الخميس، 27 سبتمبر 2012

جمال عبد الناصر

 
ذكرى الزعيم الخالد الذكر جمال عبد الناصر ..
كم نتمنى زعيم مثلك في طهارة يده وعفة نفسه ..
هذا البطل الوطني الكبير الذي كان يلتحف بكبرياء مصر وعزتها وكرامتها ومكانتها العالمية ...
البطل الذي كان مهموماً بمصر
وشغله الشاغل المواطن المصري ..
الزعيم الذي لم يكن يعرف سوى المواطن المصري لا يعرف العنصرية والتفرقة الدينية ..
لا يعرف مصالح ذاتية أو شخصية أو فئوية .. لا يعرف سوى مصر وشعبها ..
الذي حافظ على وحدة مصر ومستقبلها
لم يزرع التفرقة أوبث يوماً الفتن أو أقحم الدين في السياسة أو قام بالمتاجرة بالدين كانت مصر في عهده لكل مصري والدين بين القلوب و خالقها ...
كان رجلاً إذا ما وعد أوفى ..
كان مصرياً حتى النخاع .. رفع راية مصر بين الأمم ...
إحترمه حتى أعداؤه ..
أنها شيم الأبطال لذلك سيظل جمال عبد الناصر في قلوب كل المصريين .

الصليب

 
الصليب مفتاح الحياة وبه تم الفداء ..
الصليب كان إعلان الحب الأعظم من الله للإنسان
على الصليب قدم الله لنا ذاته ذبيحة حب ومحى عنا خطية آدم الجدية الموروثة

بالصليب فتح لنا باب الفردوس ومحيت بدم مخلصنا الصالح ذنوبنا وآثامنا
بالصليب تصالحت السماء والأرض ..
...
الهالكين يستهزئون و يعتبرون الصليب عاراً وهم لا يعلمون أنهم لن يروا نوراً ولن يخلصوا بدون دم المسيح إلهنا المسفوك على الصليب ..
الصليب هو فخرنا وهو نصرتنا ورجاء الأبدية ..

بالصليب تقهر الشياطين وترتعب ..
بالصليب نختبر الألم فنتضع ونتوب ونمشي على درب المخلص مع فادينا على طريق الجلجثة فنرى مجد المسيح ..
بدون الصليب لا قيامة ..
صليب السيد يسبق قيامته ..
لم يستطع القديس قسطنطين البار أن يغلب إلا حين رأى فى السماء الصليب الممجد وجاءه صوت من السماء يقول له بهذا تغلب ..
بالصليب تذوقنا أعظم حب ودخلنا إلى أعظم تضحية وفتح لنا الله أحضانه ليقبل كل من يؤمن به ويمنحه الخلاص والحياة الأبدية فى مجد لا يمكن للكلمات أن تصفه وفرح لا ينطق به ومجيد ..
ـــــــــــــــــــــــــــ
شيرين شوقي
 

السبت، 22 سبتمبر 2012

ملك اللي فداني




ملك اللي فداني


ملك اللي فداني

ــــــــــــــــــــــــــــــ

انا ملكه وحده عبده وابنه موش لحد تاني

عمري وحبي وقلبي ملك شخصي للفداني ..

 

كنت أعمى و تايه كنت في ضلمة عالم تاني

دق بابي ليلة شتا سمعت صوته حبه دفاني ..

 

غريبة يارب اقولك ايه انا كنت بعيد وحداني

عايش يومي غرقان في نومي و أحلام و أماني ..

 

وسط اصحابي والضحك عالي وتلاهي وخداني

سهرة هنا حفلة هنا عايش لنفسي مغرور وأناني ..

 

بضحك بره بس  جوه ميت في كفن أحزاني

وأدور على شيء ضايع اتاري نفسي نقاصناي ..

 

 جوايا مقسوم نصين كل واحد خجلان من التاني

حرب ودايره بيني وبينها نفسي كانت زمان عنواني ..

 

تاهت مني وسط الزحمة وسنين طويلة مغرباني

لحد ما كانت ليلة بصيت لقيت عينيه شايفاني ..

 

حضنه يا ناس كان مفتوح حبه يا ناس نجاني

قلت يارب تجيني ازاي وانا عاصي و خاطي وزاني ..

 

قلبي الحجر ينفع يدق وهتسمع تانى وداني

دا انا في الشر عشت وطريق النعمة رماني ..

 

كانت عينيه مليانه حنان ونظرة حب أب حقاني

قالي انا جاي اتعشى معاك افتح بابك تلقاني ..

 

دموعي انفجرت صرخَت يارب سامحني انا جاني

قالي بدمي فديتك غطيتك سترتك بجناحي بأماني ..

 

 

هشفيك وأرويك وأرجع روحك فيك وتعيش علشاني

قلت ها اعيش وغيرك ماليش ملك شخصي للفداني ..

****

شيرين شوقي

20/7/2012

همسات دافئة

همسات دافئة

أراحت رأسها على كتفي ..
تدثرت في معطفي
راحت عيناها تحاصرني ..
اغرورقت مقلتاها في صمت
تصرخ بما هو أعلى من الصوت  ..
صارت أجفانها كشواطئ بركانية
ورموشها كسفن شراعية
تبحر حتى العمق في بحري ...
أزاحت ستائر الليل الكثيف عن قلقها ..
تقول آه يا ويحي ..
لو أعرفها ..
في أدغال حضني كانت أنفاسها حائرة
وأمطار من الظنون تتساقط ...
قالت عيناها المتهدجة ..
ماذا دهاك .. ؟
كيف تكون لي وهي تنتظر هناك .. ؟
من تكون هذه الحيَة .. ؟
  ما اسمها .. ما لون شعرها .. قوامها ..
هل روحها كروحي .. ؟
شقراء أم سمراء .. جميلة ...
ماذا هناك ..؟
أينما كانت .. مهما صارت ..
 لن تحبك أكثر مني ..
آه يقتلني السؤال
عيناك مالها تهرب متخفية ..
أهي ماضٍ تحن إليه ..
أم حاضر يصارعني .. ؟
هل تعشقك .. هل تميل إليها
هل تتمناك .. ؟
انزلقت أصابعي على وجنتاها
وراحت تقرأ شفتاها ..
في رفق ...
في تأني ...
ضممتها إلى صدري ..
صارحتها ..
أتغارين من جثة ترقد ثري الخيال .. !
وهم طائر .. سراب وضباب ...
غيركِ محال ....
أنتِ هنا في عروقي في دمي
يمزقني صمتكِ هذا ..
ألا تتكلمين ... ؟
قولي ما تشائين ولن أغضب ..
أفعلي ما تريدين فأنا أقبل
أترين المحيط كم يتسع  ...
أنا عنه أرحَب ..   
لكن لا تصمتين ...
قالت أغار على حبي
أجبني أنت ..
كيف علمت بما في خاطري
كيف عرفت .. ؟
رغم أقفالي الموصدة على فمي ..
أخذت من لساني الكتب ..
كيف قرأت . ؟!
 
 
طالعتني عيناها كفجر أشهب
يتبسم فوق الشمس ..
أجبتها ..
كيف تخفي الروح عن روحها .. ؟!
كيف يخامركِ الشك في حبي
وكيف لا أعلم زفرة عشقكِ وأنين الهمس .. ؟!
***
شيرين شوقي
1/7/2012
 

حب لاتدركه المعاني





لا أعرف لماذا أحبكٍ ؟! ..

ولا أعلم حتى الآن ..

إلى متى سأظل سابحاً

في حدود قلبكٍ الواسع كالكون المترامي ؟!

بغتةً أجدكٍ على فمي ولساني ..

وبغتةً أجدكٍ أميرة أحلامي

تارة تجلسين بين أفكاري ..

وأخرى توصدين قلبي عما سواكٍ ..

أفتح عيناي وقتما أريد البصر

فلا أجد سوى عيناكٍ ..

أيتها الشهية كالأماني ..

الحلوة كالحياة

الراقصة فوق الورود ...

أحبكٍ ...

ولكني في هواكٍ أعاني

 

فحبي لكٍ لا تدركه البحور والقوافي

تعجز عنه الكلمات والمعاني ..

ــــــــــــــــــــــــ

شيرين شوقي

16/5/2012

 

 

جندي مصري


جندي مصري ...
على أرضكِ يا بلدي
شهيد ..
واحد لفرحه كان مستني
...

والتاني مشتاق على يوم العيد ..
شبابنا الغالي
رملكِ وترابكِ وحدودكِ
بالدم يحمي ..
نسر ووحش بطل جسور
كتبوا على أرواحهم إسمكِ
على طاقة بكره وشعاع النور ....
ورصاص الغدر طل بالموت يجري ...
قتلوكي يا مصر في جنودك ..
قتلوكي الخونة في أولادك ..
على دم ولدي ..
على فجري و علمي ..
على مستقبل مصر متفقين
أتستروا تحت اسم الدين ...
مدوا إيديهم وخانوكي يا بلدي المجرمين ...
بس وحياة شمسكِ
وحياة مجدكِ ...
وحياة نيلكِ ..
وحياة دمعة كل أم شهيد ..
وجرس كل كنيسة وتكبير الجوامع ....
وإن طال الزمن أو قصر حقك راجع ....
ملايين طالعين ..
حقك يا بطل دين على رقاب المصريين ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شيرين شوقي
2/8/2012

الخميس، 20 سبتمبر 2012

الشعوب المتعصبة

الشعوب المتعصبة
 
الشعوب المتعصبة لا تستحق الحرية والعيش بكرامة ولا تستحق دولة متحضرة عصرية ...
فهم جل ما يحلمون به كهف مظلم يغرق في الجهل و الرعب والتخلف وكتم الحريات وإذلال الأخر .. والإستعلاء .. والعنصرية ...
فأمثال هؤلاء دعهم يجوعون .. يتعرون .. يقتلون ... ويسحقون تحت أحذية الطغاة ... وأعطهم في مقابل ذلك جرعات الإدمان المتمثل في الهوس الديني ولإنتقام من كل من يخالفهم ...
هنا فقط يشعرون بالسعادة وهم يتجرعون الذل تحت أحذية أسيادهم .
دعهم يضحكون كثيراً ويتصايحون ويرتفعون أكثر فأكثر حتى ينتفخون فتعمي عيونهم عن الكون كله فهو في نظرهم نقطة صغيرة في كتابهم
فهم يتوهمون أنهم أسياد العالم ... أساتذة البشر ...
يرتفعون حتى عنان السماء وعندئذ سيحترقون تحت شمس الحقيقة ...
لايهمنا يا سادة من يضحك كثيراً إنما من يضحك أخيراً ..
غداً حين تختفي وتتلاشى صيحات النصر والحلوى المتطايرة هنا وهناك وتنتفخ البطون من كثرة الغرور والخيلاء والنشوى الزائفة ..
حين يفركون عيونهم بعد هذا السبات الطويل وأهرامات الحلم الخالد والجنة الموعودة ولون الحياة الوردي ...
حينئذ ستبكي عيونهم وتصرخ ألسنتهم .. يستغيثون .. يطلبون النجدة من الحلم الغريق والإسعاف من هول الحريق ولا يجدون سوى السيوف تجتر أعناقهم وهم من لمعوها سابقاً !!!!
ـــــــــــــــــــــ
شيرين شوقي
24/6/2012

الاثنين، 17 سبتمبر 2012

خمس خبزات ولكن ..





لا تقل ماهذا لكل هؤلاء ..
وماذا تفعل جيوبي الخاوية إلا من قروش قليلة ..
لا تتحسر وتقول آه لو كنت أملك .. لو كنت ذا غنى ومال ..

لكن ضع قروشك القليلة بين يدي رب المجد يسوع وقل له :
يا سيدي وربي وإلهي وأبي ..
هذا كل ما أملك .. خمس خبزات وسمكتين ..
أضعهم بين يديك وباركها يا مخلصي ..
لتصبح خيرات متكاثرة تفيض و أرفع منها
إثنى عشر قفة مملوءة ..
لا يهمني كم أملك ولكن أن ما أملكه هو من خيرك وعطاياك وحنانك
وأنا لن أنظر بعين العالم وأقول ما هذا أمام الناس
لكن ما أعظم هذا بين يديك يا إلهي ..

ــــــــــــــــــــــ
شيرين شوقي
18/9/2012

الأربعاء، 12 سبتمبر 2012

لمحات من سيرة بارة معاصرة



لمحات من سيرة بارة معاصرة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

السلام لك يا أمي في أحضان حبيبي وملكي وإلهي يسوع المسيح

هذه النفس البارة التى قاربت كثيراً في مسيرة حياتها القديس أردينا (( أم عبد السيد )) ..

لا يمكن وصف إشتياقي لك فهو قد غلب الأدب والشعر واللغة عندي ...

لكن نتعزى بسيرتك الطاهرة المختفية التي تشهد للرب يسوع

كما تشهد آلاف السير غير المعروفة لقلوب أحبت المسيح ومضت في هدوء ..

وأختار بعض المحطات لنرتشف من نهر النعمة ونتعزى في المسيح إلهنا..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

لن أسرد سيرة هذه البارة بشكل كامل الأن ولكن فقط بعض الومضات منها لتكون تعزية وبركة لكل نفس لا سيما وأنها كانت مختفية وتمثل المسيحي الذي يعيش فى العالم بكل متاعبه ومعوقاته وهمومه ولكن إستطاع أن يغلب ويكون مع المسيح . ..

حياة إيمانية ولمسات إلهية :

_ في طفولتها وكانت فى سن التاسعة كانت قد أصيبت بحمى شديدة وكان وقتها تظهر العذراء مريم في الزيتون (( وهى شفيعتها الحميمة وحتى آخر لحظة كانت تقول أنا بنت العدرا )) فعاتبت أم النور ببراءة الطفولة وقالت لها (( بقى يا عدرا يعنى إتحرمت أنى أشوفك عشان انتى فى مصر كمان تسبيني وانا عيانة )) .. وكانت وحدها فى المنزل وقت العصر .. فكان أن ظهرت لها أم النور بنفس هيئة ظهورها بالزيتون وقالت لها ( متاخفيش يا صباح هاتى راسك ) وراحت صلت لها فشفيت فى الحال وكأن شيئاً لم يكن .

_ كانت تحكى لى كثيراً عن رؤيتها لأم المخلص وهي شفيعتي أنا وأخوتي جميعاً وكانت تكلمها ..

_ وفى صيف عام 1997 كنت في غرفتي وجاءت بإبتسامتها الحنونة والمملوءة بسلام المسيح حتى في أصعب الظروف وجلست إلى جواري وقالت لي (( ربنا يا حبيبي يجعل يومي قبل يومك فقلت لها باسماً (( لا يستي بعد الشر أنا هسبقك )) وكنت أداعبها فلاحظت عليها الغضب وقالت (( ليه يا ولدي كدا عملتلك ايه أنت ما تعرفش غلاوة الضنا )) فقلت لها ربنا يحافظ عليكي ويخليكي لنا .. فجأة قالت لي ((( عارف أنا هأموت وأنا وسطكم ولا حدش فيكم هيقدر يعملي حاجة ))) فغضبت وزعلت منها وقلت ليه كدا بتزعليني ربنا ما يسمحش فقالت بثقة عجيبة لم أفهمها في حينها

(( أنا قولتلك وهتشوف كلامي هيحصل ولا لأ )))!

وللأمانة أن هذا الذي أذكره اليوم هناك الكثير منه لا يعرفه حتى إخوتى وأبي ولا أحد غيري ولم أتخيل أنها كانت تتحدث عن يوم سفرها للسماء في

2/9/2011 .

_ في شتاء العام 1999 كنت نائم في غرفتي وهى بعيد باقي المنزل نوعاً ما وهى كانت نائمة في أخر غرفة بعيد عند الصالة وكنت قد نسيت ليلتها شمعه كنت أضعها أمام صورة لأم النور وكانت مشتعلة وى لمح البصر إشتعلت النار فى الغرفة وأنا لم أشعر بشيء مما حولي وأنا نائم وسط ألسنة اللهب ولا يوجد صوت والأسرة تغط في نوم عميق وطبعاً النوافذ والأبواب مغلقة وفجأة إستيقظت على صوتها وهي تصرخ عن باب الغرفة وأنا وسط النار وتسكب ماء وتطمئني وتقول ( ماتخافش المسيح يحفظك )

وفعلا الرب أعاني سلام عجيب ولا أعلم كيف خرجت من وسط النار وشاركتها إطفاء النار وبعدها إستيقظ إخوتي وأخمدوا ما تبقى من ألسنة اللهب .. وبعد أن هدأ الجميع قلت لأمي (( إنتي أيه عرفك باللي حصل دا أنا وسطها وما حسيتش بيها إيه كنتي رايحة تشربي يا ماما ولا ايه ))

فإبتسمت فى سلام وقالت :(( أم النور جاتني وصحتني ولقيت نفسي جاية على أودتك )) .

_ وفى نفس العام فى الصيف تقريباً فترة الخماسين المقدسة بدأت ببركة صلواتها ومحبتها لأم النور يخرج بخور من صورة أم المخلص بمنزلنا وكانت هي من أعمتنا بذلك وكلنا أخذنا برك أم المخلص العذراء مريم .

_ وبعد سفرى للكويت كانت قد حدثت مشكلة معي بالعام 2006 وكانت صعبة جداً ولم أقل لأحد بالبيت حتى لا ينزعجوا وفي لحظة كنت أصلي فيها من الله التدخل واطلب شفاعة العذراء أمي وشفيعتي فوجئت بأمي تتصل بي وتقولي (( أنا كنت قلقانة عليك جداً بس المشكلة اللي عندك هتتحل )) فضحكت وقولتلها ما فيش مشاكل ولا حاجه قالت لي ((مهما خبيت أنا هعرف دا قلب الأم يا حبيبي وأنا كنت بصلي عشانك وما كنتش أعرف ايه المشكلة وبكيت وبدها لقيت نفسي ارتحت وسعيدة وبصيت لصورة رب المجد يسوع وهو حامل الكتاب المقدس اللي عندنا في الصالة وطلع منها نور شديد جداً وعرفت دلوقت إن المشكلة هتتحل )) !

_ طوال فترة حياتها كانت فى حرب دائمة مع عدو الخير وكانت تتسلح بالصليب الذي لا يفارقها والصلاة التى لم تنقطع عتها يوماً كذلك حبها الشديد لسماع العظات ولا سيما البابا شنودة والأكثر من هذا سماع الكتاب المقدس لأن نظرها كان ضعيف كما كانت قد طلبت فى عام 1992 من خالي بإلحاح أن يشترى لها إجبية ذات خط كبير حتى تستطيع الصلاة وقد أعطاها واحده من هذا النوع ورأيت فرحتها بها وكأن أحداً أهداها سلسة ذهب ولن أنسى أبداً ما كانت تفعله..

حيث كنا نجتمع ونضحك ونتسامر وهى معنا وما هى لحظات حتى تتسلل دون أن نشعر ببساطتها المعهودة وتأخذ نفسها فى مكان بعيد لتغطي رأسها بإيشارب وتصلي فى بساطة عجيبة وكنت كثيراً ما أتسلل وراءها دون أن تشعر بي فأراها تطلب من الله كل ما هو روحي وعجيب وتطلب من الله عنا جميعاً وباقى الصلاة عبارة عن شكر عجيب لكل أعمال الله ومراحمه وكثيراً ما كانت تبكي وتقول ( أنا يارب موش عاوزه مال وغنى أنا عاوزة تغفرلي خطاياي وتطلع لي أولادي نسل صالح يحبوك ويخدموك ) ..

كانت أوقات كثيرة تختلي فى غرفة خالية بالمنزل لترتل إما من الذاكرة فهى كانت تحفظ ترانيم منذ أيام مدارس الأحد ومنها من كتاب الترانيم الخاص بها .. كنت أرى التهلليل العجيب يظهر على ملامحها بتلقائية ..

والجدير بالذكر أنه عندما كنا نزور خالتي فى البلينا كانت تتركنا وتذهب إلى غرفة الصالون وتجلس في هدوء وذات مرة دخلت بالصدفة وكانت فى عالم آخر حتى انها لم تشعر بوجودي وكانت شاخصة إلى أعلى الحائط المثبت فيه صورة من الحجم الكبير لرب المجد يسوع جميلة جدأ وهو يحمل الكتاب المقدس بين يديه وقالت لي (( شايف قد أيه جميل المجد لإسمه الصورة ناطقة وكأنه بيكلمني نفسي أقعد قدامها على طول )) وقد علقنا صورة مماثلة لها بحجم أصغر فى الصالة بمنزلنا وكان لها قصة معها بعد سنين كما سنرى .

_ كانت تحب الصوم كثيراً وبشكل غريب فحين يأتى الرفاع تجدها متهللة وتقول كل سنة وانتم طيبين خلاص الصوم بكره موش هتصوم ))

وكانت فى بعض الأحيان لا يكون أحد صائم من بداية الصوم فكانت لاتهتم بنفسها ونجدها تأتي بشوية ملح وليمونة وشطة أو دقة أو شيء بسيط وتشكر الله فى فرح وبساطة قلب عجيبة .

حتى فى مرضها كانت تصوم وفى أسبوع الآلام كنا نجدها حزينة وكانت السماء ذات يوم ملبدة بالغيوم وكان يوافق الجمعة العظيمة فقالت لي :

(( شايف الدنيا حزينة والسماء حزينة على مخلصنا ))

_ أما فى عيد القيامة كانت تتابع بشغف ليلة العيد القداس الإلهى لعيد القيامة وتفرح بشكل سماوي فى بساطة .

ومن المواقف التى أتذكرها وقد إنطبعت فى وجداني كانت فى عيد القيامة عام 1998 وكنت للتو إنتهيت مع أحد الأصدقاء من عمل مثلث كبير بالزجاج والوان واللمبات الكهربائية وتتوسطها صورة كبيرة لقاية رب المجد وعندما إنتهت تثميلية القيامة التي كنا نتابعها على التلفزيون فأشعل اللمبات وكانت جميلة تعبر عن فرحة القيامة ففوجئت بأمي تزغرد للرب بفرح كبير جداً وأطفت علينا جميعاً نور وفرح قيامة المخلص .

_ حملت في طريق جلجثتها صلبان كثيرة قاسية لا يستطيع أحد تحملها إلا من صاحبته قوة رب المجد وكان حب المسيح يجري في دمه ولكن كان أقسى وأصعب صليب لها فى الستة أشهر الأخيرة وقبل أن أتحدث عنها أتذكر أحد فضائلها في محبتها العجيبة للكنيسة القبطية الأرثوذكسية المستقيمة الإيمان

_ كان فى عام 1989 قد جاء بعض الناس من أتباع الإيمان الغير المستقيم وكانوا يحاولون إكتساب البسطاء عن طريق جذب الناس عن طريق المشاعر الفياضة وإن كل المؤمنون واحد وإلى ذلك من الأمور العاطفية مخفين حقيقة عقيدتهم المنحرفة ..

وذات يوم جاءوا إلى بيتنها وكنت وأمى فقط بالمنزل وبيتنا ومنطقتنا كلها مسيحيون ..

فجيراننا إستاضفوا هؤلاء الناس ووزعوا عليهم كتيباتهم وأخذوا تبرعات من الناس

وجاء دورنا جارتنا وهى قريبتنا أيضاً ففتحت لهم وإستضافتهم خجلاً وإحراجاً..

وجاءوا إلينا وطرقوا الباب فخرجت لهم ورفضت دخولهم فقالوا لها إننا مسيحيون فقالت لهم (( لماذا لا تؤمنوا بشفاعة العدرا وليه ما عندكمش كهنة وتناول )) وقالت لهم فى الأخر :

( إن كنتم فعلاً صادقين وبتبشروا بالمسيح روحوا لمن لا يعرف المسيح وعمدوه)

_ كذلك أتذكر جيداً فى صباح يوم 5 يناير من عام 1985وكنت معها وجاءت قريبتها التى تسكن أمامنا وهى بمثابة خالتي وزفت لنا بشرى خروج القديس البابا شنودة الثالث التى كانت تحبه جداً من التحفظ وكنت واقفاً معها وما أن سمعت هذه البشرى وبعفوية شديدة جداً أطلقت أكبر وأجمل زغرودة لم أسمعها مثلها من قبل فى فرحة صادقة وإيمانية لأنها كانت دائماً تقول ربنا هينصر شعبه ..

_ وعن محبة العطاء وفعل الخير كانت عجيبة فبرغم ضيق يدها كانت لا يمكن أن ترد فقيراً يطرق باب البيت ولا تعطيه يوماً حتو ولو كان رغيف خبز وبعض من خيرات الله التى وهبها لنا ..

وطيلة عمري لن أنسى ذات يوم وقد جاءت مسرعة إلى غرفتى وعينيها تدمع وقلقت عليها وقلت لها مالك يا ماما خير قالت في رقة قلب أبناء

المسيح (( الست المسكينة جاءت وأنا ما عنديش حاجة أديها وأنا عمرى ما رديت حد غلبان أعمل إيه يارب ))

فطيبت خاطرها وما أعطانا رب المجد أعطيناه ولم أنسى هذا الدرس أبداً وحتى إخوتى سيقرءون هذا لأول مرة .

_ وبدأت الجلجثة التي سبقت مجد القيامة وفرح الأبدية :

بدأت آلام المرض تتكاثف وأصيبت بعدة أمراض كلها ضد بعضها ومنها السكر والروماتيزم وفيرس سي والكبد وغيره ..

كانت تتحمل آلاماً شديدة جداً لا يستطيع العمالقة إحتمالها ولم أجد على لسانها سوى (( أشكرك يارب أشكرك يا سيدي كل اللي تجيبه كويس ))

_ تحملت ما لا طاقة لأي إنسان به من معايرات بعض الناس الذين قلوبهم بعيدة عن المسيح ومن غرقوا فى هذا العالم وكثيراً كنت أقارب صورتها مع بعض ملامح القديس أيوب العظيم فى صبره وتمسكه بالرب إلى أبعد الحدود .

_ وفى هذه الأثناء كان بعض الناس من الأبرار المختفين بعيداً عن تعظم العالم ممن تعرفهم قد رأوا روحها تنطلق للسماء فى مجد أولاد المسيح تحيطها الملائكة والتراتيل والأفراح وهذا قبل سفرها للسماء بشهر أو أقل أي في أغسطس 2011 .

وقبل ذلك في عام 2007 قالت لها أحدى بنات المسيح أمامي (( ربنا طلبك أكتر من مرة وأنتى تطلبي عشان ولادك وهو بيمد فى عمرك ))

_ وبدأ عدو الخير ينزعج من عدم تذمرها وشكرها وتمسكها بالمسيح إلهها فأخذ فى الشهور الأخيرة وعلى الأخص يوليو وأغسطس 2011 يظهر لها بشكله المخيف المرعب بل ويكلمها ويخيفها ليزعزع إيمانها وكان يقول لها : أنا اللى هاخد روحك موش المسيح بتاعك) فكانت ترشم عليه الصليب وكانت تعاني عذاب فظيع لا يمكن وصفه فقد كان يوقظها حتى لا تنام ولا

يكتفي فكان يضربها على موضع آلامها فى البطن وأكثر من مرة أوقعها على الأرض.

_ لكن فى المقابل كان رب المجد معها بإستمرار بشكل مذهل وقال لها بنفسه وقد سمعت صوته يقول لها (( أنا معاكى لا تخافي أنا اللي هاخدك لا تخافي ))

وفى هذه الفترة العصيبة وهلا تكاد تتحرك او ترفع يديها وقد أصبحت جلد على عظم كما يقال بالعامية ..

_ ظهر لها القديس العظيم أبونا عبد المسيح المقاري وكانت قد طلبت منه معجزة شفاء لا من أجل نفسها بل من أجل أن تفرح بإبنتها الصغرى فظهر لها وقال وهو يبتسم(( يا ستي أنا موش صاحب المعجزة صدقيني ))

_ البارة تعلم يوم سفرها للسماء :

بدأت فى الأسبوعين الأخيرين توصينا بوصايا بالحب والتمسك بربنا وهى حريصة على عدم إخبارنا بشيء .

_ فى إحدى المرات قالت لأختى الصغرى التى لازمتها وخدمتها وشاهدة على مجد الله فى حياة البارة صباح .. (( معلهش يا بنتي إتحمليني اليومين دول بس ما فيش غيرهم ))طبعاً لم نتخيل أنهم يومين بالتحديد ولكن فكرنا أنه من قبل المعنى المجازي فقط .. لكن كان بالفعل يومين وبعدها سافرت للسماء .

_ كان إبن عمي وهو إبن خالتي إيضاً وهو أبونا ميخائيل الأنطوني بدير الأنبا أنطونيوس فى زيارة للبلينا وطلبت البارة أبونا خصيصاً دون غيره وقالت له أنا أريدك فى شيء هام فكان فى البيت فى الحال ولم يكن أحد بالغرفة وقالت له ((( أنا هسافر على السماء فى 2 /9 اللى جاي ))) .

وعقب سفرها للسماء إتصل أبونا ميخائيل للتعزية وقال لي ( إفرح لها هى فى الملكوت وقالت لي على موعد سفرها للسماء وطلبت أن لا أقول لأحد عشان خافت عليكم ) .

وكانت مستمرة فى التناول وقد خدمها عدد كبير من الأباء عوضهم الرب عنا عوض الفانيات بالباقيات .

_ كانت تودعنا بدون أن نفهم ..

فمثلاً كانت تحضننا بشدة وتقول لكل من تراه سامحنى

وقالت لى فى شهر يوليو عقب عودتى للإطمئنان عليها ( انا طلبت من ربنا وإستجاب لى أني أشوفك قبل ما أموت ) وكنت أطيب خاطرها ولم أكن أعلم كل هذا عنها .

_ رؤيا الملكوت :

أخر رؤيا كانت قد رأتها قبل السفر للسما بأيام قليلة ..

رأت السيد المسيح رب المجد بنفسه وقد جاءها ومعه البابا القديس العظيم البابا شنودة وكان يبتسم ويقول لها (( إحنا جايين ناخدك وهنشفيكي من أوجاعك )) وقد كان .

_ وكانت فى الأيام الأخيرة تقول لى ( أنا رايحة موش راجعة يا ولدي )

_ عن ناحتها كانت فى الساعة 4 عصراً يوم 2/9/2011 كانت تأكل وبشكل عادى ونحن نحوطها جميعاً وكان ما قالت عنه سابقاً وتحقق بالحرف ..

وكان تقويم المحبة يوم النياحة يكتب آية اليوم (( لأن نهاية كل شيء قد إقتربت )) !

_ ظهرت للكثيرين تخبرهم بأنها مسافرة للسماء وجاءوا للجنازة وهم غير مصدقين!

_ ونختتم هذه السطور مع البارة القديسة صباح أمي الغالية وشهادة أب إعترافها لها فى يوم جنازتها (( أنا لم أرى في حياتي مثل المتنقلة البارة لم أرى شخص نصف إعترافه شكر وحمد لربنا ولا يوجد أدنى تذمر )).

وبعد أن جاء الأباء الأجلاء وصلوا لنا صلاة تعزية أهل المنتقل إنسكب سلام عجيب علينا جميعاً وبدأت تظهر لأبنائها .

_ من أقوالها المأثورة :

(( الصلاة نقلت الجبال قوم صلي وشوف ربنا هيعمل إيه)) ..

(( نشكروه احنا لينا غيره لو طلناه نحبوه ))

(( طول ما إنت بتشك مش هتشوف حاجه من ربنا ))

وعن الصوم (( اكل الصوم أحلى منه مافيش دى البطن ذى القبر إرمي فيها موش هتشبع ))

بركة صلاتها تكون معنا آمين

ـــــــــــــــــــــــــــ

_ يصعب علي أن أسرد أكثر من ذلك فما في قلوبنا لا يكفيه صفحات كتاب .. لكنها سطور تثبت أن العالم لا يمنعنا عن طريق الملكوت .. العالم لا يمكنه أن يفصلنا عن المسيح أبداً .

إني لأضع هذه الزهور تحت أقدامك يا أمي يا من علمتني وإخوتي كيف نحب ولا نكره . كيف نعطي ولا نأخذ ..

كيف أن وطننا هو المسيح وليس العالم ... إن الثروة العظمى التي يمنحها المؤمن لأبنائه هى الإيمان والمحبة والشكر والطاعة غير ناظرين إلى العالم الفاني وتعظم المعيشة .. لكن إلى ما هو فوق فى ملكوت الحب .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

إبنك المشتاق لصلاتك أمام عرش النعمة

شيرين شوقي