..
فليلكِ هذا وهم طويل
أتيت اليوم لأبدده ..
حملت تحت معطفى أمنيات الأطفال
فى ليلة الكريسماس ...
فآتي إليكِ أمطركِ بالهدايا ....
أزيح الغشاء السميكِ ....
أطبب رعشة شفتيكِ ...
أُخرج الكلمة من فِيكِ ...
ستصرخين أيتها الخرساء ...
والمهتزة فيكِ ...
كلمة أحبك ..
لن تضيعي من بين أحضاني
فأنا أغلقها عليكِ منذ قرونِ ..
أحمل إليكِ النهار
فلا تبكي ..
لا مكان عندي للرثاءِ ..
عندما تقولين أهواك ..
سألبسك الشمس فى أوجها
وألّف خَصرك بأحزمة الأفلاكِ ..
لن يقف بوجهي جبل إلا وينهار ...
تموت الذكرى ..
تتهشم شواهدها ..
على أقدام الأفراح ومباهجها
تنتحر الدمعة على خديكِ بلا رجاءِ ..
لن تتجمع على ذهنكِ أقدار
عندما أقذف إليكِ
محبوبتي ..
بأعراس بالنهار ...


شيرين شوقى
11/12/2008

الأربعاء، 10 ديسمبر 2008

إلى أبواي ...



أبي ..
العظيم .. الفاضل ..
الحصن والراعي
القلب الكبير ..
والجندي المناضل ..
العقل المشغول بأبنائه ..
الفكر الساهر ..
ذلك المعلم القادر ..
من علمني ... درسّني ..
نَحت على لوحتي ....
الأحرف الأولى من الرجولة ..
من أدخلني بيديه القوية ..
إلى معترك الحياة
ذلك الصخر

الذى ...
إن ضعفت عليه أستند ...
فأجده لأجلي يخاطر
ولا يبقي درباً من كل الوسائل ..
حتى يخرجني ...
من الحيره .. من المشاكل ..
من علمني ....
إن وعدت أفي ..
إن صادقت أنتقي ..
كيف أكون صاحب مبدأ ..
قوياً مستقيماً لا ينثني ..
كيف أن المسئول باذل ..
لا كِبراً يعتلي ..
أبي ... مرشدي ودفتي
كلما هرول الوقت و مر ..
يصبح إحتياجي لكِ أشد
فمتي يا أبي نلتقي ..

متى نتقابل ..

****

أمى ..
قد تتعجبين يا أمى
لو قلت لكِ أني ..
لطالما وددت أن أعود طفلاً
نعم طفلاً ..
يبحث عن يديكِ ..
يمد الخطى على ثوبكِ
يجتهد ..
يحبي ..
يمشي ..
حتى أنعم بما يترَف به الملوك الصغار
على مناكب أمهاتهم ..
لكم تمنيت أن يتوقف بي العمر ...
على أحضانك الدافئة ..
حتى أظل ألهو .. وألعب ..
على حجركِ الكبير ...
المتسع كما الحب اللامحدود
كم تمنيت أن أعود صغير ....
فأعود إلى القصر
فحبكِ قصر ..
نُبلكِ قصر ...
شموخكِ قصر ..
أطالعه بعودي القصير ...
قلبكِ مفتوح بلا حساب
بلا كاشير ...
معنوناً ببسمة الحب دون تكشير ..
بلا سقف أعلى ..
بلا حدود ..
وأنهل من عينيكِ الطيبةِ ..
التى ما ملّت لحظة من مرافقتى ..
ويداكِ التى ما كلّت من مراعاتي ..
أنهل من نُبل الإنسان وإقترابه للسماءِ
كم أود الرجوع للخلف ..
وأعبث بحاجياتي ..
وأدواتي المدرسية ..
وتخلعي عني ثيابي المتسخة..
لتغسليها بالحنان
أعود لأنصت ...
فيطربني ذلك الصوت العذب
الذى كان صندوق الدنيا
مع الحواديت الساحرة الليلية ..
التي قصصتها على مسمعي
فصنعت منها عالمً كبير ..
كانت تذهب بي فوق أشرعة الأثير ..
فأعلو على حبال حنجرتكِ
فى الهواء وأطير ...
وأنتقي كما يروم لي
فضائل منتاثرة من أقاصيص المشاهير ..
أمى ..
وأنا على ذلك البعد البعيد
وانا غريب فى غير وطني ..
أراكٍ اليوم مليكتي .. معلمتي ..
مدرستي الأولى ..
نهر العطاء ...
دفتر .. ما إنفتح إلا ليعلمني كيف أحب
كيف أغفر ..
كيف أحنو على الفقير ..
كيف أن الإنسان لايصير ...
إلا بالبذل كبير ...

****

أبواي .. أراكما ..
قِلعاً لا يهبط مع التيار ..
قلما ًرسم لي أول الخطوط إلى محبة الله
وأساساً حفرته أعماركما فى قلب الحياه
رغم أن الطفولة لم تفارقني ...
فهى فى ذلك الركن الهادئ
من جنبات قلبي ..
تستكن ..
إلا أني مازلت أغير ..
من طفلٍ إذا ما سقط ...
فى حبوه الغرير ..
يتلقاه حضن أمه ويدي أبيه ..
إنه الحنين الفائق ...
يدفعني بلا عائق ..
لتلك اللحظات الماسية ....


****

أبي .. أمي ..
أبواي ...
حينما أحبني الفادى الحاني
أياكما أهداني ..
أدعوه فى عُلاه ..
أن عشتما لي وإخواني ...


شيرين شوقى
11/12/2008

الاثنين، 8 ديسمبر 2008

ريثما تعودي



هذه رسالتي الخاطفة
ريثما تعودي ....
قد أبلغتيني أنكِ قبل دوران العقرب ..
فى ميناء الساحة الأبيض فى الملعب ..
قبل أن تُنهي أذرع الثواني
أنشطتها الدؤوبة ..
وتتكشف عن البندول السواعد ...
ستعودي ..
ستتبتهج الأنوار
وتنموا الزهور والأقحوان
على كل المقاعد ..
فماذا داهمني فى هذه اللحيظات
لست أدرى ...
فقد هجرت أوراقي غصون الفكر
وتجمد الإلهام على ثلوج الوعِر
غيابكِ الذى تسمينه بُرهه ..
كان فى قسوة القدر ...
ماتت فى رحِم اليراع المشاتل
ماتت أذرع القلم
توقفت الحياة فجأهة ..
ريثما تعودي ...

****

تثاءبت سطورى على الطُرس ..
الضجيج إستحال إلى همس ..
لا تسمعه أذناي
صرخت أنادي
تشابكت مشاعري المضطربة
كقرون الوعل ...
فغيبكِ أسر ..
لا يفك قيودي ..
نامت فور غلق الباب طيوري ..
مريضة على بساط الألم
فخرج كياني من عَجلة الدوران ...
لم أدري لم أعي أنكِ حياتي ..
أنكِ تجري ..
فى عروقي التاجية ...
أنكِ أحلامي فوق عروشي العاجية
أنك أنتِ كل نقاط الدفع الحيوية ...


****

فى غيابك ..
تكاثفت غيوم ورزاز ..
أمطار من الخوف عليكِ
وعواصف من الشوق إليكِ ..
هبت دفعة واحدة
أغرقت مستنقعات الأهواز ...
حطمت النوافذ
غيابك عاصفة رميلة
تُلهب فحم القوقاز ...
بمعاول حقل ومناجل ..
مقطعها سيف حاد
تقذف .. تجرف .. وتحاول ..
تقتلع نشرة طقسي المناخية ..
ريثما تعودي ..

****

فى غيابك ..
إنقلب السقف إلى السجاد
حوائطي نزفت ..
ستائر حزن ورقية
مادار بخُلدي ..
أن غيابك سلطان
يأمر فينفذ ..
بالسلطة الجبرية ..
يحفر فى قلبي نعوشي
يجفف براعمي الغَضية
وربيعي يرتعب

حطباً على عودي ..
قُبرت دنياي ..
أحلامي ووجودي ..
ريثما تعودي ....

****

فبحق الحب أهاتفكِ ..
أراسلكِ .. أناشدك ..
أن تسكبي الحياة على غفلة المَنون
لتنتبه أشجاري
وتتشرب هواكِ جذوري ..

****

فى المرة القادمة ..
لن تذهبي وحيدة
ألازمك كالظل
أوافيكِ كالعهودِ ..
ولو طرفاً يسيراً من الساعة
وقُلامة ظُفر ...
****

لن أكمل ..
رسالتي تلك الملتهفة
إنحنت دفتي الدفتر
تغلق ممالكها
ترفض منحي المزيد
من صغار الوقت
وفتات الدقائق
أو حتى هوالكها ..
توقف للتو القرطاس ..
تصارعت الخطوط مع الأنفاس ..
غَلب الصمت ..
فلا معني لكلماتي بدونكِ
غَلت .. تبخرت ..
بنات الفكر ..
جفت نباتات الصبار ..
رسَمت إسمكِ بلداني وحدودي
دخلت بياتها الشتوي ..
ريثما تعودي ...

شيرين شوقى
8/12/2008

الاثنين، 1 ديسمبر 2008

إحتقان .. أم مزايدة .. !!


إحتقان أم مزايدة .. ؟!!

باقلام قرائنا - المحامى / شيرين شوقى :

الواقع المر الذى يسود مصر الأن وسحابة الطائفية السوداء التى لم تبت سحابة بل تحولت إلى أساس للمواطنة الحديثة هذه الأيام .. !!ولطالما تردد على آذاننا وسائل الإعلام المرئية والمسموعة هذه الأيام كلمة لتصف بها الواقع الطائفي الذى تغرق به مصر بمصطلح (( إحتقان طائفي )) ..ولكن هل هذا الوصف ينطبق فعلياً على الحالة الراهنة العصيبة التى تزايدت وتيرتها بشكل يمثل منعطف خطير جد الخطورة على مستقبل ومصير الأمة المصرية ..
هذا المصطلح فى رأي الشخصى أنه مجرد تخفيف لحقيقة متفجرة لتظهر بشكل أنه مجرد إلتهاب حرارى خفيف وسرعان ما سيزول .. ولكن الواقع ليس كذلك بل على النقيض .. فإذا ما أردنا وصفاً أدق للحالة بين المصريين حالياً هى أشبه ما يكون بحالة مرض عضال شديد الخطورة لا يجدى معه العلاج الكيماوي لكن الحل الأوحد هو الحل الجراحى أى إستئصال الورم الخبيث من جذوره لا بضوع مساحيق تجميل مكشوفة مزيفة وبعض الإسكتشات الكوميدية الهزلية المغرقة فى دموع الحزن والحسرة على وطن على وشك الضياع والإصرار على التعامي عن حقيقة الكارثة المحدقة بمصر ...
وصف الحالة الطائفية المزمنة فى مصر بالإحتقان ليذكرنى بمصطلح ((النكسة)) ..هذا المصطلح الذى إطلقه البوق الإعلامى للتخفيف من حجم كارثة الهزيمة المريرة التى تجرعتها مصر فى عام 1967 وللأسف مازلنا نستخدم نفس الطريقة وندفن الرؤوس فى الرمال !!
ولابد من الصمت للحفاظ على صورة مصر فى الخارج و سياسة عدم نشر الغسيل القذر أمام الغرباء وهاجس المؤامرة والعدو المتربص بالخارج إلى أخر ما يختزنه الفكر العربي من أوهام عجيبة والمحصلة النهائية التى تطل بها الأجهزة الرسمية أنه كل شئ تمام التمام ولا يوجد شئ يعكر صفو الوطن .. ويأتى بشيخ وقسيس وقبلات إعلامية وكلمة من شيخ الأزهر وإستنكار للفتنة النائمة ولعن الله من أوقظها ..
وكلمة من قداسة البابا شنودة والعلاقة بين المصريين سمن على عسل ومصر بخير ولا توجد أزمة ولا شئ من هذا القبيل ويزفنا الطرفين بوابل منهمر من الخطب الرنانة عن الوطنية ودروس فى الخيانة للوطن وأن اللجوء للمؤسسات الدولية سيحول مصر للخراب ..( وكان هذا هو الذى سيحل المشكلة ويخدم مصر حقاً .. !! ) ..
وقطعاً لا يخلوا الخطاب الإعلامى هنا من لغة تهديد مبطنة للأقباط مفادها إن من سيتجرأ على عرض الكارثة المتفجرة فى مصرعلى المجتمع الدولى سيحدث له ما لايحمد عقباه .. وتمتلئ الصحف والبرامج بمثل هذه الوتيرة المبطنة .. والعجيب فى الأمر هو لماذا لجأت مصر للمنظمات الدولية لتسترد أرضنا المحتلة سيناء .. أهل هذا كان خيانة .. ؟!
منذ متى كان عرض الملفات الشائكة المزمنة على منظمات دولية خيانة .. ؟!
بالقطع أنا شخصياً أتمني أن أجد الحل على المائدة المصرية ..
ولكن أين الحلول المصرية لمشاكل الأقباط خمسون سنة ولا حل ولا عقاب لمجرم
و لماذا تصر الدولة على عدم بناء الكنائس مثلاً .. لماذا لم يتم إعدام أى قاتل مجرم لقبطي برئ مجنى عليه كما فى الجرائم الجنائية العادية التى تقع مع سبق الإصرار والترصد .. !!
إذن ماذا يحدث فى مصر بالتحديد ؟..
سؤال يطرح نفسه بقوة على صعيد الوضع الحالى ما وصف الحالة المتشنجة التى تسود عنصرى الأمة فى مصر ..
أولاً : لابد من الإعتراف بأن روح التعصب بدات تسرى فى وجدان السواد الأعظم من المصريين نتيجة تغلغل الفكر الإخوانى فى مصر وذلك يمثل تراجع ملحوظ لشمس السلطة من ناحية وتراخيها فى بسط سيادة القانون وزرع تاثيرها الإيجابي فى نشر روح المواطنة والتسامح بين المواطنين المصريين من ناحية أخرىوقد ترسَخ فعلياً وبعيداً
عن الشعارات الخيالية فى ذهن الكثيرين من المسلمين المصريين أن المواطن القبطي ليس على قدم المساواة معهم وذلك نتيجة لعدم يسط سلطة القانون فى كل الحوادث التى تقع ضد الأقباط والتى تنتهى طبعاً بجلسات صلح وأهدار دم من أهدر وخربت بيوت من خربواوهتكت أعراض من هتكت وخطفت بنات الأقباط ولا يوجد مجرم واحد قد عوقب
ولا ضحية تم تعويضه .. !!
فى مغازلة لمشاعر المواطنين المسلمين الدينية على حساب الأبرياء !ناهيك عن عدم المساواة فى الوظائف العامة وجو الإفراز والعزل الطائفى الرسمي وتمييز الحكومة بين المواطنين المسلمين والمسيحين إلى غير ذلك من ممارسات .. ويوجد قطاعات رسمية كاملة تخلوا من وجود المواطنين الأقباط وكأنهم غير مصريين .. ومثال على ذلك : ..المخابرات العامة .. والحرس الجمهوري .. أمن الدولة .. رؤساء الجامعات .. رؤساء المدن .. رؤساء المحاكم العليا .. إلخ ونسب ضئيلة جداً فى قطاعات أخرى مثل : الشرطة .. النيابة .. القضاء .. المحافظين ( واحد فقط ) .. السفراء .. المناصب السيادية .. مثل وزارة الداخلية والخارجية والإعلام الدفاع .. ألخ مما رسخ فى الأذهان أن المواطنين المسلمين فقط هم من لهم هذا الإمتياز دون غيرهم من باقى الشعب المصري ..
ثانياً : إن أردنا وصفاً أقرب للدقة لهذا الجو الطائفي الملتهب والمتزايد فى وتيرة خطيرة وصلت لأبعاد لم تصل لها من قبل ومنذ تاريخ طويل .. فقد وصل الأمر إلى الهجوم على الرهبان المسالمين العزل وتعذيبهم وإضطهادهم ..وجرفت كنائس بالبلدوزر ومن الذى قام يهذا مستشار ووكلاء نيابة .. !! ولا أدرى لو كان من أقدم على هذه الجريمة قبطي ؟!!ماذا كان سيحدث فى مصر ؟!وهجوم جماعي غوغائي على قري بأكملها وقتل أقباط مصريين آمنين لا ذنب لهم ..
وخطف بنات الأقباط وإجبارهن على الأسلمة القسرية .. ضرب المحامين الأقباط أمام القضاء وإهدار دمهم دون أن يحرك للقضاة ساكناً !! صدور أحكام قضائية مجحفة ومتحيزة ضد الأقباط .. !!قيام الأجهزة الرسمية بتعقب وإعتقال من يعتنق المسيحية .. !! حقا ً كارثة حلت بمصر والطامة الكبرى هو قيام الدولة بتعطيل القانون المصري وقيامها بمباشرة مجالس صلح عرفية عادت بمصر دولة القانون والمؤسسات إلى خيم الصحراء وثاقفة البدو و الجهل ..والنتيجة ولم ولن يعاقب أحد .. !!
إذن المسلك الرسمى هذا فى حقيقته هو مزايدة على الإخوان المسلمين ومنافستهم
لكسب التعاطف فى الشارع الإسلامى المصري نتيجة لإكتساح التأثير الإخواني
المتنامي من الناحية الفكرية والوجدانية .. للشباب المحطم من الظروف الطاحنة
التى تعيشها مصر منذ فترة طويلة وتزاد وتيرة التطرف ونعرة التعصب بتزايد الفقر والبطالة مما يؤدي إلى إكتساب التيار الإسلامى أرضاً جديدة واسعة لتأليب الرأى العام على النظام الحاكم ليحل التيار محله وهو الهدف الأسمى لهم .. وعِوض أن تحارب الدولة هذا المخطط المدمر لمصر تمارس هى بعينها نفس ما يمارسه الإسلاميون بل وتزايد الحكومة على التيارات الإسلامية بعزلها وتهميشها للأقباط المصريين والضحية هى مصر بالنهاية ..
على كل مصري أن يعي أن لا أحد سينجوا إن إشتعل البركان الجميع سيحترق الأخضر واليابس ..
يا سادة لا يظن أحد أنه فى مأمن من الجحيم القادم ما لم نبادر جميعاً برأب الصدع
وإنقاذ مصر وطننا الغالي علينا جميعاً .
مقالة نشرت على موقع حقوق الأقباط
فى يوم :
Monday, 27 October 2008
_______

إن لم تستحي فإفعل ما شئت .. !!!

للرد على مقال محمود سلطان ( كشافة البابا) ..

باقلام قرائنا - شيرين شوقى المحامى :

هذا المحمود وأمثالة من المرتزقة ومن خلفهم ممن يدفعون بالفكر الإخوانى إلى الأمام ومن خلف الستار العاطفى العقيدي أمثال هذا الشخص المسمى محمود سلطان ومن على شاكلته بالحقيقة هم من يمسكون معاول الهدم ليضربوا مصر فى الصميم حتى تخلوا لهم الكراسي ويحكمون مصر للتحول إلى مصر ستان على غرار (( خراب ستان )) أقصد غزة ستان .. وأفغان ستان ..
من القراءة الأولية لهذه السطور الصفراء يتضح أن الكاتب له فى المغزى وجهان علنيان جليان بوضوح تام ..

الأول : التباكى الذئبوي إن جاز التعبير لمساكين الإخوان !! :

ونشر صورة على خلاف الحقيقة بأن الإخوان مظلومون وأنهم يعملون فى شمس الظهيرة ولا يلجأون للتأمر والعمل تحت الأرض .. وقطعاً هذا ليس بجديد فإن كان من أسس العمل السياسي للإخوان ذلك التنظيم المحظور قانوناً وفق القانون المصري
.. (( رحمه الله )) ..
.. مبدأ التُقية .. وهو ما جهر به السادات نفسه الذى كان يحسب عليهم فى خطابه العاصفة الذى أطلق فيه إعتقلات سبتمبر .. 1981 .. وهى طبعاً كما يعلم الجميع إستخدام الكذب وتغيير الوجوه لمنافقة القوى حتى يضعف من ثم الإنقلاب عليه ..
فلا مانع من إستخدام كافة اوجه الكذب والنفاق والظهور بعكس مبادئهم الحقيقية مثل نبذهم للعنف .. على الرغم من أن من يرجع للبداية الأولى يعرف تمام المعرفة كيف يفكر الإخوان وكيف تفرخ من تحت عبائتها كل الجماعات الإرهابية ..فالغرض صارخ من بين سطور محمود سلطان وهو الدعوى لإطلاق يد الإخوان كما تطلق ( وفق زعمه ) ...
يد الكنيسة !!

ثانياً : زرع الفتنة بين الدولة والكنيسة والتحريض العلنى للمجتمع على المسيحيين :

وكأن الدولة قد أعطت للمسيحيين كل حقوقهم بل تزيد فى أن تغض الطرف عن الإنشطة السرية للكنيسة ؟!!!!!
ففى الكلام نبرة تحريض خطيرة من حيث الإدعاءات الكاذبة التى يطلقها ذلك الصحفى .. مثل ... (الحضور "الأمني" الطاغي لما تسميه الكنيسة بـ"فرق الكشافة"!. ) ...
( فيما كان استعراض كشافة الكنيسة "الأمني" ـ لحماية البابا ـ خلف أسوارها القلاعية .. وقوبل بالحفاوة أو بالسكوت !.. فماذا نسمي ذلك "تسامحا" أم "غفلة" ؟ ) .. !!!!!
فقرات لا تحتاج إلى تعليق ... فالمفهوم من هذه الكلمات هو أن الكنيسة هى منظمة
للعمل السري .. والدولة تتهاون مع الكنيسة وتتحامل ضد المسلمين والإخوان الذين يعملون فى النور .. لا يأخذون حقوقهم _ وذلك فى إشارة للمطالبة الدائمة للإخوان من مطالبة الدولة للسماح لهم للعمل السياسي العلنى _فى حين أن الكنيسة التى تعمل فى الظلام تحظى بالحفاوة !!!!!نسأل الأستاذ الصحفى الذى من المفروض أنه أقسم على ميثاق شرف المهنة والصدق وتحرى الحقيقة فى كل خبر ينشره ..
هل يتساوى شباب كشافة للنظام والتنسيق التطوعى _ تماماً كما كانت المدارس تعمل على تنمية الروح الكشفية للطلاب _ .. مع جموع المسلحين التى إنطلقت فى عام 2006 والتصادم الدموى مع الأمن ... وهل يتساوى وفكر الإخوان الذى زرع التعصب فى كل شبر فى مصر .. لو حمل المسيحيون سلاح لكان الأجدر بهم الدفاع عن أنفسهم بدلاً من أن يقتلوا وتحرق بيوتهم وتخطف نسائهم .. والدولة التى تحتفى بهم كما تزعم وقفت تتفرج على دمائهم المهدورة ولا تحرك ساكناً .. ولم تعاقب مجرم واحد .. !!!!
ألم يصرح المرشد العام للإخوان المسلمين أنه لديه أكثر من 10 آلاف متأهبون للذهاب والحرب فى سبيل الله وكان يريد أن يحارب فى غزة .. !! ..
هل طالبت الكنيسة يوماً بحزب سياسي مثل الإخوان .. هل تآمرت على النظام .. وهل
من أجل الوصول للحكم لا تحفل بتدمير مصر من خلال زرع عبوات الفتن الطائفية
فى كل جنبات الوطن ..
فالإخوان يريدون أن يصلون للحكم على جثث كل الشعب المصري وهو ما يرومونه ويبذلون كل مرتخص وغالٍ من أجل تحقيق ذلك الهدف الدنيئ .. فمن الذى يعمل تحت الأرض ؟! ومن الذى يحمل السلاح ؟! .. ومن الذى يرغب فى الوصول للحكم .. ؟!
لقد صدق عليك المثل المعروف إن لم تستحي فإفعل ما شئت ... !!!
مقالة نشرت على موقع حقوق الأقباط
Tuesday, 28 October 2008

الأحد، 30 نوفمبر 2008

أجندة هذا المساء ..


أجندة هذا المساء


لاحظت أن المساء كائن يعشق الهدوء يرتدى فيه القلب الثوب الملكي ويترك العقل فيه كبرياء النقاش والفلسفة النهارية والمجادلات والمشاحنات ..
ترتدى الروح ثياب السهرة وتضئ الحواس شمعة كل مساء حين يغفوا الناس ولا يبقى من الأصوات سوى رنين الهمس وصخب الصمت ..
الليل الأن يفرد شراعه وأفتح له أجندتي ويتولي القلب القيادة ويتنحى الفكر والعقل قليلاً لتسود المشاعر ويأتمر القلم بما تليه الروح والقلب بلا رقابه أو تحفظ ...
الصفحة الأولى :

اكتبها وأنا ألتمس قبساً من الدفئ فى هذا الشتاء القارس فرد القلب لها بكر السطور
لمن هو فوق كل عقل فكتب كما أراد له القلب ...
رائحة البرد الشديد إستجلبت للفور تلك الليلة المهيبة الرائعة التى رفعت فيها الأرض للسماء وأحننت السماء فيها على الأرض لتسجد لذلك الوليد ..
منذ طفولة فكرى ونعومة مداركي الصغيرة لطالما بهرتنى هذه الأقصوصة من الحب الغير محدود .. فأنا أستمع الأن لصوت صغير بارع الجمال على عرش من القش الجاف الخالى من الترف وبهرجة الملوك والأباطرة فى مثل هذه الحقبة ومثل كل عصر .. ترى ما الذى يجعل ملكا ًينام فى غرفة لخدامه بدلاً من جناحه الفائق العظمة والمجد الفخم الفاره .. !ترى من الذى يتضع ليرتدى ثوب لعبد مدين ومعوز وفقير صاحب مصير بائس ونهاية محتومة إلى هلاك .. ليحوله بمجرد إرتداء هذا الثوب إلى إنسان حُر ذا نسب ملكي ينتمي للسماء شبعان ويفيض على الغير بالخير وريث وصاحب سعادة .. !!هذا ما فعله لأجلنا ذلك الطفل الوديع الهادئ المتضع ..
ذلك الممجد صاحب القدرة وبكلمة فيه كانت الدنيا ومن عليها وبإشارة بنانه تنتهى كل الأكوان المادية المنظورة وغير المنظورة .. المرئية وغير المرئية .. لكم يخجلنا ذلك الطفل فهو عِوض الملكوت يتواضع ليزور عبيده فلم يجد من هؤلاء باباً واحداً يفتح له .. !!إنه موقف مخجل للإنسانية الخاوية المعدمة الخشنة الخالية من إدراك مدى مكانة ذلك الوليد ومجد اللحظة المبهرة ..
لقد كان قلبي مغلقاً بخطاياه فى وجهه وظل هو يقرع فى حب أذاب الحشاشة والقلب المحجر .. يالشقاوتي .. !!
لم يجد من يرحب به ضيفاً وهو الذى إرتضى ذلنا الأرضي ولبس جسد تواضعنا ومد لنا طوق الخلاص .. !!هذا الطفل الذى ولد كفقير لم من أجل البشرية .. لم تكلف هذه الأخيرة نفسها حتى أن تقدم له فرشاً ناعماً .. أو غطاءً لجسده الغض الصغير أو بيتاً يتآوى فيه هو والعائلة المقدسة ...فكان له المذود العارى عن الأبواب بيت ميلاد مفتوحاً مرحباً فصار ذلك المذود المجهول محط أنظار العالم كله وأصبح بركة يقصدها الملايين من البشر من كل الأجيال .. فلو أدرك البشر عظمة الوليد لفاز أحدهم بهذه المكانة الكبرى لكن للأسف البشرية كانت عمياء عن خلاصها وفاديها .. !لقد كانت أنفاس الحيوانات أكثر دفئاً لطفل المذود من قلوب البشر الذى أتي هو من علو مجده لأجلهم .. ألهذه الدرجة كانت الحيوانات أكثر كرماً منا .. !!! هذا الذى جاء ليقدم لنا أثمن الهدايا على الأطلاق ولم يطلب منا شئ لم يجد من الإنسان سوى الجحود والقساوة وعدم الإكتراث فلم يتقدم سوى نفر من المجوس بهدايا بسيطة رمزية .. !
فالبشرية يارب كلها مدانة ومعوزة لمراحمك وخلاصك وليس لها شئ لتقدمه فما أفقر نفوسنا وما أثقل أحمالنا وما أشقى عقابنا ..آه يارب ماذا لو لم تمد يدك أيها الكريم المحب الغير المحدود الخالق لتنجد نفوسنا ماذا كان المصير .. !!وإلى أين كنا سنسير أيها الوليد الممجد فسامحنا وإغفر لنا أيها الرب المخلص ...

شيرين شوقى
1/12/2008

الجمعة، 28 نوفمبر 2008

سندباد ..




حبيبتي ...

أنت المجهول وأنا السندباد ...
تصاحبيني ..
كل مغامراتي وسَبر الأغوار ..
أنتي جزر آسيا الشرقية ...
وسواحل لم تطأها أقدام ..
رائحة جوز الهند
ومرح البرتقال ..
نقاء الثلوج القطبية
سفن الشمال
طرق القراصنة الخفية
براءة الطبيعة
على جبينك الوشم الأفريقي
وتمرد الأفيال
مزارع العنب ببلاد الغال ..
بهجة المناطق الشعبية ...
وروعة الهندام ...
ترحالي حبيبتي يَطال
كل موانيكِ .. ويقال ..
أني سندبادكِ ..
ولكني أختلف ..

فرحلاته سبعة فى شتى البلاد
وأما أنا فرحلتي واحدة ..

فى أعماقكِ ..
أرحل واصطاد ...
كل ما يطفو ويغوص ..
وأقتحم المغائر والمناجم
كل النفائس كل الثروات
هى مهركِ ..
كل عرائس الصبح المشاغبات
وزهرات البر ..
الدُجى والندى واليرقات
الأشعار والنصوص ..
أثواب مليكتي المحبوبة ..
فى عرشها وصيفات ..
مجانيقي تحارب عنكِ وأرتاد ..
جيوبكِ السرية ..

حاذرى من عزم الرحَّال ...
قد تسقط بيدي مدنكِ وتحتاد
عن كل المرافئ ..

إن أردتي القراءة عن سندباد
أفتحي تاريخ حبي واللفائف
نقبي فى الحقول والأجران ..
ستعثري على جمر حبكِ
فى كانون ريفي ...
تحت سقف من البوص ..
تداعبه رياح الهوى فيستعر
يحتر ..
يصل لهيب عشقك حد المحرقة
فيشتعل قلبي تلتهب خلايا الحس
حبيبتي إن ذكر إسمكِ ...
لا أعرف اليوم من الأمس
اليقظة من الرقاد ....
فإن داهمتني نظرة حانية
تستظل بالرمش .. للحال
أفقد الوعى فأرحل إليكِ ..
أنتى الوجهة الوحيدة ..
للمغامرة العالمية ..
ترتكز علي سفني كل الأرصاد
سأخطفكِ سبيتي حوريتي الغالية ..
على فرس أشهب
إلى أقصى جزر المحيط الهادئ
ليتعلم على يديكِ الثورة ...
وتتراقص الحيتان
والدلافين ..
فتقدم لمولاتي ..
أرقى ما تكون الخدمة ...
سيكون الكون ضَعيتك الصيفية ..
متى شئتي رهن البَنان ..
خِباء عشقي شدت وثاقها بأوتاد

أرست الدفة ..
فى ميناء عينيكِ الصافي
تعهد القمر بالأثاث الفضي ..
وستائر الحب وكل مؤن الإمداد ..
هناك ستكوني سندريلا ..

وأصبح لقلبكِ سندباد ....


شيرين شوقى

1/12/2008

ماذا أفعل بكِ .. ؟!








يا أغلى من الأيام لو ثمنوها
وأزكى من العطور لو سكبوها
طاووسة حبي الجميلة يا عَلياء
ماذا أفعـل بـك ِ.. ؟
غير أن أتفانى فى حبكِ
فقد قَصرت عن يدي الحيلة
ولا يكــفي
أذوب فى عشقـِك
ولا يكــفي
أحاور أحداقِـك
ولا يكــفي
أجاور أحلامِـك
ولا يكــفي
أتـوطن صدرِك
ولا يكــفي


****


أرواح السكون الصامت ..
تحتج وتشتكي
مـن لهـيب حـبي
وأوان الغـزل الغـير المسـبوق ..
فقالوا أمجنون هو بفتاته ... ؟
ينعي العرش كملك أو أرشيدوق
أشعلت محبوبته خطواته ..
أم الغـيرة ..
والقلب منه مسروق .. ؟!
فصـمتت الأرواح عن العـويل
ودوي الأفكار يغـلي ..
فكم من فريس لهـم غارق
وكم عاشـق قبلي ..
تناوبته الأرواح الثكلى
بكل الحوافر ...
فتخَاطب الريح وموج البحرِ
وتبادلا هماً مشتركاً جال بالخواطر ...
أمفتون صاحبنا بالسِحرِ ؟! ..
ومن ترى صاحبة الدلال المشـبوب
سيدة الخـلاء البري ..
ذات الضفـائر
مخضّبة بالفيروز ونفيس الجـواهر ...
أمـيرة هى .. ؟!
أم عـروس النهرِ ؟!


****


قلت كفافكم ..
من ظلال اللسان المغـلوب
لم يعد لي لغةً أو منطوق ..
غير ما يتحدثه المحبـوب
مـن أحرف وجُمل وخفقـات ...
ولا أسمع سوى بركان
من العشق الهادر ..
ينفجر من قلبها يتدحرج ينهال
ولا أرى إلا محراب عينها الناظـر ..
فكـل ثـروتى وجميع المدخرات
أنفقتها فى بذخٍ ..
فى كرم حاتمي ..
على رحلاتى المكوكية بين الأجـرام
فقط هى بعينها كل النساء بجمعها
فمن يعطـلنى يـوماً عـن عشقـها
أحبهـا نعم أنا أحبها ...


****

حبيبــتي ...
حبكِ واجـب وطـنى لدولة عشـقي ..
أزرع أنواطه على قلبكِ
واوحد الأعلام ..
فلا ترف سوى راية شـعركِ السمراء
تتبارى فى وصفه الأقلام ....
وتنشد الحدائق والأنهر وكل الأطيار
معزوفة حبنا الأبـهر شعار المشـوار
فلا وقت أحتسـبه من تقويمي يـوماً
لم أغُـط فيه على شفتـيكِ نـوماً ...


****


كم مرة تعاهدت والشهادة ...
فى بلاطك البلوري الأزرق
أتحصن بكِ درع فى الوغى
وتنتحر جيوشي وزورقي يغرق ...
فأقوم من جديد وأكتب قصص البطولية
بأحضانك وترتمي الذكرى ..
تهوي فى بئر لانهائي لا تقوى
على العودة وروحها تُزهق ..

