الجمعة، 13 أغسطس 2010

الحوار المميت .. !


الحوار المميت .. !

نصحو ونسيقظ ..
ننام ونبيت ..
ويظل محلقاً بأجنحته بين جوانحنا
يراوغنا ..
يراودنا ..
عن سعادتنا ...
إلى متى ...
لا ينتهي هذا الحوار المميت .. ؟!
بيننا وبين الحزن ..
ألا فكاك .. ؟
تدفعنا رغبة لا شعورية
للجدال ..
نجري منه أم إليه
هل يجرينا على كفيه .. ؟!
بسوط من الرغبة الممقوتة ..
بندائه الفتاك ..
يبدأ النزال ..
حتى يعشق المسجون السجان
عشق المعصية .. !
***
ماذا يعني الشجن .. ؟!
لماذا نغتسل بالدموع
نتيمم بجلد الذات .. ؟!
وكأننا نكفر عن جريمة الحب .. !
وخفقات القلوب .. !
يجبرنا ذلك القاهر ...
أن نعذب الضمائر
نقيم الشعائر ..
لما يفرضه علينا من مسميات
وما نتوهم أنه من الزلات .. !
***
يهاجمنا بلا شفقة ..
يطلق علينا حملاته الشرسة السوداء
وفرسانه ذوو الوجوه الملثمة ..
ينصب وسط الضلوع الشراك
تتوسد الليالي المعتمة ..
على الطريق أثناء الهرولة ..
في خضم المعركة
بين محاولات الهروب والإنهاك ...
من جنبات العقل الممزقة
ووجع الحنين المثقوب
فى ساحات القتال
يتسرب منا ...
خط من الدماء ..
يرسم خارطةولوحة
نسميها العمر ....
***
لماذا نرتمي كل ليلة تحت ظله
ونهوى معه الإشتباك .. ؟!
حتى نصاب بالصمم فلا نسمع
سوى رنين الحلم القديم ..
ولا نرى إلا ونحن عميان
نتحسس الدروب
على ظهر الخيال ....
فنرى ...
الحب القديم
العشق الذى كان ..
المحبوب ..
الرفيق .. والنديم ..
حتى الوردة .. والزهرة ..
رعشة الماء ..
زرقة السماء ..
التى تأملناها يوماً ..
طيف الإحساس ..
الأحرف الدافئة
لم تزل تزهوا كليلة ميلادها
كما الأمس ..
صوت الهمس
وذلك الطريق ..
ورائحة النسيم ...
رغم أنه غلب النسيان
رغم طابعه الأليم ..
إلا أن الحزن باقٍ بقاء الإنسان ..!
***
يزورنا زيارة قهرية ..
لكننا لا نرفضها
عندها ..
يفرد أوراقه البنيّة ..
ويدق مساميره
يعلق صوره ..
على جدران الذاكرة
يعزف تراتيله ...
لموج البحر الساكن فيثيره ..
والخامد من رماد البركان
فيهيجه ..
ليقيم معرضه المسنون ...
على أوجاعنا المدفونة
وفى جبروت لا يقاوم
يتباهى علينا بإقامة الموتى ... !
ليخترق النفس فى السويداء
فيجبرنا ..
على مراجعة كراسات الرثاء
وادبيات النحيب ..
ودروس الإملاء ... !
يحضنا عن ظهر قلب
على إستذكاره ..
ليختار منا الطالب النجيب ..
يهبه الجعالة الكبرى
ويلقي جائزته ....
فى القاع الموجوع
من بحيرة الدموع
وعليه أن يدركها ..
ليصرخ ويصرخ ...
رحماك ..
ولا من مجيب ..... !


شيرين شوقي

8/10/2010