الخميس، 17 سبتمبر 2009

وأنتِ نائمة .. !





وأنتِ نائمة



حبيتي ..

كنتِ بالأمس على صدري نائمة ..


تختبئين بين العشب الأسمر ..


تفوح منكِ رائحة الحشائش المقلّمة ..


تسبحين فى بحور الهوى


تنطلقين فى سمائي كروح الحياة


تمرحين فى حدائقي المغلقة ...


تنتشبين فى جذوري فأتشربك كل لحظة ..


كل هذا وأنتِ نائمة .... !


***



بالأمس كنت نائمة ...


كطفل فرغ لتوه من عِراك المرح


ورحيق السعادة ...


ما إنفك من مصارعة الألوان الجميلة


حتى أرخت أجفانه المظلة ...


فتركت بقاياها تلك الألوان على وجهه الصغير ..


يتشعث شعرك حبيبتي كحيرة العاشقين


يمنة ويساراً ...


يتبعثر كالتراكيب اللغوية فى فم القاموس


كم كنتِ ساحرة تحت هذه الخيوط الناعمة السمراء ..


حينما إنسدلت هذه الستائر الحريرية الملساء ..


التى رفعت سحر الشرق دون خيلاء ....



***



ومازلتِ نائمة ...


وها بقايا قليلة من فتات الدجى تكابر ..


حين أشهر الفجر الضوء والخناجر ..


ومازالت فراشتى الوديعة هائمة ....


تطلق الملايين من الضحكات دون صوت


وتكتب المليارات من الكلمات


وتسكب على شفتاها أميال وأميال من المحابر ....


بمنتهى الرقة دون ورقة ...


وترسل إلى قلبي أعداداً لا تحصى


من الهدايا واللمسات ...


وباقات من كُريات الشيكولاته مغموسة بالقبلات ....


وهى فى ثوب الهدوء المشوب بالعشق ... !


جميلتي لم أشهد مثلك فى قصور الأحلام ...


نائمة ولكن دؤوبة الحركة .... !


***


حبيبتي تغط حتى الأسحار


فى مهد الخيال غارقة ...


تبارك حولها فتيات الأفكار


قلبي يخشى النسيم إذا ما تجاسر ..


وهب وطار ..


إذا ما حاور ..

إذا ما جاور ..


عرائس الأنهار ...


لتجلب النهار ...


إذا ما راوغ ..

فى شقاوة الريح فلامس الأقمار


وأيقظ الشمس الغافلة ...




أيتها النائمة ...


لم تزعجك ماكينات العصر الحديث


وحشود الضجيج الصاخبة


و تداخل الأصوات فى المقاهي الشعبية


الحوانيت المجاورة


وعادات الشرق الدافئة ...


عجيبة أنتِ فرغم ذلك غافية ... !


كالحمام والأجران والحقول الشاسعة


عندما تغفوا على صدر الغروب القاني ..


هنا تنامين كالملاك الذى أجهدته الليالي


فتمدد على سحابته البيضاء ..


ناثراً بعضاً من النجمات


وإرتدى بَزّته الأنيقة .....



***


حبيبتي ...


تسربت ساعات وساعات


تمنيت على شفتاكِ أمنيات وأمنيات ...



فتتبعت وأنملي خربشات الدجى على فضاءات الوجنات


فكانت عالمى الجديد ...


الذى لا يقطنه سوى قلب واحد وحيد ....


لمست أحرفه البارزة على جبينكِ


وظللت أقرأ فيكِ دواويني ..


وأستنزف الأيام واللحظات


حتى شاركتكِ مملكة السلاطين والأحلام ...


كل هذا كان البارحة ...


وأنتِ نائمة ..... !



شيرين شوقي


17/9/2009