****

ماذا دهاني يا غلياء ..
هل أنت زهر وأنا بستان ...
أنتِ حب مطلق ...
وأنا العنوان
هل أنتي مي وأنا جبران ..
هل من جواب ...
يا معنى الوجود
وربوة الأزمان ...
قطرات العرق المجهدة
تنزف بغزارة أنواء الشتاء
ودفء الحنان ..
فألبست اليراع القبعة
لينشف وشريت له الدواء
وزهراً من الريحان ...
فالحب لا يكفيكِ
فهل للحب مرمىً
أبعد من الأكوان ..
صرتي المعابد
وشاهد التاريخ الأوحد لعصري ..
عبقرية المكان ..
تواترت علي قلبي
قطارات الدجى
وفساتين الصباح ..
بكل الألوان ...
أنقلب بالحب هرمي
وارتبكت مسلمات فكري
لحد الهذيان ...
ماذا افعل بكِ ..
سوى أن أحبكِ حتى الموت
وما للموت على حبنا سلطان
حادثيني وأخبري ...
فماذا أفعل بكِ ..؟!!!

شيرين شوقى
19/9/2008

الخميس، 27 نوفمبر 2008

محظور عليكِ



سيدتي ..
ألقى اليوم ببعض سطورى
التى تفجرت من إختزانها الأضلاع
سيدتي ..
أخرجي من صومعتكِ العاجية
لتنطلق طيورى

إلى أحضان الحرية
بعدما كانت سجينة ..
لن أجعلها من الوقت بداخلي ..
لن أستنكر .. فقط أستفسر ..
ولكِ الحق فى الإجابة ..
أو الإمتناع ..
لماذا .. ؟
ترتعب خطواتك نحوي ..
سأفتح الباب المغلق
وراء علامة الإستفهام ..
تتزاغل الرؤية ..
عندما تلتفت عينيكِ وتدقق ..
وتتراجع أناملكِ إن حاولَت يوماً
أن تتهور وتطرق ..
على بابى المتواضع ..
وشوقى الذى أرهقه الوضع القابع
والقرفصاء الجاذع ..
مالي أراكي كمن طحنها وهَّن الكِبَر ..
كمن يداهمها جليل الخطر ..
فماذا دهاكِ حبيبتي ..
ماذا أراه اليوم فيكِ .. ؟!
لن أظل طويلاً .. مللت أن أنتظر ..
غريب ..
هواك ِسيدتي ..
عجيب ..
عند البداية مذهل
وفى المنتصف يتمهل
يسأل .. والسؤال ..
مريب ..
تراجعين الهوى بداخلكِ ..
تختبرين بعد العمر حَدسكِ ..
هل أحببتي أم كانت أنثي غيركِ .. !!
فكيف لي أن أصدق
ما مضى من لهَفك .. وطوفان هَدركِ
هل عن جنون العشق ..
أغيب .. !
أين ذهب حبكِ .. ؟
أين بحور الخمائل .. ؟
ووسائد الأحلام وملايين الأغاني ..
أين ربطكِ لروحك مع أحرفي ...
وإلتحاف أوردتك فى خِدر قلبي ..
أين ما كان بيننا .. أين التفاني .. ؟

****

اليوم حبيبتي تتراجع ..
اليوم تصمت ..
تتلاصق شفاة الروح
وترتكن للسكون المفضي ...
تعاني الصمم ..
كل مشاعرك تسترخي
فى هدوء من قاعكِ إلى القمم ..
تركن على جدار الأمان ..
حتى فاض بالصمت
الوزن والكيل ..
وقطع الأمتار والأميال ..
إلى قلبي لينفجر ..
ينسف ما تبقى من صبري ..
عجيب صمتك يا أمرأةً سلبتني
الوعى وهناء البال ..
نزعت قلبي من صدري ..
وراحت فى ميداين العشق ..
تلهو و ترتع ..
وتقلب الرماد و تدفع ..
بكل معابدي ولوحاتي
إلى أتون الحمم ....
مزقت ثوابتي ..
فصنع عشقها مسافات طوال
بيني وبين قلبي ..
فإن أردت منه طِلبه
أسألها وعلي أن أنتظر ..
أرمق عطفها حتى تأمر قلبي
لطلبي يلبي ..




****



محظور عليكِ يا إمرأة ...
كل طرق الحيرة والتشكك ..
محظور عليكِ كل درب يتفكك ..
محظور عليكِ العزوف والتلوِّي
محظور كل إجابه تطوف و ترتدي
لوناً رمادياً ..


محظور على عينيكِ كل دمعة حزن ..


فقدركِ هو الهوى ..
جلبابي لونه ناصع ..
حبي ألوانه واضحة ..
فأخبريني ما هو لونكِ ... ؟!
يلهبني وجع الطَرقَات
من سوطكِ ..
على ظهر قلبكِ ...
كل ليلة مقمرة أو خاسفة ..
وقذائف التعنيف والشك الملتهبة ..
لماذا تعشقين جلد الذات .. ؟
لماذا تتمزقين حبيبتي فأنا قبلاً أخبرتكِ ..
فأحزمي الرأى فى فؤادكِ ..
وكُفي عن جمع الإستدلالات ..
فلو سألتى الشمس والغيم ..
الطير والشجر .. البذر والثمر
الجبل والقمر .. الفلَك والسّحَر
وجنات الورد ..
لجائكِ على الفور الرد
أني أحبكِ .. إلى الأبد ...
قلب بلا حب .. مضخة دموية
آلة عمياء ...
إقبلي مني الرجاء ..
متى تنطقين بما فى جوفك ..
متى ينتصر حبي على خوفك ..



شيرين شوقى
28/11/2008