على عتبات الرحيل
لهيب الشمع يذوب ..
عندما تموت الشمس في طيات الظلام ..
وتبتلعها صفحات المياه
وقت الغروب ..
نسير بلا وعي على شاطئ الحياة
نجد الطريق يمتد ...
بلا لوحات إرشادية
نتخبط نطرق الدروب ..
يناضلنا اليأس والقنوت ...
***
حقيبة سفر تعد ..
تحمل لون نبض
ووجهة ضبابية ..
تظلم الدنيا وتتفتح عيون الزمن
يكتنفها الغموض ..
يعج الكون في حزن وحروف الكلام تتكسر
على حواف الشفاة ..
لكن شيئاً ما بالصدر يرفض أن يموت ...
***
تصارعنا الدمعة في الأحداق ..
تجري الساعة في سباق
تبغي الوصول تبغي اللحاق
بصالة المغادرة ...
دفء المشاعر وبرود الجمود ..
صور وتذكارات..
لوحات من العمر الجميل
تعتصر الذاكرة
المنحورة على وجع الغربة ...
حروف متناثرة ..
لا تقوى على النهوض ..
عمرنا .. حلمنا .. كيف يعبر
كيف يفوت ... ؟!
***
يعترينا الحزن حتى أوقات الفرح .. !
نذرف الدمع في عرس السعادة .. !
هل سكن الحزن موانينا ؟!
تدمينا .. ترمينا
تحطم ما اندمل .. ما تماثل للشفاء ..
اللبنة اللينة
للعشق الذي إنذبح ...
تدمينا ...
تفجر وجع الحنين فينا ..
عواطفنا عند الرحيل ....
عندما يغادرنا الهوى والحلم ..
ويخلو الصباح من صياح الديوك
وشقشقة العصافير وصفحات النيل ..
من الشوارع والمزارع والبيوت ..
***
عند إطلالة الغربة تعترينا ..
هواجس الشجن النبيل ..
تحتشد جميعها في قلوبنا .. في مآقينا ..
وقت الفراق ...
حين يهجرنا ...
حين يغدرنا ....
من سكن فينا ..
ويترك فى القلب شذرات
شظايا ..
يعجز عن شفائها الزمن ....
فتحفر فى الجنبات
كهرماناً أصفر ...
ندبات ...
حبات من الياقوت ....
***
الكثير والكثير ...
سرقه قطار العبير
كم تبقى .. ؟
من الوقت من الحب ..
من العواصف والرياح والأعاصير .. ؟!
من الضحك والبكاء ..
من الصيف والشتاء ..
من الرعود والزمهرير .. ؟!
حتى الأيام ..
تتساقط من أغصان التقاويم ذابلة ..
و لم يعد لدينا شهور وأسابيع
آحاد أو سبوت ...
***
عند مفترق الطرق ..
ننظر للسماء وقت الشدة
ننشد الرحمة ...
وقت نزع الجذور من رحم التربة ...
قبل مغادرة الرصيف الأخير
تصلنا الضمانة ..
ليس للدجى خلود
للشمس زمان شروق
ووليد الفجر قادم بالورود ..
يوماً ما سنرى أشعة الأمل
فوق خيوط الحرير ...
ويعود للقلب نبضه بعد برية السكوت ...
شيرين شوقي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق