السبت، 20 أكتوبر 2012

البطل المشير محمد عبد الغني الجمسي

 
 
البطل المشير ( محمد عبد الغنى الجمسى ) وزير الدفاع الأسبق .. أحد رموز العسكرية المصرية ومفكريها العظام ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خدم بالقوات المسلحة لمدة أربعين سنة تقريباً ، وعاصر كل المعارك التى خاضتها مصر ضد إسرائيل ، ونظرياته تدرس فى الأكاديميات العالمية ، وقد قال عنه الرئيس الرئيس السادات : ( إنه رجل عسكرى يصلح لمائة عام من الخدمة العسكرية ) ووصفته الصحف الإسرائيلية بـ ( الجنرال النحيف المخيف) نظراً لضآلة جسمه وكفاءته العالية فى العمل العسكرى طوال مدة خدمته بالقوات المسلحة المصرية ، ووصفته الصحف الأمريكية بأنه ( من أعظم 50 شخصية عسكرية عرفها القرن العشرين ) .
ولد البطل ( محمد عبد الغنى الجمسى ) فى عام 1921 بالبتانون مركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية ، وتلقى تعليمه الثانوى بها .
فى شهر نوفمبر عام 1939م تخرج فى الكلية الحربية ليبدأ حياته العسكرية ضابطا بسلاح المدرعات ، وتولى خلال مشواره العسكرى مناصب عدة فقد تولى قيادة تشكيلات المدرعات ، ثم رئاسة حرب سلاح المدرعات ، وقاد اللواء الثانى مدرع بالقناة ، بعدها التحق بأكاديمية مزونزا بالاتحاد السوفيتى ، وعاد فى نهاية عام 1961م ليتولى قيادة أحدث مدرسة مصرية للمدرعات ، وتولى بعد ذلك رئاسة فرع المدرعات بهيئة التدريب ، والتحق بأكاديمية ناصر العسكرية العليا ، وفى شهر يوليو عام 1966م أسند إليه اللواء ( أحمد إسماعيل ) رئيس أركان القوات البرية .. رئاسة عمليات هذه القوات .
وأعجب البطل ( محمد عبد الغنى الجمسى ) بالقادة العسكريين الإنجليز والألمان البارزين فى الحرب العالمية الثانية ، واسترشد بآرائهم فى المواقف والعمليات العسكرية التى قاموا بها منذ أن كان ضابطاً بالقوات المسلحة المصرية .
شغل العديد من المناصب القيادية بالقوات المسلحة المصرية ، وكان رئيساً لهيئة عمليات القوات المسلحة فى حرب أكتوبر 1973م .
وعن حرب يونيو عام 1967م قال : ( اتخذت القيادة السياسية قرارات سياسية دون أن تكون القوات المسلحة مستعدة لتنفيذها ، والقيادة العامة للقوات المسلحة كانت تلعب دوراً سياسياً أكبر من الدور العسكرى ، ولم يكن هناك فاصل بين السياسة والعسكرية ، وكانت القرارات السياسية والعسكرية خاطئة تماماً ، وبالتالى وقعت هزيمة يونيو عام 1967م المرة .. فالمشير ( عبد الحكيم عامر ) وزملائه لم يكونوا مستعدين للحرب ، ومع ذلك دخلوها ، وحشد الرئيس جمال عبد الناصر القوات المصرية فى سيناء دون مبرر قوى ، وقد قال .. إنه حشدها لأن سوريا مهددة من إسرائيل وأن مصر سوف تقدم لها العون ، كما قام بإبعاد قوات الطوارئ الدولية التى كانت تفصل بين مصر وإسرائيل مما ترتب عليه أن أصبحت دول كثيرة معادية لمصر ، والخطأ الأكثر خطورة هو أن إسرائيل أعلنت أنه لو أغلق مضيق تيران ( العقبة ) فى اتجاه إيلات فإن ذلك يعد بمثابة إعلان للحرب مع إسرائيل .. ورغم ذلك قام الرئيس جمال عبد الناصر بإغلاقه فأصبحت الحرب مؤكدة ) .
وبعد هزيمة يونيو عام 1967م تقدم البطل اللواء ( محمد عبد الغنى الجمسى ) بالاستقالة نظراً للهزيمة المريرة بالإضافة إلى إخلاء الطريق أمام قيادات جديدة للقوات المسلحة تستطيع أن تسترد سيناء بعد احتلالها ، ولكن رفضت الاستقالة وتم تعيينه رئيساً لأركان جبهة قناة السويس مع الفريق أول ( أحمد إسماعيل ) قائد منطقة السويس أثناء معارك الاستنزاف ، واستمر البطل ( محمد عبد الغنى الجمسى ) فى موقعه حتى حرب أكتوبر 1973م .
مرت القوات المسلحة المصرية بست سنوات عجاف من يونيو عام 1967م وحتى عام 1973م ورفض الشعب والجيش مرارة الهزيمة ، وبعد أقل من شهر بعد نكسة 1967م تمكن عدد محدود من جنود الصاعقة صد هجوم بعض الدبابات الإسرائيلية وانتهى القتال الذى دام أياماً بإيقاف تقدم القوات الإسرائيلية نحو جنوب بور سعيد ، ولم تعاود القوات الإسرائيلية الهجوم عليها أبداً ، وظلت ( رأس العش ) المنطقة الوحيدة التى لم تدنس بالاحتلال والقوات الإسرائيلية .
فى يومى الرابع عشر والخامس عشر من شهر يوليو عام 1967م قامت القوات الجوية المصرية بطائراتها المتبقية بغارة ضد المواقع الإسرائيلية قرب القنطرة وفجرت ودمرت تشوينات الأسلحة والذخيرة التى جمعتها إسرائيل من سيناء ، ولاحت بوادر استرداد الثقة حينما تمكنت لنشات الصواريخ المصرية قرب بور سعيد فى الحادى والعشرين من شهر أكتوبر عام 1967م من إغراق المدمرة الإسرائيلية ( إيلات ) والتى كانت تعادل ثلث المدمرات الإسرائيلية الموجودة بالبحر .
وتوالت قصفات المدفعية المصرية على طول مواجهة قناة السويس حتى عشرين كيلو متراً داخل سيناء .
وفى عام 1968 أصدر الرئيس ( جمال عبد الناصر ) القانون رقم 4 الذى نظم وضع القوات المسلحة ضمن الإطار العام لأجهزة الدولة وحدد بمقتضاه سلطات فعالة لرئيس الجمهورية بوصفه القائد الأعلى ، واختصاصات وزير الحربية ورئيس الأركان ، وتم إعادة تنظيم المناطق العسكرية لتغطى أرض مصر كلها ، وتم على أساس هذا التنظيم تحويل تنظيم قيادة المنطقة الشرقية العسكرية التى كانت تخضع لها من قبل وحتى عام 1967م القوات الموجودة فى سيناء ، ومنطقة القناة بقيادتين ميدانيتين اقتسمتا الجبهة بالتساوى وهما : الجيش الثانى الذى كلف بالقطاع الشمالى من الجبهة ، والجيش الثالث الذى كلف بالقطاع الجنوبى ، وأنشئت أيضا قيادة قوات الدفاع الجوى وأصبحت مع أوائل عام 1968 بمثابة القوة الرئيسية الرابعة فى القوات المسلحة .
