السبت، 24 أكتوبر 2009

حسنى مبارك بطل الضربة الأولى ... نصر أكتوبر مجد وراءه أبطال 5



البطل نسر الجو فاتح باب النصر فى حرب أكتوبر المجيدة

اللواء حسني مبارك

قائد القوات الجوية

(( رئيس جمهورية مصر العربية ))




تاريخ ومسيرة :

ــــــــــــــــــــــ


ولد البطل ( محمد سيد سيد إبراهيم مبارك ) في 4/5/1928 _ بمحافظة المنوفية _ كفر مصيلحة _ جمهورية مصر العربية .
عين بالقوات الجوية في العريش، في 13 مارس 1950، ثم نقل إلى مطار حلوان عام 1951 للتدريب على المقاتلات، واستمر به حتى بداية عام 1953، ثم نقل إلى كلية الطيران ليعمل مدرساً بها، فمساعدا لأركان حرب الكلية، ثم أركان حرب الكلية، وقائد سرب في نفس الوقت، حتى عام 1959.
سافر في بعثات متعددة إلى الاتحاد السوفيتي منها بعثة للتدريب على القاذفة اليوشن ـ 28، وبعثة للتدريب على القاذفة تي ـ يو ـ 16، كما تلقى دراسات عليا بأكاديمية فرونز العسكرية بالاتحاد السوفيتي (1964 ـ 1965م).

أصبح محمد حسني مبارك، قائداً للواء قاذفات قنابل، وقائداً لقاعدة غرب القاهرة الجوية بالوكالة حتى 30 يونيه 1966.
وفي يوم 5 يونيه 1967، كان محمد حسني مبارك قائد قاعدة بني سويف الجوية. عُين مديراً للكلية الجوية في نوفمبر 1967م، وشهدت تلك الفترة حرب الإستنزاف،


رقي لرتبة العميد في 22 يونيه 1969، وشغل منصب رئيس أركان حرب القوات الجوية، ثم قائداً للقوات الجوية في أبريل 1972م، وفي العام نفسه عُين نائباً لوزير الحربية.
وقاد القوات الجوية المصرية أثناء حرب أكتوبر 1973

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



صورة نادرة لبطولات الطيران المصري فى حرب أكتوبر 1973


الصورة قبل العبور:
تعبر عنها أصدق تعبير الأقوال التي صدرت من القادة الأبطال ومن العالم ومن الأعداء ..
لنرى معاً بعض ما قيل لنقارنه بما تم إنجازه من إنتصارات مهولة :
_____________

فقد قال الرئيس السادات : ( إن تحرير الارض هى المهمة الاولى الرئيسية أمامنا .. وبعون الله تعالى سوف ننجزها وسوف نحققها وسوف نصل اليها .. هذه ارادة شعبنا وهذه ارادة امتنا بل هى ارادة الله الحق والعدل والسلام ) .
_وقال ( هنري كيسنجر ) وزير خارجية امريكا :
( إن القتال أمر غير محتمل الي درجة انه ليس هناك فرصة تسمح به ) .
- وقال ( حاييم بارليف ) صاحب فكرة خط بارليف :
( لقد كلفنا خط بارليف خمسة مليارات من الدولارات ووضعنا فيه خبرة ثلاثين خبيرا عسكريا من اسرائيل وامريكا والمانيا ، وصنعناه ليكون حاجز أمن وخطا دفاعيا دائما و رادعا لمصر ) .
-وقال ( موشى ديان ) وزير الدفاع الاسرائيلي :
( يلزم مصر كي تحقق عبور قناة السويس و اقتحام خط بارليف ، يلزمها سلاح المهندسين الامريكي و الروسي معا ) .
- (إن خط بارليف سيكون الصخرة التي تتحطم عليها عظام المصريين ، و سيكون مقبرة الجيش المصري !!!! ) .
- ( القناة افضل خندق مضاد للدبابات في العالم .. هي الفيصل الاستراتيجي الذي سيتحول الي قناة من الدماء اذا حاول المصريون عبورها .. الوجود الاسرائيلي علي الضفة الشرقية للقناة يمثل تطبيقا عمليا لنظرية الحدود الامنة لاسرائيل فهي تنشكل التزاما عسكريا محددا علي الجيش الاسرائيلي .. وهو رفض اي نجاح للقوات المصرية لعبور القناة او حتي الحصول علي موطئ قدم في سيناء ) .
- وقال خبراء العالم العسكريين :
( خط بارليف غير قابل للتدمير حتي بالقنبلة الذرية !!!!! ) .
- وقال ( دافيد ايليا عازر ) رئيس اركان حرب الجيش الاسرائيلي :
( لن يكون من المنطقي من جانب المصريين ان يبداوا بفتح النيران لأن اندلاع الحرب سوف يعود باخطار جسيمة عليهم )
- ( يبنغي علي الدول العربية التي تحشد قواتها علي خطوط وقف اطلاق النار ان تعرف ان لدي اسرائيل ايدي طويلة تستطيع الوصول الي اعماق هذه الدول وخطوطها الخلفية وانزال الضربات بها )
- ( ان سلاح الطيران الاسرائيلي اداة البطش و الردع ، إن هذه المعركة ستكون حرب الساعات الست لا حرب الايام الستة )
- وقالت جريدة النزويك :
(يمكن لاسرائيل ان تكتسح طول مصر وعرضها دون أي مقاومة أو مواجهه من قوات الدفاع الجوي المصري كما يمكنها تدمير عناصر الدفاع الجوي المصري بالسرعة نفسها ) !!!!!!!!!!!!! .
- وقبل اندلاع معارك السادس من اكتوبر 1973 بساعات كانت ( جولدا مائير ) في مكالمة هاتفية مع الرئيس الامريكي ( نيكسون ) فقال لها :
( الجيش المصري في حالة مناورات علي خط قناة السويس )
فقالت : ( سوف نساهم في حل المشكلة السكانية وازمة المرور في مصر ) !!!!!!!
بمعنى أن إسرائيل ستبيد الجيش المصري !!!!!!!!!!
ـــــــــــــــــــــــ

الضربة الجوية :
_________


قام الرئيس ( محمد انور السادات ) بتعين البطل ( محمد حسني مبارك ) قائدا للقوات الجوية ..

فعمل البطل حسنى مبارك علي اعادة تنظيم سلاح الطيران المصري و خطط و نفذ الضربة الجوية الاولي في السادس من اكتوبر عام 1973و التي افقدت الجيش الاسرائيلي توازنه وهيأت الظروف المناسبة امام القوات المصرية لاقتحام قناة السويس .




ففي الساعة الثانية ظهرا قامت 227 طائرة مصرية من اكثر من 20 مطار مصري بصب نيرانها علي مراكز القيادة الاسرائيلية فتعطلت بطاريات الهوك و ممرات المطارات و القواعد الجوية الاسرائيلية كما تعطلت مركز الشوشرة و الارسال و الورش الميدانية و تعطل مطار ( المليز ) و مطار ( بير تمادا ) و حققت الضربة الجوية المركزة اكثر من 95% من اهدافها ، ولم تزد نسبة الخسائر المصرية علي 2% رغم توقعات الخبراء الروس بان اي ضربة جوية لو تمت لن تقل خسائر مصر عن 25% .
و بعد نجاح الضربة الجوية .. وقف اللواء طيار (محمد حسني مبارك) قائد القوات الجوية يقول متهلالاً .. ( جهدنا جاب نتيجة ) و اتصل بالرئيس ( محمد انور السادات ) في مركز القيادة وقال له :


(( الحمد الله .. دمرنا كل الاهداف بدقة و الصور الجوية توضح ذلك تماما وخسائرنا محدودة جدا ، ونحن جاهزون خلال ساعتين من الان تنفيذ الضربة الثانية ))

دبابة إسرائيلية محطمة تماماً بنيران الأبطال المصريون

و مضت دقائق وجاءت تعليمات من مركز العمليات الرئيسي تقول : " لا داعي لضربة جوية ثانية فقد نجحت الاولي في تحقيق كل الاهداف " قامت الطائرات الهليوكبتربتنفي عمليات ابرار القوات الصاعقة ، و طلب اللواء طيار ( محمد حسني مبارك ) من قادة التشكيلات الاستعداد لصد ضربات القوات الجوية الاسرائيلية المحتملة و التعامل مع احتياطياتها المدرعة المتوقع تدفقها لدعم قواتها في الخطوط الامامية و الاستمرار في الاستطلاع الجوي لتحركات القوات الاسرائيلية في سيناء .

و ظل اللواء طيار ( محمد حسني مبارك ) مقيما في مركز العمليات يقود القوات الجوية في معاركها ، و بعد 24 ساعة من اندلاع المعارك تلقي الاسرائيليون اشارة مفتوحة علي اجهزة اللاسلكي من الجنرال ( بنيامين بيليد ) قائد سلاح الجو الاسرائيلي تقول: ( لا تقربوا من شاطئ القناة لمسافة لا تقل عن 15 كيلو مترا حتي لا تتعرضوا لنيران الصواريخ المصرية ) و اعلن ( ابا ايبان ) وزير الخارجية : ( ان القوات الجوية الاسرائيلية تتآكل ) .
وبعد تطوير الهجوم .. قامت الجوات الجوية المصرية بالتركيز علي حماية رؤوس الكباري و المعابر بالاضافة الي تشكيل الغطاء الجوي فوق القوات المصرية التي عبرت الي الضفة الشرقية ، و حماية المنشآت الحيوية و المدن المصرية ،
ـــــــــــــــــــــــــــ


إنتصارات جبارة :

ـــــــــــــــــــــــــــ





مانشيت النصر



وقد ذكر اللواء اركان حرب ( حسن القرماني ) : أن خسائر اسرائيل نتيجة لاعمال القوات الجوية المصرية في معارك اكتوبر 1973 كانت كما يلي :
- تدمير 307 دبابة اسرائيلية ، 123 مدرعة اسرائيلية ، شل 10 ممرات فرعية لاسرائيل في مطارات سيناء ، اسكات 16 موقع هوك ، شل 7 مواقع ردار لاسرائيل ، شل 7 مراكز قيادة و مركز اعاقة لاسرائيل ، اسكات 3 مواقع اسرائيلية خاصة بالمدفعية ، تدمير 76 طائرة اسرائيلية خلال الاشتباكات الجوية ، ضرب 56 هدفا اسرائيليا و اصابتها بنسبة 95 %
وقدمت القوات الجوية المصرية للعالم و العسكرية العديد من المقاييس الجديدة في حروب القوات الجوية التي ابهرت و اذهلت العالم .. فعلي سبيل المثال :
حقق الكثير من الطيارين المصريين 6 طلعات ، و ايضا 7 طلعات في اليوم الواحد ضاربين بذلك الرقم القياسي العالمي و هو 4 طلعات .
و الزمن التقليدي لاي اشتباك جوي لا يزيد علي 7 الي 10 دقائق ولكن في معارك اكتوبر 1973 دامت بعض المعارك الجوية الي ما يقرب من 55 دقيقة وخاصة التي تركزت حول بور سعيد و بعض المدن و ذلك يرجع الي تعدد الطائرات الاسرائيلية و التي بلغت في بعض الاحيان 60 طائرة هذا فضلا عن توفر الوقود لدى الطائرات المصرية لان المعارك الجوية كانت تتم فوق مناطق غير بعيدة عن مطاراتها .
وتدمير الدبابة الواحدة في جداول التدمير النظرية يستلزم من 2الي 3 هجمات طيران ولكن نسور مصر الابطال تمكنوا في معارك اكتوبر 1973 من تدمير اكثر من دبابة في هجمة واحدة ، وخلال معارك اكتوبر لم يتعطل مطار مصري واحد او قاعدة جوية واحدة اكثر من 6الي 8 ساعات وذلك لسرعة مهندسي المطارات في اصلاح المطارات .
في عام 1967 تباهت اسرائيل في الرقم القياسي للمدة اللازمة لاعادة تزويد الطائرات بالوقود و الذخيرة وهو 8 دقائق ولكن في اكتوبر 1973 سجل ابطال مصر الرقم القياسي و هو 6 دقائق ، وقد اثبت طيارونا الابطال ما قاله المشير – احمد اسماعيل – ( السلاح بالرجل وليس الرجل بالسلاح ) فقد قامت طائرة ميج 17 باسقاط طائرة فانتوم و التي كانت تتباهي بها اسرائيل .
و قد قال الفريق – محمد عبد الغني الجمسي -:

( إن القوات الجوية هي التي بدأت الحرب ، و هي التي انهتها ) وأمام مجلس الشعب قال وزير الحربية : (قامت القوات الجوية بقيادة اللواء طيار محمد حسني مبارك بآداء مهامها باروع واقوي ما يكون الاداء ، و اني لا انسي ما قدمه طياروا مصر من تضحيات و جهد حتي بلغ عدد الطلعات اليومية لبعض التيارين 7 طلعات في اليوم الواحد محطمين الرقم القياسي الذي وصل اليه اكفأ و اقوى الطيارين في جيوش العالم ، لقد كانوا بحق النسور الذين حموا اجواءنا و قصفوا مواقع العدو في كل مكان في جبهة القتال وفي الاعماق البعيدة فقضوا علي اسطورة الطيران الاسرائيلي الذي طالما تغنت به اسرائيل ) .
و قال الرئيس ( محمد انور السادات ) صاحب قرار العبور .. الي ابطال القوات الجوية : ( إن ما قمتم به وما انجزتموه خلال معارك اكتوبر من اروع ما قامت به اية قوة جوية عبر التاريخ منذ ان عرف العالم القوات الجوية و حروب القوات الجوية ) .



سلم التقدير والترقي :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وفي 15 أبريل 1975، إختاره الرئيس محمد أنور السادات نائباً لرئيس الجمهورية، ليشغل هذا المنصب (1975 ـ 1981م). وعندما أعلن الرئيس السادات تشكيل الحزب الوطني الديموقراطي برئاسته في يوليه 1978م، ليكون حزب الحكومة في مصر بدلاً من حزب مصر، عين حسني مبارك نائباً لرئيس الحزب. وفي هذه المرحلة تولى أكثر من مهمة عربية ودولية، كما قام بزيارات عديدة لدول العالم، ساهمت إلى حد كبير في تدعيم علاقات هذه الدول مع مصر.
ـــــــــــــــــــــــــــــ

رئيس الجمهورية :



ـــــــــــــــــــــــــــــ
وفي 14 أكتوبر 1981م تولى محمد حسني مبارك رئاسة جمهورية مصر العربية ..


بعدما تم الاستفتاء عليه بعد ترشيح مجلس الشعب له في استفتاء شعبي، خلفاً للرئيس محمد أنور السادات، الذي اغتيل في 6 أكتوبر 1981م، أثناء العرض العسكري الذي أقيم بمناسبة الاحتفال بذكرى انتصارات أكتوبر 1973م. وفي 26 يناير 1982م انتخب رئيساً للحزب الوطني الديموقراطي .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وفى هذه الأيام التي تعبق أرجاء مصر بأفراح النصر نوجه أسمى وأعظم تحية للبطل الذي سهر وخطط ونفذ ضربة النصر الأولى التى صبت قبل نيرانها الذعر في قلــوب الإسرائيليين ..
تحية للبطل حسني مبارك ولكل جندي مصري ولكل شهيد خضبت دماءه أرض الكنانة الحرة .


المحامي / شيرين شوقى

من مراجع المقال :

CraZy EnGineerZ ::.
منتديات صوت فلسطين



الاثنين، 19 أكتوبر 2009

على جسر الوداع

على جسر الوداع
ـــــــــــــــــــــــــــ

وأنتِ راحلة على جسر الوداع ...

خذي ما تبقى من حقائب ..

فها هي جراحاتكِ ...

وسموم أنفاسكِ

تلاحقها جحافل غضبي ..

أخرجي من دمي

أخرجي من عمري

أنا بركان ..

لو قَرُبتيه

يهيج ويغلي ..

يحرق موج البحر

الأنهار و الجداول

ينسف العابرات و المراكب ..

خذي ..

عَبَراتكِ من عيني ...

و فُتات الأقلام ..

التي رحلت في أوصافكِ حد الجنون ...

و أشلاء الأيام ..

التي إستحالت إلى شعاع

يقتل كل الخمائل

في عبث المجون ..

حُبك صراع ..

قضى على كل البدائل

وأبقى حتمية الوداع

ومرثيات المنَون ...

خذي ...

لملمي المتاع ..

ها هي أطيابكِ المغشوشة ..

وقصاصات أحباركِ المستهلكة

ومساحيق الوجه المفروشة ..

وأربطة القناع ..

خذي ما تشائين ..

لا تخجلي من قلبي المُلتَاع ....

فقد ولىَ زمن الحياء ..

خذي براعتكِ المشهودة

في فن الإلقاء ..

فقد رَسَبت منذ زمنٍ بعيد

في مادة الإصغاء

ودروس النفاق و الكذب ..

خذي من أذني ..

ما عَلِق من صوتكِ

إغسلي صفحاتي من حرفكِ

جففي ما تناثر و إنسكب ..

قشّري عن أجفاني ..

ما تبقى من طِلاء ..

تأبطي بريق الذهب ..

قبل أن تنهي العرض الأخير

لروايتكِ الهزلية

و الدراما البلهاء ..

خذي ذلك المقعد المتأرجح كأهوائكِ ...

و هذه الوسادة ..

و الأقداح الباردة ..

إحملي خزانة الملابس المستطيلة ..

و هوايتكِ في حل الكلمات المتقاطعة ..

و مرآتكِ ..

التي لا تَصف ..

لا تصفف ..

سوى شَعر الفاتنة

الشقراء .... !

خذي ..

هذه الكومة المكدسة

من أدوار العشق و بطولات الوفاء ...

وعُلَب المحارم ...

خذي ..

المسافات الطويلة التي مشيتها إليكِ

من قدمي ...

خذي ..

لهيب الشوق من صدري

و أحرقي ...

إعترافاتي وبريدي ورُسُلي

أقتلي ..

كل ما وصلكِ من طرفي ...

خذي ..

ضحكاتكِ و دموعكِ ..

الجدران و الأسقُف ..

الأبواب و الأرفف ...

وما عليها من الخطابات و الكتبِ

خذيها غنيمة الحربِ

و أجري ....

خذي ..

إسم الإشارة والضمير الغائب ....

فى السيرة و التراجم

خداع ... خداع ..

كل ما تراشق به الأحباء ...

في الحدائق و في المخادع

في زمن العجائب ...

كُفّي ...

لا تطرقين بعد اليوم قلبي ..

لا تجوبين بعد الغروب مُدني ..

كُفّي ..

لا ترتدين ملابس البؤسِ

و مسكَنة الفقرِ

لا تستجدي ...

هواكِ قافلةً تبرأت منها سُبلي ..

وهبتكِ ما تَبغين ..

كل ما بقي عندي

فإبتعدي ..

اليوم تملكين ....

ما عنه أستغني ... !

شيرين شوقى

19/10/2009

السبت، 17 أكتوبر 2009

الفريق فؤاد عزيز غالي .. نصر أكتوبر مجد وراءه أبطال .. 4


البطل الفريق فؤاد عزيز غالي


محرر القنطرة شرق


وقائد الجيش الثاني الميداني


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الفريق فؤاد عزيز غالي، الملقب بمحرر القنطرة.. قائد الجيش الثاني الميداني، أول محافظ قبطي لجنوب سيناء بعد التحرير ..


مسيرة الكفاح
ـــــــ

الفريق ( فؤاد عزيز غالي ) من مواليد عام 1927 بمحافظة المنيا ، و بعد حصوله علي الثانوية العامة قام بتجهيز أوراقه للالتحاق بكلية الطب التي يعشقها ، و لكنه مر امام الكلية الحربية فوجد أن باب القبول ما زال مفتوحا فتقدم بأوراقه والتحق بها، وفور تخرجه تم إرساله للمشاركة في حرب فلسطين التي جرت عام 1948 حيث شارك في المعارك التي جرت حول مدينة رفح، وشارك أيضا في حرب 1956

فكان في قوات الحرس الوطني المكلفة بالدفاع عن جزء من مدينة الإسكندرية وتأمين جزء من حدود مصر الشمالية من ليبيا إلى الأسكندرية .

خدم في الجمهورية السورية رئيسا لأركان القطاع الأوسط من الجبهة السورية سنوات 59 ، 60 ، 61 أثناء الوحدة مع سورية .

إشترك في حرب اليمن سنة 1963 لمدة ثلاث سنوات وحصل على نيشان النجمة العسكرية ووسام مأرب ...

وفي حرب 1967 كان رئيسا لعمليات الفرقة الثانية مشاة ، والتي أشتركت في معارك القسيمة وأبو عجيلة بشبه جزيرة سيناء ...



وفي حرب أكتوبر 1973 كان قائد للفرقة 18 مشاة التى كلفت بإقتحام قناة السويس فى منطقة القنطرة وتدمير القوات الإسرائيلية وأسلحتها في النقاط الحصينة وعلى الإجناب وتحرير مدينة القنطرة شرق والإستيلاء على كوبري بعمق 9 كيلو متر في بداية المعارك .
وكانت مهمة الفرقة 18 مشاه تحت قيادة اللواء فؤاد عزيز غالى كانت هي اقتحام قناة السويس فى منطقة القنطرة وتدمير قوات العدو وأسلحته فى النقاط الحصينة فى المواجهة وعلى الاجناب ( سبع نقاط حصينة ) وتحرير مدينة القنطرة شرق والاستيلاء على رأس كوبري بعمق حوالي 9 كيلو متر وصد هجمات وضربات العدو المضادة والاستعداد لتطوير الهجوم فى العمق شرقا باتجاه منطقة بالوظة ورمانة .
تلك المهمة لم تكن بالأمر السهل لقوة ومناعة التحصينات فى منطقة القنطرة شرق ولقوة وتكوين وتوزيع قوات العدو المدافعة عن المنطقة ولأسلوب وطريقة إدارة العدو المحتملة لمعركته الدفاعية بلاضافة لتمركز كتيبة مشاه وكتيبة دبابات للدفاع عن النقاط الحصينة ومدينة القنطرة شرق وتمركز احتياطيات محلية من الدبابات والمشاة الميكانيكي فى مناطق تقاطعات الطرق 5 كم شرق القنطرة ومنطقة لسان الحرش .

ومعركة وبطولة الفرقة 18 مشاة ميكانيكي خلال حرب أكتوبر بدأت مع الضربة الجوية والتمهيد النيرانى للمدفعية حينما احتل القادة على مختلف المستويات مراكز ملاحظاتهم لمتابعة نتائج التمهيد النيرانى واى أهداف تظهر فجأة وبدأت القوات المترجلة من المشاة والأسلحة المشتركة فى إخراج القوارب من الملاجئ واحتلت الدبابات والأسلحة المخصص لها مهام ضرب مباشر ومعاونة اقتحام الوحدات المرجلة للمياه لاقتحام النقط الحصينة واحتلت المدافع ب 11 المخصصة لفتح الثغرات فى موانع الأسلاك والألغام وفتح 3 ثغرات فى مواقع كل نقطة حصينة بعدها بدأ عبور عناصر الاستطلاع وأطقم اقتحام الدبابات لاحتلال أوضاع شرق القناة وعبرت الكمائن وبدا عبور كتيبة صاعقة من شمال المدينة لتحتل الساتر الترابي الثاني شرق الموقع الحصين والمباني على المشارف الغربية للمدينة .

بعدها بدا إنزال قوارب الموجة الأولى لاقتحام النقاط الحصينة وتتابع اقتحام وعبور قواتنا شرقاً بنفس قوارب الموجة الأولى بعد أعادتها للضفة الغربية فى رحلات متتالية .