والقوات الجوية شهدت منذ تولى البطل ( محمد حسنى مبارك ) قيادة الكلية الجوية ثم رئاسة أركان القوات الجوية ثم قائدها .. عملية بناء غير مسبوقة شملت تخرج 12 دفعة من الطيارين ، 10 دفعات من الملاحين ، وتجهيز هندسى لمختلف المطارات والقواعد الجوية ، وإنشاء مطارات جديدة فى كل أنحاء مصر ، وتعددت صور الإنشاءات بين دشم محصنة ، ودشم ذخيرة ، ومراكز قيادة ، وبلغ حجم الإنشاءات فى القوات الجوية ثمانية أضعاف الهرم الأكبر ، وتضاعفت ساعات الطيران للطيارين مرتين ونصف ، وتضاعفت طلعات رمى الطيارين بالقنابل والصواريخ ما بين 18 إلى 20 مرة .
وكانت عملية إعادة بناء قوات الدفاع الجوى تمثل فى حد ذاتها قصة بطولة بمفردها حيث كان لدينا فقط بضعة مدافع ورشاشات مضادة للطائرات ، وعدد ضئيل من بطاريات الصواريخ ، وقليل من أجهزة الرادار .
وقد حاولت إسرائيل تدمير إرادة مصر فقامت بغارات جوية وصل عددها من يوليو حتى سبتمبر عام 1969م حوالى 1000 غارة فى العمق ضد بعض الأهداف المدنية لتوسيع رقعة القتال .
واتخذ الرئيس ( جمال عبد الناصر ) قراراً ببناء مواقع محصنة لصواريخ الدفاع الجوى ثم اتخذ قرارا بإقامة حائط الصواريخ على امتداد الجبهة الغربية لقناة السويس ، ووصل حجم الأعمال الهندسية فى حائط الصواريخ 12 مليون متر مكعب أعمال ترابية ، ومليون ونصف مليون متر مكعب من الخرسانة العادية ، ومليونين خرسانة مسلحة ، 800 كيلو متر طرق أسفلت ، 3000 كيلو متر طرق ترابية ، وقدرت تكاليف حائط الصواريخ بحوالى 76 مليون جنيه .
وبعد عملية إعادة البناء تم تنفيذ العديد من العمليات القتالية كبروفة طبق الأصل لعملية العبور .. ففى سبتمبر عام 1968م قامت المدفعية المصرية بتدمير بطاريات الصواريخ أرض / أرض قصيرة المدى التى أقامتها إسرائيل فى مواجهة مدينتى الإسماعيلية والسويس وبقية القرى بمنطقة القناة ، ورغم محاولات إسرائيل التدخل بقواتها الجوية ضد المدفعية المصرية فإن عمليات القصف المدفعى تواصلت جنبا إلى جنب مع عمليات العبور والتى تزايدت بشكل كبير منذ يونيو 1969م .
وفى يوليو عام 1969م قامت قوة مصرية بعملية عبور من منطقة بور توفيق واقتحمت موقعاً إسرائيلياً وقتلت وجرحت نحو 40 جندى ، واستمرت فى الموقع لمدة ساعة بعد أن دمرت 5 دبابات إسرائيلية ، ومركز مراقبة وعادت بأول أسير إسرائيلى .
وفى التاسع من ديسمبر عام 1969م قامت طائرة ميج 21 مصرية بإسقاط أول طائرة فانتوم إسرائيلية .
وفى يوليو عام 1970 تمكنت صواريخ الدفاع الجوى فى أسبوع واحد من إسقاط 17 طائرة إسرائيلية فيما عرف بأسبوع تساقط الطائرات الفانتوم الإسرائيلية .
وخلال معارك الاستنزاف خسرت إسرائيل ثلاثة أمثال ما لحقها من خسائر بشرية خلال حرب 1967م ، وفقدت خلالها 40 طياراً ، 27 طائرة قتال ، ومدمرة ، وسبعة زوارق وسفن إنزال ، 119 مجنزرة ، 72 دبابة ، 81 مدفع ميدان وهاون ، ومقتل 827 جنديا وضابطاً ، وإصابة 2141 فرداً .
وشمل الإعداد لحرب أكتوبر 1973م أيضاً إنهاء خدمة المستشارين والخبراء السوفيت بالقوات المسلحة فى يوليو 1972م ، وتغيير القيادة العسكرية بالقوات المسلحة فى أكتوبر من نفس العام ، وحرصت القيادة السياسية على الاقتراب من مشكلات القوات المسلحة ، وتركزت خطة الإعداد للحرب على ركائز هى :
مراجعة الخطة الدفاعية والتى كانت منفذة فى ذلك الوقت ، ومعالجة أوجه النقص فيها .
تعويض النقص فى الأسلحة .
التركيز على تنمية الطاقات الفكرية والمعنوية .
وقام المهندسون العسكريون منذ عام 1972م بإجراء 300 تجربة لفتح الثغرات فى الساتر الترابى ، وتقرر أن يكون أسلوب التجريف بالمياة هو الأسلوب الأمثل فتم شراء 300 مضخة مياة إنجليزية ألمانية فى أوائل عام 1973م على أن تخصص 3 مضخات إنجليزية ومضختان ألمانياتان لكل ثغرة بعد أن ثبت أنه من الممكن إزاحة 1500 متر مكعب من الرمال والأتربة خلال ساعتين بعدد من الأفراد يتراوح ما بين 10 إلى 25 فرداً ، وبعد التغلب على مشكلة الساتر الترابى كان التحدى الثانى الذى يواجه المهندسين العسكريين وهو توفير مستلزمات عبور قناة السويس ، ومنذ عام 1968 وحتى 1973 تم إنتاج الكبارى وتصنيع 2500 قارب لعبور قوات المشاه فى المرحلة الأولى لعملية العبور ، وتم وضع خطة الهجوم على أساس أن تكون بخمس فرق مشاه اثنتان من الجيش الثالث ، وثلاثة من الجيش الثانى على طول مواجهة قناة السويس على خط يمتد 160 كيلو متراً من بور سعيد شمالا حتى السويس جنوباً لإرغام القوات الإسرائيلية على توزيع ضرباتها الجوية المضادة على قواتنا وبعثرة وتشتيت القوات الإسرائيلية المدرعة عند قيامها بشن هجماتها المضادة ، ثم إن اتساع المواجهة وقوة رؤوس الكبارى لن تمكن القوات الإسرائيلية من اكتشاف المجهود الرئيسى لقواتنا مما سيجعل رد فعلها متأخراً فى الهجوم المضاد .. فالرئيس ( جمال عبد الناصر ) أعاد بناء القوات المسلحة ، وعندما تولى الرئيس ( محمد أنور السادات ) الحكم قام بتجهيز القوات المسلحة واتخذ قرار الحرب وأشرف على تنفيذه .
وبعد أن تولى البطل ( محمد عبد الغنى الجمسى ) رئاسة هيئة عمليات القوات المسلحة اجتمع مع العقول المفكرة فى الهيئة لاختيار ساعة الصفر .. ففى أوائل عام 1973م كانت خطوط القوات المسلحة جاهزة ، وكانت الخطة تدرس بين مصر وسوريا .
وفى أبريل تم إعداد دراسة عميقة فى هيئة العمليات لتحديد التوقيت المناسب خلال عام 1973م والذى يحقق لمصر أفضل الظروف لعبور قناة السويس ، وتم التوصل إلى أن يوم ( كيبور ) أحد الأعياد الإسرائيلية هو اليوم الوحيد الذى تتوقف فيه الإذاعة والتليفزيون فى إسرائيل وهما الوسيلتان الرئيسيتان لإعلان التعبئة بالطرق السريعة فساعد ذلك على اختيار هذا اليوم للحرب .. هذا بالإضافة إلى أن هضبة الجولان السورية ينزل عليها الجليد فى شهر نوفمبر فلابد من الحرب قبل ذلك ، كما أن الكنيست الإسرائيلى يجرى انتخاباته فى أواخر شهر أكتوبر والكل يكون مشغول بها والجيش الاحتياطى الإسرائيلى هو الذى يكون موجود فقط فى الخدمة العسكرية .
وتم عرض هذه المعلومات على الرئيس ( محمد أنور السادات ) فانبهر بها واتصل بالرئيس السورى ( حافظ الأسد ) وقابله فى شهر أبريل عام 1973م وعرض عليه الخطة وتم الاتفاق بين مصر وسوريا على تحديد يوم السادس من أكتوبر موعداً للحرب ، وذلك فى اجتماع عقدته القيادة العسكرية المصرية والسورية فى الإسكندرية يومى 22 ، 23 من شهر أغسطس عام 1973م .
وعن تحديد ساعة القتال ذكر البطل ( محمد عبد الغنى الجمسى ) : جرت العادة على أن الهجوم مع وجود قناة السويس المانع المائى الصعب يحتاج إلى وقت طويل ولذلك كان الوضع الطبيعى أن نبدأ الهجوم مع أول ضوء فى النهار بحيث نستفيد باليوم كله ، أو فى آخر ضوء بحيث نستغل الليل كله .. لكننا لم نتخير أول ضوء ولا آخر ضوء وإنما اخترنا الساعة الثانية وخمس دقائق بعد الظهر ، وهذا توقيت غير منتظر من جانب إسرائيل ، ولكنه التوقيت المناسب لمصر وسوريا ، وهكذا كان عنصر المفاجأة ، وقد قمنا بعمل مناورة حددنا لها تاريخاً من الأول إلى السابع من أكتوبر عام 1973م وتحت ستارها قمنا باحتلال مراكز القيادة بالجيش والبحرية والطيران والدفاع الجوى ، وأعلنت حالة الطوارئ بالقوات المسلحة ، وتم استدعاء أعداد كبيرة من قوات الاحتياط ، وبعد ثلاثة أيام من المناورة قمنا بتسريح الآلاف ، وبدأ الجميع يقولون أن المناورة انتهت ، وفى التوقيت المناسب نزعنا خرائط التدريب وعلقنا خرائط الحرب ، وكانت لدينا مدمرات سوف تتجه إلى باب المندب من أجل إغلاقه ضد السفن الإسرائيلية أو السفن المتجهة إلى ميناء إيلات ومن المفروض أن تقوم المدمرات المصرية بإغلاق المضيق من الساعة الثانية يوم السادس من أكتوبر ، وتحركت المدمرات من البحر الأحمر حتى وصلت إلى السودان ثم ذهبت إلى عدن باليمن ، وأعلنا عن العمرة التى تنظمها القوات المسلحة فى شهر رمضان وحجز فيها عدد كبير من الضباط والقادة والجنود ، وتعمدنا نشر خبرها فى جريدة الأهرام التى توزع أعداداً كبيرة فى دول أوروبا ، وكما يحصلون على جرائدنا نحصل أيضا على جرائدهم ، فكانت هذه رسالة عن طريق الصحافة المصرية إننا لا نعلن حربا وأن الضباط يتجهون لأداء العمرة ، والمراكب نقوم بإصلاحها ، والمناورة التى كنا نقوم بها انتهت .
والبطل المشير ( محمد عبد الغنى الجمسى ) كان يسجل العديد من الملاحظات والمعلومات والأرقام فى نوتة زرقاء لا تفارقه ، وقد أطلق عليها الرئيس ( السادات ) اسم ( كشكول الجمسى ) .
وعن التوجه الاستراتيجى الذى حدده الرئيس ( السادات ) قال المشير ( محمد عبد الغنى الجمسى ) : إننا قمنا بالحرب تحدياً لنظرية الأمن لإلحاق أكبر قدر ممكن من الخسائر بالقوات الإسرائيلية ، وإقناع إسرائيل بأن مواصلة احتلالها لأراضينا تفرض عليها ثمنا لا تستطيع دفعه ، وبالتالى فإن نظريتها فى الأمن على أساس التخويف النفسى والسياسى والعسكرى ليست درعاً من الفولاذ يحميها الآن أو فى المستقبل ، ثم يقول : حسب إمكانات القوات فإن قدرتنا تصل إلى المضايق فقط ، وليس إلى 15 كيلو مترا وهذا ما لم يتم ، وأثيرت مسألة تحرير سيناء فى أيام الاستعداد للحرب لكن ذلك يحتاج إلى قوات كثيرة جداً ولم تكن عندنا القوات القادرة على تحريرها بعملية عسكرية واحدة ، وبناء عليه قامت القوات المسلحة بالحرب بما لديها بناء على قرار الرئيس ( السادات ) فى اجتماعه بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة فى أكتوبر 1973م ، وعندما بدأت ساعة الصفر كان الأداء على أعلى مستوى ، ونجحت الخطة المصرية بصورة ممتازة ، وكان يوم الاثنين الثامن من أكتوبر 1973م – الثانى عشر من رمضان 1393هـ هو يوم انتصار فرعى للقوات المسلحة ، وأسماه ( موشى ديان) وزير الدفاع الإسرائيلى ( يوم الفشل العام ) وأطلق عليه ( عساف ياجورى) قائد اللواء 190 مدرع الإسرائيلى اسم ( الاثنين الحزين ) لأنه وقع أسيراً فى أيدى القوات المصرية ومعه مجموعة من الأسرى .. ففى ذلك اليوم قامت إسرائيل بالهجوم على أمل تدمير القوات التى عبرت الضفة الشرقية ، وكان الهجوم ضد الفرقة الثانية مشاه بقيادة اللواء ( حسن أبو سعده ) واستطاعت هذه الفرقة صد الهجوم الإسرائيلى وتدمير اللواء خلال نصف ساعة فقط .
وعن ثغرة الدفرسوار قال البطل المشير ( محمد عبد الغنى الجمسى) : فى حرب أكتوبر 1973م وقعت 50 معركة فزنا فى 49 وفازت إسرائيل فى واحدة فقط هى الثغرة ، فلقد تحدد يوم الثالث عشر من أكتوبر 1973م موعداً لتطوير الهجوم فأخرجنا الفرقة المدرعة 21 التى عبرت من الضفة الغربية إلى الضفة الشرقية وهى تحوى أكثر من 250 دبابة ، وعندما عبرت هذه القوة جاءت طائرتا استطلاع أمريكيتان من البحر المتوسط إلى بور سعيد والإسماعيلية ثم سفاجا ثم قنا ثم الدلتا ثم رجعتا وهى تتابعنا وتطير بارتفاع أكثر من 25 كيلو مترا – أى : أعلى من مدى أى صواريخ عندنا – كما أن الصواريخ المضادة للطائرات لا تستطيع الوصول إليهما فسرعتهما أكثر من ثلاثة أضعاف سرعة الصوت ، وليس لدينا المقاتلات التى تستطيع أن تلاحقهما ، ونقلت أمريكا المعلومات إلى الجانب الإسرائيلى بالتفصيل ثم قامت القوات الإسرائيلية بالهجوم من منطقة الدفرسوار ، ومن أجل ذلك سميت بمعركة ( الدفرسوار ) لأنها مكان مشهور بقناة السويس ، وفى ذلك اليوم لم ينجح هجومنا ، وفقدنا الكثير من الدبابات وغيرها من الأسلحة ، وخلال الفترة من الثامن عشر وحتى الثامن والعشرين من شهر أكتوبر 1973م بعد ثغرة الدفرسوار جرى 1500 اشتباك بالنيران تم خلالها تدمير 28 طائرة إسرائيلية ، 41 دبابة وعربة مدرعة ، وقتل 178 ، وبعد ذلك تم حشد التشكيلات المصرية وأعيد توازن القوات شرق وغرب القناة بينما كان لإسرائيل غرب القناة 3 فرق مدرعة ولواء مشاة ، وكان للقوات المصرية التى خططت لعملية تضييق ثغرة الدفرسوار فرقتان مدرعتان ، وثلاث فرق مشاه حتى أن القوات الإسرائيلية حفرت خنادق مضادة للدبابات على معظم المواجهة بعرض 7 أمتار وبعمق خمسة أمتار خوفا من هجوم القوات المصرية .
وكان من نتائج حرب أكتوبر 1973م : تحرير سيناء فلولا حرب أكتوبر لكان من المستحيل استعادة سيناء فلم يحدث أن احتلت إسرائيل أرضا عربية ثم انسحبت منها .
وعن مفاوضات الكيلو 101 قال البطل المشير ( محمد عبد الغنى الجمسى ) فى المقابلة التى أجريتها معه قبل رحيله بعامين : جاء هنرى كيسنجر إلى مصر بصفته وزير خارجية أمريكا ومستشار الأمن القومى الأمريكى بالمراسلات والاتفاقات ، وكان ذلك بالتحديد يوم السادس من شهر نوفمبر 1973م وفى هذه المفاوضات كنت رئيس الوفد المصرى ، وكان هناك وفد يمثل الجانب الإسرائيلى ، وتقابلنا فى الكيلو 101 قبل عمل الخيام الموجودة هناك وكان التفاوض يتم على الانسحاب من الضفة الغربية إلى الضفة الشرقية وفى الوقت نفسه تنسحب القوات من الضفة الشرقية وتترك سيناء ( الأرض المصرية ) وجرت مفاوضات عسكرية قمت بها مع الجنرال (ياريث ) من إسرائيل ولم يكن لها طابع سياسى ، ورأيت ضرورة فض الاشتباك وإبعاد القوات المصرية عن الالتحام العسكرى مع القوات الإسرائيلية بحيث تكون قوات الطوارئ الدولية فى المنطقة الوسطى مما يضمن عدم احتكاك الطرفين ، وهنا تبدأ المفاوضات السياسية ، ومع مجيئ الدكتور (هنرى كيسنجر ) أصبح الموقف سياسياً لأنه كان يتفاوض مع الرئيس (السادات ) ووزير الخارجية المصرى على السلام بيننا وبين إسرائيل ، وكان من بين الموضوعات المطروحة تقليل عدد القوات المصرية فى الضفة الشرقية للقناة بعد فض الاشتباك استعداداً للانسحاب من سيناء لكى يكون هناك نوع من التأمين للقوات الإسرائيلية التى أمامنا فى الناحية الأخرى ، فرفضت هذا الكلام وخرجت وبكيت فعلاً بشدة بعيداً عن أعين الحاضرين لأننى تذكرت دماء الشهداء والتضحيات الكبيرة التى بذلت لنقل قواتنا إلى شرق القناة .
وفى شهر ديسمبر عام 1973م تولى البطل ( محمد عبد الغنى الجمسى ) رئاسة أركان حرب القوات المسلحة ، وفى العشرين من شهر ديسمبر عام 1974 عين الفريق أول ( محمد عبد الغنى الجمسى ) وزيراً للحربية وقائداً عاماً للقوات المسلحة ، وفى عام 1977م تم تغيير اسم وزارة الحربية ليصبح وزارة الدفاع ليكون البطل المشير ( محمد عبد الغنى الجمسى ) آخر وزير للحربية فى مصر ، وفى أكتوبر عام 1978م عين مستشاراً عسكريا للرئيس ( السادات ) .
وعن استقالته قال البطل المشير ( محمد عبد الغنى الجمسى ) : قدمت استقالتى بعد أن عيننى الرئيس السادات مستشاراً عسكرياً له ، وبعد أن تركت وزارة السيد ( ممدوح سالم ) فى ذلك الوقت ، وكنت فيها نائبا لرئيس الوزراء ووزيراً للحربية ، وجاء الدكتور ( مصطفى خليل ) رئيساً للوزراء ، وتم تغيير الوزارة ولذلك أسند لى هذا المنصب فقدمت استقالتى بعد أن حصلت على المناصب ولم أكن فى حاجة إلى وظيفة شرفية ، وقد سجلت فى استقالتى ( آن الآوان لكى أترك القوات المسلحة بعد أربعين عاما من الخدمة المتوالية ) .
حصل البطل المشير ( محمد عبد الغنى الجمسى ) على العديد من الأوسمة والميداليات والنياشين نذكر منها : نوط التدريب من الطبقة الأولى ، ونوط الخدمة الممتازة ، ووسام النيلين من الطبقة الأولى بالإضافة إلى العديد من الأوسمة من الدول العربية والأجنبية .
وختاماً نؤكد على أن قصة الحرب والنصر امتدت حتى رفعت مصر أعلامها خفاقة فوق طاباً متضمنة عدة تواريخ لها كثير من الدلالات وأهمها :
توقيع اتفاق الكيلو 101 فى الحادى عشر من شهر نوفمبر عام 1973م على طريق مصر / السويس بين الجانبين المصرى والإسرائيلى بوقف الحرب وتحديد مواقع القوات .
الاتفاق على فض الاشتباك الأول بين القوات المصرية والإسرائيلية فى السابع عشر من شهر يناير عام 1974 وانسحبت بمقتضاه القوات الإسرائيلية من غرب القناة .
صدور القرار الجمهورى رقم 811 فى التاسع والعشرين من شهر مايو عام 1974م باعتبار سيناء وحدة من وحدات الحكم المحلى ، وتعيين اللواء ( محمد عبد المنعم القرمانى ) محافظا لها .
توقيع اتفاق فض الاشتباك الثانى فى السابع من شهر سبتمبر عام 1975م .
رفع العلم المصرى على مدينة العريش ، وانسحاب إسرائيل من خط العريش ورأس محمد فى السادس والعشرين من شهر مايو عام 1979 وبدء تنفيذ اتفاقية السلام .
بدأت المرحلة الثانية للانسحاب الإسرائيلى من مساحة 6000 كيلو متر مربع من أبو زنيمة حتى أبو خربة فى السادس والعشرين من شهر يوليو عام 1979م .
انسحاب إسرائيل من مساحة 7000 كيلو متر مربع فى الخامس والعشرين من شهر سبتمبر عام 1979م .
تسليم وثيقة تولى محافظ جنوب سيناء سلطاته من القوات المسلحة المصرية ، والانسحاب الإسرائيلى من سانت كاترين ووادى الطور فى السادس عشر من شهر نوفمبر عام 1979م .
رفع العلم المصرى على حدود مصر الشرقية بمدينة رفح بشمال سيناء ، وشرم الشيخ بجنوب سيناء ، واستكمال الانسحاب الإسرائيلى من سيناء فى الخامس والعشرين من شهر أبريل عام 1982م .
صدور حكم التحكيم بحق مصر التاريخى والقانونى فى طابا فى التاسع والعشرين من شهر سبتمبر عام 1988 ورفع العلم المصرى فوق طابا .
وفى يوم السبت السابع من شهر يونية عام 2003م – السابع من شهر ربيع الآخر عام 1414هـ أعلنت عقارب الساعة رحيل البطل المشير ( محمد عبد الغنى الجمسى ) إلى الدار الآخرة وشيعت جنازته من مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر عقب صلاة ظهر يوم الأحد الثامن من شهر يونية .
________
كتاب : وطنى حبيبى
للكاتب الاديب : إبراهيم خليل إبراهيم

الأربعاء، 17 أكتوبر 2012

اللواء أركان حرب / باقي زكي يوسف _ البطل الذي هزم خط بارليف و حطمه

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بطل مصر الكبير
اللواء أركان حرب / باقي زكي يوسف
البطل الذي هزم خط بارليف و حطمه
في أكتوبر 1973
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عن جريدة المصرى التى تصدر باستراليا
هذا الرجل الوطنى والشجاع هو أحد ضباط الجيش المصرى الذى استطاع تدمير وتحطيم اكبر ساتر ترابى ألا وهو خط بارليف " عبارة عن جبل من الرمال والاتربة " ويمتد بطول قناة السويس فى نحو 160 كيلومتر من بورسعيد شمالا" وحتى السويس جنوبا" ويتركز على الضفة الشرقية للقناة، وهذا الجبل الترابى كان من اكبر العقبات التى واجهت القوات الحربية المصرية فى عملية العبور إلى سيناء خصوصا" أن خط بارليف قد أنشىء بزاوية قدرها 80° درجة لكى يستحيل معها عبور السيارات والمدرعات وناقلات الجنود إضافة إلى كهربة هذا الجبل الضخم.. ولكن بالعزم والمثابرة مع الذكاء وسرعة التصرف استطاع الضابط باقى زكى من تحقيق حلم الانتصار والعبور عن طريق تحطيم وتدمير وانهيار هذا الخط البارليفى المنيع.. فقد أخترع مدفع مائى يعمل بواسطة المياة المضغوطة ويستطيع أن يحطم ويزيل أى عائق امامه أو أى ساتر رملى أو ترابى فى زمن قياسى قصير وبأقل تكلفة ممكنة مع ندرة الخسائر البشرية ، وللعلم فأن الضابط "باقى زكى يوسف" هو أحد أبناء الكنيسة المصرية القبطية ويمتاز بالتدين والاستقامة فى حياتة.. وقصة أختراعه لهذا المدفع المائى جاءت عندما انتدب للعمل فى مشروع السد العالى فى شهر مايو عام 1969 فقد عين رئيسا" لفرع المركبات برتبة مقدم فى الفرقة 19 مشاة الميكانيكية وفى هذه الفترة شاهد عن قرب عملية تجريف عدة جبال من الأتربة والرمال فى داخل مشروع السد العالى بمحافظة اسوان وقد استخدم فى عملية التجريف مياة مضغوطة بقوة وبالتالى استطاعت إزالة هذه الجبال ثم إعادة شفطها فى مواسير من خلال مضخات لاستغلال هذا الخليط فى بناء جسم السد العالى . وتبلورت هذه الفكرة فى ذهن المقدم باقى وعرضها على الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذى أمر بتجربتها وفى حالة نجاحها تنفذ فى الحال وقد أجريت تجربة عملية عليها فى جزيرة البلاح بالاسماعيلية على ساتر ترابى نتج عن أعمال التطهير فى مجرى قناة السويس الملاحى والذى يشبه إلى حد كبير خط بارليف أو الساتر الترابى وجاءت وفاة عبد الناصر التى حالت دون تنفيذ تلك الفكرة ، وعندما تم الاستعداد للعبور عام 1973 قام الضابط باقى مع بعض زملائه بتصنيع طلمبات الضغط العالى التى سوف توضع على عائمات تحملها فى مياه القناة ومنها تنطلق بواسطة المدافع المائية وتصوب نحو الساتر الترابى (خط بارليف). وقد نوقشت من قبل عدة أفكار لإزالة هذا الجبل الترابى هل يمكن إزالته بواسطة قصف مدفعى أو بواسطة صواريخ او تفجير أجزاء منه بواسطة الديناميت وبعد مناقشات طويلة ومباحثات استقر رأى الاغلبية من قيادات الجيش على تنفيذ اختراع الضابط باقى زكى يوسف.. وفى ساعة الصفر يوم 6 اكتوبر أنطلق القائد باقى زكى يوسف مع جنوده وقاموا بفتح73 ثغرة فى خط بارليف فى زمن قياسى لا يتعدى ال3 ساعات ، وساعد هذا فى دخول الدرعات المحملة بالجنود والدبابات وكان هذا ضمن الموجات الأولى لاقتحام سيناء وعبور الجيش المصرى الى الضفة الشرقية لخط القناة وهذا العمل الكبير ساعد وساهم فى تحقيق النصر السريع والمفاجىء وقد قدرت كميات الرمال والاتربة التى انهارت وأزيلت من خط بارليف بنحو 2000 مترمكعب وهذا العمل يحتاج إلى نحو 500 رجل يعملون مدة 10 ساعات متواصلة ، وقد نتج عن هذه الرمال والاتربة والمياة المجروفة نزولها إلى قاع القناة
وبعد أن تم تحقيق الانتصار قررت الدولة والحكومة المصرية ترقية الضابط باقى زكى يوسف إلى رتبة اللواء وإعطائه نوط الجمهورية من الدرجة الأولى تقديرا" لأمتيازه وبطولته فى 6 أكتوبر عام 1973


******************************************************


هولاء هم الأقباط .. يشاركون بقلب جسور .. يعبرون كالنسور .. فى معركة العبور .. محررين الوطن من المحتل المغرور اقباط حرب اكتوبر (1) تاريخ نشر الخبر : 30/09/2009
( 1 ) اللواء أ . ح . مهندس باقي زكي يوسف .. صاحب فكرة فتح الثغرات في الساتر الترابي عمل ضابطا مهندسا في القوات المسلحة خلال الفترة من عام 1954 وحتى 1 ـ 7 ـ 1984 ، منها خمس سنوات برتبة اللواء ، وصاحب فكرة فتح الثغرات في الساتر الترابي باستخدام تجريف المياه في حرب أكتوبر 1973 م .
يقول في حديث الذكريات : جهز العدو الإسرائيلي الساتر الترابي ليشكل حائطا مانعا على طول إمتداد الضفة الشرقية للقناة مباشرة ، وأصبح يشكل مانعا كبيرا آخر يقف من وراء مانع القناة المائي وذلك بغرض فصل سيناء والضفة الشرقية للقناة تماما عن مصر وأيضا لردع أي أمل لمصر في إستعادتها وتحرير الأرض .
ويستطرد قائلا : أثناء إجتماع قيادة الفرقة 19 مشاة المخصص لدراسة مشاكل العبور بعد أن صدرت لها التعليمات بالإستعداد لعبور القناة وإقتحام خط بارليف وكنت أحد أفراد قيادة الفرقة ، شعرت بأهمية طرح فكرة إستخدام مياه القناة في تجريف رمال الساتر الترابي لفتح الثغرات فيه كبديل حيوي يجب دراسته جنبا إلى جنب مع باقي البدائل المطروحة خصوصا مع كونه أكثر ملائمة لطبيعة مسرح عمليات القوات . * توجهات الرئيس جمال عبد الناصر : إهتم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بالفكرة بعد عرضها عليه في الإجتماع ، وأمر بتجربتها واستخدامها في حالة نجاحها ، وعليه فقد قامت إدارة المهندسين بالعديد من التجارب العملية والميدانية على الفكرة زادت على 300 تجربة إعتبارا من سبتمبر عام 1969 ، وتم على ضوء النتائج المرصودة إقرار إستخدام فكرة تجريف الرمال بالمياه المضغوطة كأسلوب عملي لفتح الثغرات في الساتر الترابي شرق القناة في عمليات العبور المنتظرة .
* نتائج تنفيذ الفكرة في ملحمة العبور عام 1973 : لاقت الفكرة من بدء ظهورها وخلال مسار عرضها وتجربتها وثبوت صلاحية إستخدامها ، كل إهتمام وتأييد ، لأنها وضعت في أيدي قادة أمناء ، إهتموا بها وتكتموا إجراءاتها ، حتى تم التنفيذ الرائع لها في ملحمة العبور عام 73 بصورة أذهلت العالم . * تكريمه : تم منحه نوط الجمهورية العسكري من الطبقة الأولى عن أعمال قتال إستثنائية تدل على التضحية والشجاعة الفائقة في مواجهة العدو بميدان القتال في حرب أكتوبر 73 ، تسلمه من يد الرئيس الراحل أنور السادات في فبراير 1974 ، وأيضا وسام الجمهورية من الطبقة الثانية تسلمه من يد الرئيس حسني مبارك بمناسبة الإحالة إلى التقاعد عام 1984 من القوات المسلحة .
المصدر : http://www.coptreal.com/WShowSubject.aspx?SID=25127
صاحب فكرة إسقاط خط بارليف "ل الجمهورية": استلهمت "المدافع المائية" من عملي بالسد العالي _
جريدة الجمهورية الأربعاء 18 من شوال 1430هـ - 7 من اكتوبر 2009م الإسكندرية - مكتب الجمهورية:
أكد اللواء باقي زكي يوسف صاحب فكرة اسقاط خط بارليف في حرب أكتوبر المجيدة ان الاستراتيجيات العسكرية العالمية وضعت ملحمة انهيار الخط الذي قيل ان القنابل الذرية لا تؤثر في مناعته في مقدمة المناهج التي تدرس في المناهج والأكاديميات العسكرية.
وقال في تصريحات "للجمهورية" ان القوات المسلحة المصرية جسدت من خلال التخطيط والابتكار وتكامل أداء قطاعاتها ملحمة لعبقرية شعب بأكمله قادر عل تجاوز أعتي الحصون والعقبات بارادته وخبراته وفي منظومة متتالية أذهلت العقول العسكرية.
وأشار الي ان عنصر المفاجأة لم يقتصر علي الحرب ذاتها بل علي مستوي الأداء المصري والتمهيد المدروس لكافة جزئياته والتنسيق مع كل جبهات القناة بدءاً من دراسة التيارات المائية والأحوال المناخية والطبوغرافية واغلاق فتحات النابالم والضربة الجوية والتمهيد النيراني وحتي مد الجسور المائية وعمليات الصاعقة خلف خطوط العدو و انهيار النقاط الحصينة وغيرها.
وأضاف: ان فكرة المدافع المائية بقوتها في فتح ثغرات الحاجز الترابي استلهمتها من مضخات صغيرة خلال عملي في بناء السد العالي وتولي خبراء الهندسة العسكرية المصرية تطويرها واجراء تجاربها بسرية وبخبرة فائقة الي ان تحولت الي سلاح أقوي من القنابل الذرية.
وأكد ان كل قطعة في جسدي تنتفض صباح كل 6 أكتوبر عبر 36 سنة لأنه لا يوجد أجمل من النصر الذي ينتزعه الرجال بعقولهم وارادتهم وهو ليس نصراً عسكرياً فقط ولكنه بمثابة منهج للأجيال القادمة وقدرتها علي تجاوز أعتي المستحيلات.
*************************
الجنود المجهولون.. صانعو النصر الذين طواهم النسيان
المصرى اليوم كتب منى ياسين ٦/ ١٠/ ٢٠١٠
كل من شارك فى حرب أكتوبر بطل. قليل منهم أخذ جزءا من حقه فى التكريم، وأكثرهم مجهولون. نتيجة نسيان من جانب الحكومة، وتواطؤ إعلامى بتجاهل هؤلاء الأبطال تماما، هكذا تمر ذكرى الانتصار وراء الذكرى، دون أن ينتبه أحد لهؤلاء الأبطال، الذين نحتاج لمعرفة قصص بطولاتهم أكثر مما يحتاجون هم إلى التكريم.
جنود العمليات الخاصة الذين أنقذوا السويس من حريق ضخم، وصاحب فكرة تدمير خط بارليف باستخدام خراطيم المياه، ورفاق «عبد العاطى» صائد الدبابات»، الذين دمروا نصف دبابات الجيش الإسرائيلى، وغيرهم كثير. هؤلاء حاولنا التعرف على بعضهم، وندرك أن ما فاتنا أكثر.
اللواء «باقى زكى يوسف»، إحدى كلمات السر فى نصر أكتوبر، فهو مبتكر فكرة خراطيم المياه لتحطيم خط بارليف. يقول عنه الدكتور محمد الجوادى، مؤلف موسوعة مصر الحديثة، «ابتكار هذا الرجل يدرس حالياً فى الجامعات العسكرية داخل وخارج مصر، ومع ذلك لم يسلط عليه الضوء الذى يستحقه عن فكرته العبقرية».
«الجوادى» اتهم الدولة والإعلام بالتواطؤ معا فى تجاهل «باقى» وزملائه الأبطال، موضحاً أن الحكومة لم تتذكرهم فى احتفالات تكريم، ولم تنشئ مركز أبحاث متخصصا فى دراسات حرب أكتوبر، يضمن لهؤلاء الأبطال تقديرهم ويعرف بدورهم فى صناعة النصر. والإعلام لم يسع للبحث عن أسمائهم، و«استسهل إبراز المشاهير منهم فقط وتسليط المزيد من الضوء عليهم».
وضرب «الجوادى» مثلاً آخر بالأبطال المجهولين، وهم ١٠ أبطال كانوا يعملون مع عبدالعاطى، صائد الدبابات الشهير، استطاعوا تحطيم نصف دبابات الجيش الإسرائيلى. وقال إنه رغم هذا العمل البطولى لا أحد حتى الآن يعرف أسماءهم.
وأضاف: «من بين الأبطال الحقيقيين فى حرب أكتوبر، لكنهم جنود مجهولة، ضباط الكوماندوز الذين ذهبوا إلى السويس قبل الحرب بيومين، ونجحوا فى إغلاق المفتاح الأوتوماتيك الخاص بالغاز، والذى كان من المفترض أن يفتحه الجنود الإسرائيليون لإشعال النيران فى المدينة، وبالرغم من ذلك لا نعلم عنهم شيئا، ولا عن أسمائهم ولم يكرموا التكريم الذى يستحقونه، بالإضافة إلى جنود آخرين مجهولين، أغلقوا باب المندب من ناحية عدن باليمن لوقف الإمدادات عن الجنود الإسرائيليين».
من جانبه أكد اللواء الدكتور عادل سليمان، مدير مركز الدراسات المستقبلية، أن هناك أبطالا مجهولين، غير عسكريين، مثل «المهندسين المدنيين، وشركات المقاولات المدنية» قاموا بتجهيز مسرح العمليات، والطرق، والسواتر، ومواقع الحرب، والصواريخ، ولولاهم ما تحقق انتصار أكتوبر. ولكن الدولة نسيتهم تماما.
وأوضح سليمان: «مجال العسكريين متسع، ولذلك يصعب فيه تحديد وحصر جميع الأسماء الذين ساهموا فى الحرب وحققوا إنجازات، وبالتالى فإنه من الطبيعى أن تكرم اسماء معظمها لقيادات، بينما يتم تناسى أسماء أخرى لجنود مجهولة لم يذكرهم أحد».
وأضاف: «كل عام نشاهد فى احتفالات أكتوبر، تكريم أسماء وشخصيات بعينها، بالإضافة إلى ذكر وقائع شهيرة مكررة، بينما نتجاهل وقائع أخرى، فعلى سبيل المثال هناك كتيبة تسمى كتيبة ٢٦ نفذت عمليات عظيمة وقوية من الشرق إلى الغرب، وساهمت بشكل كبير فى الانتصارات، ومن بين الجنود الذين شاركوا فى هذه الكتيبة الفنان لطفى لبيب».
من جانبه قال اللواء حسام سويلم، الخبير الاستراتيجى، إن الجندى المجهول فى حرب أكتوبر، هو البطل الذى حمل على كتفيه ٣٠ كيلو جراما ذخيرة وأسلحة، واستقل المطاط وتسلق المبانى التى يبلغ ارتفاعها ١٠ طوابق، ودخل فى قتال لأيام وأسابيع، مضيفاً أن هناك أبطالا آخرين حاربوا ٩ سنوات متصلة، قبل وأثناء حرب أكتوبر.
هذا‏ ‏الرجل‏ ‏هو‏ ‏صاحب‏ ‏فكرة‏ ‏تحطيم‏ ‏خط‏ ‏بارليف‏ ‏بخراطيم‏ ‏المياه‏ !‏
و واحد من أبطال أكتوبر الحقيقيين الذين كان لهم فضل لا يمكن أن ينسي في حسم المعركة .. إنه اللواء المهندس باقي زكي يوسف الذي حطم أسطورة خط بارليف فهو صاحب فكرة استخدام المياه في فتح الساتر الترابي تمهيدا لعبور القوات المصرية إلي سيناء ..
الشباب 6/10/2011م كتب : محمد شعبان:
هذه الفكرة رغم بساطتها أنقذت 20 ألف جندي مصري علي الأقل من الموت المحقق .. يقول المهندس باقي زكي يوسف : كان الساتر الترابي عبارة عن كثبان رملية طبيعية موجودة أصلا , وبعد ذلك عندما جاء ديليسبس وحفر القناة وضع الحفر علي الناحية الشرقية فجاء الإسرائيليون واستخدموها كحائط وقاموا بتعليته وبدأوا يقربونه ناحية الشرق فمالت بدرجة 80 درجة ونحن كنا نعيش مع مولد الساتر الترابي وفي مايو 1969 اجتمعوا في قيادة الفرقة وأخذنا مهمة أن نعبر القناة وكان ضمن المقترحات لتدمير الساتر الترابي استخدام الصواريخ أو المتفجرات أو المدفعيات بكل أنواعها أو الطيران بالقنابل وكان أقل وقت لفتح ثغرة من 12 إلي 15 ساعة وكانت الخسائر المتوقعة في حدود 20% من القوات يعني 20 ألف شهيد فسمعت هذا الكلام واندهشت واستفزتني الخسائر البشرية فأخبرت القادة العسكريين أن هناك حلا بسيطا جربناه من قبل في السد العالي فقلت لهم في الاجتماع : الساتر عبارة عن رمال وسبحان الله .. هم عملوا المشكلة وربنا جعل الحل تحتها , فنحن نحضر طلمبات يتم وضعها علي زوارق خفيفة تسحب المياه وتضخها , ومن خلال مدافع المياه بالقوة الهائلة تحرك الرمال وتنزل بوزنها مع المياه للقناة ومع استمرار تدفق المياه يتم فتح الثغرات بعمق الساتر فأعجبوا جدا بالفكرة , وعلي الفور أعددت بها مذكرة ووصلت الفكرة للرئيس جمال عبد الناصر ووافق عليها ثم جاءتني تعليمات بعدم الحديث عن الفكرة مطلقا مع اي احد .
وحول مدي نجاح الفكرة وتأثيرها في إتمام عملية العبور يحكي المهندس باقي قائلا : يوم 6 أكتوبر بدأ العمل في فتح الساتر الترابي منذ انطلاق الحرب وفي تمام الساعة العاشرة مساء كان مفتوحا 60 ثغرة علي طول امتداد الضفة الشرقية للقناة وكانت كافية لإتمام العبور علي مدار ذلك اليوم وفي الساعة الثامنة ونصف عبر لواء مدرع شرق القناة قبل ميعاد عبوره بساعتين من ثغرة تم فتحها بالمياه وذلك دون وقوع أي خسائر بشرية عدا 87 جنديا فقط في الموجات الأولي للعبور بدلا من 20 ألف شهيد .. وعبر الجنود من 60 ثغرة وكأنها كانت شرايين في الجسم تضخ للناحية الثانية وهذه غيرت المفاهيم القتالية لفتح الثغرات وجعلت العدو مرتبكا لأن فتح الثغرات كان من بورسعيد للسويس .
اللواء "باقى ذكى": الخسائر التقديرية لتفتيت الساتر الترابى كانت 20% على أقل تقدير
الأقباط متحدون السبت ٦ اكتوبر ٢٠١٢ - كتب-عماد توماس
قال اللواء القبطى باقى ذكى ، صاحب فكرة تفتيت الساتر الترابى فى حرب اكتوبر 1973، أن الخسائر التقديرية لتفتيت الساتر الترابى كانت نحو 20 الف مجند وشرح اللواء "باقى ذكى"، لــ"الأقباط متحدون"، كوليس فكرته التى ابهرت العالم، ففى عام 1969 عند جلوسه فى اجتماع مع قائد الفرقة، كانت اقتراحات المقدمة لتفتيت الساتر الترابى هى استخدام الصواريخ او المدفعية وكانت المشكلة ان هذه الطرق تستنفذ وقتا طويلا نحو 12 الى 15 ساعة بالاضافة الى الخسائر فى الارواح التى قد تصل لاكثر من 20% لأقل تقدير وهو ما جعله يهتم بعرض الفكرة وتنفيذها. فاقترح على قادته ان يتم فتح ثغرات داخل الساتر الترابى قائلا "ربنا ادانا المشكلة وادانا الحل فى نفس الوقت" شارحا ان الساتر الترابى أمام الفرقة 19 علي الضفة الشرقية للقناة مباشرة، كان ارتفاعه 20 متر وميل حاد 80 درجة ، مما يصعب من اقتحامه ولكن وضع الله الحل فى مياة القناة التنى تنساب تحته فكانت الفكرة سحب المياة من قناة السويس ويتم ضخها على الساتر الترابى لتفتيته عن طريق مضخات توضع على زوراق خفيفة لسحب المياة . مشيرا الى انه أثناء عمله فى السد العالى استخدم مثل هذه الفكرة ونجحت. وأضاف البطل المصرى، أن اول ثغرة تم فتحها فى الساتر الترابى كانت نحو الساعة السادسة مساء يوم السادس من اكتوبر حتى نجح الجيش المصرى فى فتح نحو 60 ثغرة فى الساعة العاشرة مساء حتى انهار نحو انهار90 ألف متر مكعب من رمال الساتر الترابي إلي مياه القناة. ليتم عبور لواء مدرع بالكامل من معبر شمال القرش. ويكون مدخلا هامًا لانتصار الجيش المصرى فى حرب 1973 بفضل فكرة اللواء القبطى باقى ذكى وجنود مصر البواسل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تحية عطرة لكل أبطال مصر البواسل الذين صنعوا التاريخ وحرروا بلادنا وأراضيها هؤلاء الأبطال العظماء الذين بذلوا في سبيل الوطن كل مرتخص وغالٍ .





ورد وعطر ومطر



 



ورد وعطر ومطر
ـــــــــــــــــــــــــــ

 حبكِ زخات مطر تزهر جناتي ..
باقة ورد وعطر و ياسمين بيضاء
لوحات من الذهب تعلو قسماتي
سفينة هائمة على بحار المساء ..
****
حبكِ تغريد ونشيد أبهج أبياتي ..
طريق من الأشجار و ممرات الغناء
شلال يغمرني إعصار يحملني لفتاتي
رسمتكِ فوق الفؤاد أميرة النساء ..

****
يشجيني صوتكِ سيدتي فأبكي حسراتي ..
ما قبلكِ كان هماً ونسياً وهباء
وليد اليوم قلبي عشقكِ أولى صيحاتي
هواكِ قاموسي ولغتي ألف وباء ..

***

حبكِ عطر إحتال و إختال على كتاباتي
طار بقلبي إلى الأعلى إلى عنان السماء
وسابق الفجر الفتي ومزق حرماتي ..
حبكِ إغتال الحزن في داخلي وكآبة الشتاء ..
***
شيرين شوقي
10/10/2012