اقتحمت 7 مفارز من قوات الفرقة نقاط العدو الحصينة السبع وهى نقطة شمال جزيرة البلاح و4 نقاط فى منطقة القنطرة ونقطة الكاب وأخرى فى التبنة وتم الاقتحام
من خلال الثغرات التي سبق فتحها وتم الاستيلاء على أول نقطة على مستوى الجبهة وهى النقطة الحصينة ( القنطرة 1 ) وبعها تم تدمير النقاط الحصينة والاستيلاء على 6 منها وبقيت النقطة الحصينة ( القنطرة 3) ( بلدية القنطرة ) محاصرة حتى اليوم الثاني بعد إحكام حركة الحصار الداخلية حول مدينة القنطرة شرق بمجرد عبور قوات الفرقة 18 لقناة السويس والاستيلاء على نقاط خط بارليف قام العدو بهجمة مضادة باستخدام احتياطية داخل مدينة القنطرة وباحتياطاتة المحلية والتكتيكية والتعبوية قام بهجوم مضاد داخل مدينة القنطرة باتجاه الموقع الحصين على الميول القريبة لقناة السويس غرب مدينة القنطرة تم صده بواسطة كتيبة صاعقة بالتعاون مع القوات الساترة لعملية اقتحام النقاط الحصينة ...
حاول العدو الالتفاف على كتيبة الصاعقة من الشمال فتعرض لنيران الأسلحة المضادة للدبابات والصواريخ من الجانب الأيمن و تكبد خسائر فادحة وارتد المتبقي لداخل المدينة للدفاع عنها كرر الهجوم مرة أخرى وكان نصيبه الفشل بينما استولت قواتنا على الساتر الترابي على المشارف الشمالية للمدينة وأحكمت بذلك حلقة الحصار حول
المدينة ..
واستمرت الهجمات المضادة للعدو إلا انه مع نهاية اليوم الأول 6اكتوبرتم الاستيلاء على جميع النقاط الحصينة عدا النقطة الحصينة(القنطرة شرق) التي تمت محاصرتها تمهيدا لتدميرها وتم إحكام حلقة الحصار الداخلية على العدو بالاستيلاء على السواتر الترابية التي أقامها حول مدينة القنطرة وتحققت المهمة المباشرة بالاستيلاء على رأس كوبرى بعمق حتى 6كم والتمسك بها .
مع أول ضوء يوم 7أكتوبر1973 حاول العدو فك الحصار على المدينة بالقيام بهجمات مضادة مكثفة وتمكنت قواتنا من تدمير والاستيلاء على37 دبابة ومع أخر ضوء تمكنت قواتنا من تدمير العدو فى النقطة الحصينة (القنطرة 3) وتحرير مدينة القنطرة شرق وتوسيع رأس الكوبرى المحدد للفرق بعمق 9كم.
استمرت الفرقة تحت قيادة اللواء فؤاد عزيز غالى فى صد الهجمات المضادة للعدو الاسرائيلى وتم تحرير مدينة القنطرة شرق.

بطل الصمود القوي :

ـــــــــــ
و ظل البطل الفريق فؤاد عزيز غالي محافظا علي انتصاراته طوال فترة الحرب كما قام بتأمين منطقة شمال القناة من القنطرة الي بور سعيد في مواجهة الهجمات المضادة الإسرائيلية. و في الثاني عشر من شهر ديسمبر عام 1973 عين قائدا للجيش الثاني الميداني .
ويقول المشير عبد الغني الجمسي قائد عمليات القوات المسلحة في حرب أكتوبر والقائد العام للجيش المصري فيما بعد عن الفريق غالي :
لقد كانت الحصون التى بناها العدو فى قطاع القنطرة شرق من أقوى حصون خط بارليف وصل عددها إلى سبعة حصون ، كما أن القتال داخل المدينة يحتاج إلى جهد لأن القتال فى المدن يختلف عن القتال فى الصحراء ، ولذلك استمر القتال شديدا خلال هذا اليوم .. واستمر ليلة 7 / 8 أكتوبر استخدم فيه السلاح الأبيض لتطهير المدينة من الجنود الإسرائيليين وتمكنت قوات الفرقة 18 بقيادة العميد فؤاد عزيز غالى فى نهاية يوم 7 أكتوبر من حصار المدينة والسيطرة عليها تمهيدا لتحريرها
وجاء يوم الأثنين 8 اكتوبر وتمكنت الفرقة 18 مشاة بقيادة العميد فؤاد عزيز غالى من تحرير مدينة القنطرة شرق بعد أن حاصرتها داخليا وخارجيا ثم اقتحامها ، ودار القتال فى شوارعها وداخل مبانيها حتى انهارت القوات المعادية واستولت الفرقة على كمية من أسلحة ومعدات العدو بينها عدد من الدبابات
وتم اسر ثلاثين فردا للعدو هم كل من بقى فى المدينة واذيع فى التاسعة والنصف من مساء اليوم 8 أكتوبر من إذاعة القاهرة تحرير المدينة الأمر الذى كان له تأثير طيب فى نفوس الجميع .


(((( ويقول الفريق البطل )))) :

ـــــــــــــــــــ

ـــــــــــــــــــ

في الندوة الاستراتيجية لحرب أكتوبر و التي نظمت علي مدى ثلاثة أيام بمناسبة اليوبيل الفضي لنصر أكتوبر قال البطل الفريق فؤاد عزيز غالي :

(( منذ الضربة الجوية الأولي و التمهيد النيراني للمدفعية تم انزال قوارب قوات المرحلة الأولى لاقتحام النقاط الحصينة ثم بدأ اقتحام دفاعات القوات الإسرائيلية في القطاع من شمال جزيرة البلاح حتي الكاب و اقتحام نقطة حصينة لمعاونة أعمال قتال قطاع بور سعيد ، و بعد 10 دقائق من العبور تم الاستيلاء علي أول نقطة حصينة علي مستوى الجبهه و هي القنطرة واحد ، وبعد 50 دقيقة من العبور تم الاستيلاء على 6 نقاط وبقيت النقطة الحصينة القنطرة 3 – بلدية القنطرة – محاصرة حتى يوم السابع من أكتوبر 1973 ليتم الاستيلاء عليها قبل اخر ضوء يوم السابع من أكتوبر ، و بنهاية اليوم الأول للقتال تم الاستيلاء على جميع النقاط الحصينة و إحكام الحصار حول مدينة القنطرة و الاستيلاء علي رأس كوبري بعمق حتى 6 كيلو متر و صد اختراق القوات الإسرائيلية ) وفي السابع من أكتوبر تم تدمير 37 دبابة إسرائيلية و توسيع راس كوبري الفرقة بعمق 9 كيلو متر و تدمير القوات الإسرائيلية في النقطة الحصينة القنطرة 3 و تحرير مدينة القنطرة شرق . ))

حياة عسكرية حافلة .. :

ـــــــــــــ

واللواء فؤاد عزيز غالى قائد معركة تحرير مدينة القنطرة شرق، عاش حياته العسكرية منذ تخرجه فى الكلية الحربية، فى معارك متصلة ومتنوعة، بدأت فى فلسطين عام 1949، بعد تخرجه، وهو برتبة ملازم، فقد حارب فى غزة فى بيت جالون بجباليا، وفى رفح، كما حارب فى اليمن، قائدًا لمجموعة قتال، ثم قائدًا لكتيبة، فى مناطق مختلفة، ثم عاش جزءًا كبيرًا من حياته مقاتلاً فى سيناء، بعد يونيو 1967، فى الضفة الشرقية للقناة، حتى أصبح قائدًا للفرقة 18 مشاة، ومسئولاً عن المحور الساحلى من القنطرة شرق إلى غزة، وعندما أصبح المشير أحمد إسماعيل وزيرًا للحربية، جعله مسئولاً عن تحرير القنطرة شرق.
كانت خبراته العسكرية، والمعارك التى شارك فيها تؤهله للقيام بمعركة جديدة تمثل معارك المدن، فكانت معركة القنطرة شرق، التى انتزع فيها مدينة القنطرة، من أيدى الإسرائيليين الذين حاولوا التشبث بها، لكنهم فشلوا، حيث كانت المعارك التى خاضها غالى خلال حرب الاستنزاف تمثل تواصلاً بينه وبين الضفة الشرقية للقناة، بالقرب من مدينة القنطرة شرق، فقد قام مع مجموعة من رجاله بالهجوم على منطقة شمال البلاح ثلاث مرات، فى عامى 1969، و1970، كما عبر القناة برجاله، وهاجم أحد المواقع بعنف، انسحب بعده الإسرائيليون من الموقع، وانتظرهم اللواء غالى برجاله ليفاجئهم عند عودتهم ليقتل منهم 48 جنديًا .

كانت سيناء فى خيال اللواء فؤاد عزيز غالى، منذ عبرها إلى فلسطين، ثم خلال السنوات التالية لمعركة 1967، والمعارك التى خاضها خلال حرب الاستنزاف، فكان يدرس الأرض، وطبوغرافية مناطقها، وطرق الاقتراب والهيئات الطبيعية، ليختار منها المواقع لقواته، عندما تحين لحظة الحسم وتبدأ المعركة المنتظرة. كان اللواء فؤاد عزيز غالى مقتنعًا بما يقوله الرئيس السادات، من أننا يجب أن نحارب بما فى أيدينا من أسلحة، دفاعية أو هجومية، وكان ينقل هذه الرؤية لرجاله من القادة، والضباط، والجنود، مؤكدًا على أن التدريب الجيد يمكن المقاتل من أن ينتصر إذا استخدم سلاحه الاستخدام الصحيح، وطبقًا للخطط الموضوعة والتى شارك القادة فى مناقشتها، أو تعديلها، على مسئوليتهم، بهدف تنفيذ الخطط طبقًا لسير المعارك،وبالشكل الذى يحقق النصر .

وكان الفريق فؤاد عزيز غالى، والذى تمت ترقيته بعد حرب أكتوبر، يرى أن القوات الإسرائيلية أخذتها المفاجأة فى الساعات الأولى للقتال، وأننا كنا نعتمد على تأثير المفاجأة عليهم، وحققنا بها العبور، واقتحام خط بارليف، الساتر الترابى، وتدفق القوات، والمعدات، والأسلحة، ولكنهم عندما أفاقوا من المفاجأة بدأوا قتالاً شرسًا اعتمد على الطيران، والمدرعات، وعلى كل الأسلحة المتاحة لديهم، ولكننا نجحنا فى تحطيمها، ولولا الإنقاذ الأمريكى، بالجسر الجوى من الأسلحة الحديثة، لما استطاعوا مواصلة القتال، بعد اليوم الرابع للمعركة، ولكننا انتصرنا فى النهاية .

تكريم البطل :
ـــــــ

_ في الثاني عشر من شهر ديسمبر عام 1973 عين قائدا للجيش الثاني الميداني وقد تم تكريمه من الرئيس السادات ومنحه ( وسام نجمة الشرف ) .

وفي 15 / 5 / 1980 تم تعيين فؤاد عزيز غالي محافظا لجنوب سيناء وكان أول محافظ قبطي ، وظل يشغل هذا المنصب حتى تقاعد في عام 1983 . لكنه استمر في المشاركة في محاضرات وندوات حول القضايا العسكرية .

وفي سنة 1981 أصدر الرئيس السادات قرارا بترقيته لرتبة فريق .

ـــــــــــــــــ

_ الرحيل :

ــــــ

رحل الفريق فؤاد عزيز غالي في 2000 وقد خرجت كل قيادات مصر فى موكب مهيب تشيع جثمان البطل الكبير الذى أعطى وبذل كل حياته من أجل مصر وكان على رأس المشيعين شريك السلاح والكفاح وأحد أبطال نصر أكتوبر الرئيس حسني مبارك ..

ـــــــــــــ

المحامى / شيرين شوقي



مراجع الموضوع


ــــــــــ


_ موسوعة ويكيبيديا


التجمع القومي الموحد


موقع كوبت ريل _ شبكة الرصد الإخباري


يمجلة أكتوبر 4/10/2009


البطل الفريق سعد الشاذلي ... نصر أكتوبر مجد وراءه أبطال 3




البطل الفريق سعد الشاذلي
ــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــ





الفريق سعد الشاذلي هو رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية أثناء حرب أكتوبر 1973 والمخطط الرئيسي لها، يقدم الشاذلي من خلال مذكراته رؤية شاملة للحالة التي كانت عليها القوات المسلحة قبل الحرب في الفترة ما بين هزيمة يونيو 1967، ونصر أكتوبر 1973 بما تضمنته من إعادة بناء للقوات المسلحة والسلاح الجوي الذي دمر في نكسة 1967.
تشرح المذكرات كافة المعوقات التي واجهها القادة أثناء مرحلة الاستعداد وكيفية التغلب عليها، بالإضافة للمشاكل التي تولدت أثناء الحرب نتيجة للقرارات السياسية التي اتخذت حينها، وقد نشرت المذكرات لأول مرة في مجلة "الوطن العربي" ما بين ديسمبر 78 – يوليو 1979.
لم تتوقف عملية بناء القوات المسلحة منذ هزيمة يونيو 67 حتى أكتوبر 73، حتى وصلت القوات المسلحة في أكتوبر 1973 لمليون ومائتي ألف رجل ما بين ضباط ورتب أخرى.
بدأ الشاذلي عمله رئيساً لأركان حرب القوات المسلحة المصرية في 16 مايو1971 بدراسة إمكانيات القوات المسلحة الفعلية ومقارنتها بالمعلومات المتيسرة عن العدو بهدف الوصول إلى خطة هجومية تتمشى مع إمكانياتنا الفعلية، وقد أوصلته تلك الدراسة إلى أن قواتنا الجوية ضعيفة جداً مقارنةً بالقوات الجوية للعدو نظراً لتدميرها مرتين عل الأرض الأولى إبان العدوان الثلاثي عام 1956، والثانية في يونيو 67، وبالتالي لا تستطيع أن تقدم تغطية جوية جيدة.
بينما كانت تتعادل قواتنا البرية تقريباً مع قوات العدو وعلى الرغم من تفوق مدفعيتنا إلا أن العدو امتلك ميزتي خط بارليف وقناة السويس بما أضافه عليها من موانع صناعية كثيرة شكلت سداً بين قواتنا وقواته.
أما عن القوات البحرية فكانت متفوقة من حيث الكم والكيف على نظيرتها الإسرائيلية، فلم تتحمل خسائر تذكر خلال حرب 67 وبعد أقل من أربعة أشهر منها وجهت قواتنا البحرية ضربة قوية بإغراق المدمرة الإسرائيلية "إيلات"، ولكن نظراً لضعف الغطاء الجوي كانت قواتنا البحرية عاجزة عن الحركة.
ومن خلال هذه الدراسة ظهر للشاذلي أنه ليس من الممكن القيام بهجوم واسع النطاق يهدف إلى تدمير قوات العدو وإرغامه على الانسحاب من سيناء وقطاع غزة، وإن إمكاناتنا الفعلية قد تمكننا إذا أحسنا تجهيزها وتنظيمها من أن نقوم بعملية هجومية محددة تهدف إلى عبور قناة السويس وتدمير خط بارليف ثم التحول للدفاع، وبعد إتمام هذه المرحلة يمكننا التحضير للمرحلة التالية التي تهدف لاحتلال المضائق والتي سوف تحتاج إلى أنواع أخرى من السلاح وأسلوب اخر في تدريب القوات.
الشاذلي والسادات
الدفاع الجوي
عكفت قواتنا المسلحة على بناء القوات المصرية بجد وحماس ومع حلول سبتمبر 68 كانت القوات البرية قد وصلت إلى مستوى يسمح لها بتعدي الوجود الإسرائيلي شرق القناة، وهكذا بدأت حرب الاستنزاف لرفع الروح المعنوية لجنودنا وإرهاق العدو وتكبيده أكبر قدر من الخسائر.
ويقول الشاذلي في مذكراته أن مشكلة الدفاع الجوي في مصر بلغت أقصاها عندما كثف العدو غاراته في العمق، فدمر دفاعنا الجوي ثم بدأ بتوجيه غاراته على الأهداف المدنية من كباري ومصانع ومدارس وغيرها، وبنهاية عام 1969 كان دفاعنا الجوي قد انهار تماماً وأصبحت سماء مصر مفتوحة أمام الطائرات الإسرائيلية.
في نهاية ديسمبر 1969 تمكن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر من عقد صفقة مع الاتحاد السوفيتي بهدف المشاركة بقواتهم في الدفاع الجوي عن مصر، وبدأت الإمدادات الروسية تصل في سرية تامة، وكان معها معدات حديثة لم يسبق لمصر أن حصلت عليها منها رادارات وصواريخ مضادة للطائرات SAM ، وSAM6 والوحدات الإلكترونية، وبذلك أعطت الفرصة لعناصر الدفاع الجوي المصري التي أنهكت تماماً لكي تعيد بناء نفسها من جديد.
وبعد أن وصل الدفاع الجوي لمستوى مقبول بحلول منتصف عام 1972، قرر الرئيس السادات فجأة طرد جميع الوحدات السوفيتية الموجودة في مصر في نفس العام ، مما أثر سلباً على قدراتنا في الدفاع الجوي، حيث كان السوفيت يشغلون طائرات وكتائب صواريخ مختلفة ، وبعدها تمت الاستعانة بطيارين من كوريا الشمالية في يوليو 73.
أزمة ضباط
من المشكلات الهامة التي واجهت القوات المصرية قبل الحرب نقص الضباط في الوحدات بنسبة تتراوح من 30- 40% إضافة لما تحتاج إليه الوحدات الجديدة التي سوف تنشأ خلال العامين التاليين ليصبح إجمالي العجز في عدد الضباط 30000 ضابط، مما يؤثر تأثيراً خطيراً على كفاءة القوات المسلحة، ومن هنا برزت فكرة إنشاء كوادر جديدة من الضباط يطلق عليها "ضباط حرب" يتم انتقاؤهم من الجنود المثقفين ليخضعوا لتدريب مكثف لمدة تتراوح ما بين 4- 5 أشهر في تخصص واحد، ونجحت الفكرة وتم تأهيل وترقية 15000 رجلا إلى رتبة ملازم، بالإضافة لتأهيل 10000 آخرين من خريجي الجامعات اللذين جندوا في عامي 71، 72 وبذلك أصبح لدينا 25000 ضابط حرب، و5000 ضابط عادي تم تدريبهم في الكليات العسكرية.
وقد مثّل سلاح المهندسين أحد العوامل الهامة في نجاح حرب أكتوبر، فكانت عدد وحدات المهندسين التي ساهمت في عبور القناة بطريق مباشر 35 كتيبة من مختلف التخصصات، وكان نجاح القوات المسلحة في تدريب وحدات المهندسين اللازمة لعملية العبور هو المفاجأة الكبرى في هذه الحرب لأن الدول الصديقة والعدوة كانت تعتقد باستحالة ذلك . ومما ذكره اليعازر رئيس أركان حرب القوات المسلحة الإسرائيلية خلال حرب أكتوبر 73 انه أثناء مناقشة احتمال قيام المصريين بالهجوم عبر القناة علق دايان ساخراً "لكي تستطيع مصر عبور قناة السويس واقتحام خط بارليف فإنه يلزم تدعيمها بسلاحي المهندسين الروسي والأمريكي معاً"، وكان الجنرال بارليف يؤيد دايان في هذا القول !!



الأبطال يرفعون علم النصر والفخر على أرض سيناء




مجلس الدفاع العربي


كان سعد الشاذلي بالإضافة لمنصبه كرئيس أركان الجيش المصرية، يشغل منصب الأمين العام المساعد للجامعة العربية للشئون العسكرية، وقدم توصياته لمجلس الدفاع العربي والذي في دورته الثانية عشر 1971 نظر مشروع تقدم به الشاذلي لبحث موقف القوات المسلحة في كل دولة عربية وتحديد حجم القوات التي تشارك بها في حرب أكتوبر ، وبدلاً من أن تطلب دول المواجهة دعماً مالياً من أشقائها العرب فإنها تطلب دعماً عسكرياً.
ورغم اعتراض الرئيس محمد أنور السادات على زيارة الشاذلي لكل من المغرب والجزائر والعراق للاتفاق على الدعم العسكري باعتبار أن هذه الدول من وجهة نظره لن تقدم شيئاً للمعركة، إلا أن الشاذلي أقنعه بأن هذه الزيارات ربما تعكس تعاونا إيجابيا وهذا ما حدث فعلا .
وبعدها شاركت العراق في حرب أكتوبر 73 حيث وصل السرب العراقي من طراز "هوكر هنتر" إلى مصر وشارك بأداء مميز للطيارين العراقيين اللذين نالوا ثقة الجيش المصري ، كما وصل الدعم العراقي للجبهة السورية ؛ فبمجرد اندلاع حرب 73 قام العراق بإجراء سريع يهدف إلى تامين جبهته مع إيران مما يسمح له بإرسال جزءا من قواته إلى الجبهة السورية وقد أشرك العراق في القتال أربعة أسراب جوية وفرقة مدرعة وفرقة مشاه فكانت قواته في الترتيب الثالث بعد مصر وسوريا من ناحية الكم والكيف.
كما شاركت القوات الليبية في الحرب ، وبمجرد اندلاع الحرب شاركت أيضا فرق من القوات الجزائرية ، وعلاوة على الدعم العسكري سافر الجزائري الرئيس الهواري بومدين لموسكو في نوفمبر 73 ودفع للاتحاد السوفيتي 200 مليون دولار ثمناً لأية أسلحة او ذخائر تحتاج إليها كل من مصر وسوريا في الحرب . وشاركت المغرب بقوات عسكرية في جبهات مصر وسوريا ، هذا إلى جانب الدعم الذي حصلت عليه مصر من كل من تونس والكويت والسعودية، ويقول الشاذلي أن التعاون العربي ظهر في أجمل صوره خلال حرب أكتوبر 73 قامت تسع دول عربية بتقديم الدعم العسكري لدولتي المواجهة.هذا إلى جانب سلاح النفط الخليجي الذي كان عاملا حاسما أدى للنصر .
سعد الشاذلي
العد التنازلي
عقد اجتماع سري بين القادة المصريين والسوريين لتحديد الموعد النهائي للحرب، وبدأ العد التنازلي لحرب أكتوبر بداية من 21 سبتمبر وخلال الأيام الخمسة عشر تم حشد وحدات المدفعية والمهندسين والتعبئة واستدعاء الاحتياطي وتم وضع جدول محدد يشمل كل الإجراءات وما يجب أن يتم كل ليلة .
بدأت معركة العبور في موعدها المحدد لها تماماً بتوجيه الضربة الجوية التي شاركت بها 200 طائرعبرت خط القناة في الساعة الثانية ووجهت ضربات لمطارات العدو ومراكز قيادته ومناطق حشد مدفعيه في سيناء، ثم بدأت مدفعيتنا عمليات القصف التحضيري المكثف على مواقع العدو شرق القناة وتسلل عناصر استطلاع المهندسين وعناصر من الصاعقة إلى الشاطئ الشرقي للتأكد من تمام إغلاق المواسير التي تنقل السائل المشتعل على سطح القناة، ثم بدأ عبور المشاه وفتح الثغرات وإنشاء الكباري والمعديات لعبور الدبابات وتوالى بعد ذلك تنفيذ الخطة الحربية بمنتهى الدقة.
ويقول الشاذلي "إن عملية عبور القوات المسلحة المصرية لقناة السويس يوم 6 أكتوبر 73 يمثل سيمونية رائعة اشترك فيها عشرات الألاف من البشر وكان عمل كل منهم ذا أهمية خاصة في إنجاحها".
في الساعة الثامنة من صباح السابع من أكتوبر كانت قواتنا قد حققت نجاحاً حاسماً في معركة القناة وعبرت اصعب مانع مائي في العالم وحطمت خط بارليف في 18 ساعة فقط وهو رقم قياسي، وبأقل خسائر ممكنة.
الكوبري الذي استخدمه شارون في عملية الدفرسوار
ثغرة الدفرسوار
عقب النجاح الذي حققته قواتنا في العبور، بدأ الحديث في الحادي عشر من أكتوبر حول تطوير الهجوم نحو المضائق، وبرر وزير الحربية أحمد إسماعيل حينها هذه الخطوة بأنه قرار سياسي من أجل تخفيف الضغط على الجبهة السورية، وقد عارض الشاذلي الفكرة قائلاً أن قواتنا الجوية ضعيفة ولا تستطيع تحدي القوات الجوية الإسرائيلية في معارك جوية ، واعتبر الشاذلي أن هذا القرار كان أول خطأ ترتكبه القيادة المصرية خلال الحرب .
نتيجة للقرار تطور الهجوم الذي اتخذ في الثاني عشر من أكتوبر وتم دفع الفرقتين المدرعتين 21 والرابعة ما عدا لواء مدرع وكان هذا خطأ كبيرا، فلم يكن لدينا غرب القناة بدءا من 14 أكتوبر في منطقة الجيشين الثاني والثالث سوى لواء مدرع واحد وهنا اختلت الموازين واصبح الموقف مثالياً للعدو لاختراق مواقعنا والعبور للضفة الغربية وهو ما حدث فعلا يوم 15، 16 أكتوبر.
ويتابع الشاذلي في مذكراته أن القضاء على الثغرة يوم 16 أكتوبر كان سهلا ولكن السادات رفض سحب جزء من قواتنا في الشرق ، وتمت إقالة سعد الشاذلي من منصبه في 12 ديسمبر 1973 ، حيث عين سفيراً لمصر في إنجلترا ثم البرتغال .
وفي عام 1978 انتقد الشاذلي بشدة معاهدة " كامب ديفيد " وعارضها مما جعل الرئيس السادات يأمر بنفيه من مصر حيث استضافته الجزائر، وهناك كتب مذكراته التي اختتمها ببلاغ للنائب العام يطلب فيه محاكمة السادات موجهاً إليه عدد من التهم منها إصدار قرارات خاطئة ترتب عليها نجاح العدو في اختراق مواقعنا في منطقة الدفرسوار ، وأدت مذكرات الشاذلي إلى محاكمته غيابيا بتهمة إفشاء أسرار عسكرية و حكم عليه بالسجن ثلاثة سنوات مع الأشغال الشاقة .. !!
نقطة دخول شارون للثغرة





( عن موقع الطوفان 114 )