الأحد، 14 يونيو 2009

سيدة الملامح الحزينة .. !






سيدة الملامح الحزينة ..


رأيت قبلاً سيدتي أبرع اللوحات ...
وكيف سجنوا السعادة إصطادوا أروع اللحظات


فى لقطة .. ولوحة .. تباهى بها الروّاد ..
رأيت إبتسامة الموناليزا الغامضة ..
ومفاخر الفن الإنساني وعفوية الأفكار ...
سمعت عن أماكن الجمال


وعجائب الحضارات ...


حدائق بابل المعلقة .. عن الأهرام ..
وعن فراديس الجنات ..
أما عنكِ لم أسمع فى كتب الحكايات ..
لم أشاهدكِ ..
لم يحدث بيننا شرار الإحتكاك ..



أيتها الغريبة ..
فاجأتني عيناكِ بشلالات البكاء
فأنكسرت فى عقلي الخاطرة ...
لم تخامرني منذ سنوات هَزة ريح ..
شيئاً لم يشعرني بالحِراك
حتى كنت وأنتِ فى محطة اللقاء


قابلتكِ عند المياه النافرة ..



سيدة الملامح الحزينة ..
لم أرى دموعاً من الكريستال ..


إلا على وجنتيكِ البلورية الصافية
حزنك سيدتي غير مألوف وغير مقصود ..
كالحظ المفقود ..
وحافظة النقود
التى لا نعرف ما بداخلها ..
كطفل قد لا يأتي ..
وقد يفاجئ الوجود ..



سيدة الملامح الحزينة ..
أنفاسكِ جرحت قلب الورود
زفراتكِ من العالم الآخر طائرة ..
لعنوان غير موجود ..
كالنسر الجريح
وحماماً مقصوف الريش ..



سيدة الملامح الحزينة ..
ماذا تروي عيناكِ الساكنة ...
كتمثال مذبوح ..
وكاتب محتضر لا يعرف إن كان قد مات
أم مازال يعيش ...
!



سيدة الملامح الحزينة ..
بهرتني تلك اللوحة الشجينة
تلك المقطوعة من الفسيفساء ..
التى إستشهدت فى بلاطكِ
تناثرت على خديكِ تشاطره العزاء ..
هل أنتِ من الإنس .. أم من الملائكة .. ؟!
سيدتي .. هل أنتِ هنا .. أم هناك .. ؟!



سيدة الملامح الحزينة ..


الذي يحيرني بشدة .. ماذا دعاني إليكِ .. ؟


هل هي باقات النجف النوارنية التى تسبح فى جبينكِ


أم ملفوف الغموض الأثري الدفين فى قلبكِ ...


ولكني لست عالم آثارٍ ولا أنطق لغة الأغريق ..



سيدة الملامح الحزينة ...


آه لو كنت دمعة تتطوق رمشكِ ..


وشلحة نور تسترق من ثغركِ الأضواء


لن أطلب النجدة لو كنت فيكِ غريق ...


فضولي هو قلبي ضعيفاً أمام جبروت البكاء ... !


لو تدرين ماذا تفعل بي الدمعات هذا المساء ...!


تأخذني كرجال المخابرات عنوة .. !


قبل أن أستبين طريقي وأعرف المصير ..


أسير .. فقط أسير .. نحو عينيكِ ..



نعم أنا أصبحت أسير ..



سيدة الملامح الحزينة ...


من تبكي .. ؟!


فبكاؤكِ ساحر .. دمعكِ ساحر .. صمتكِ ساحر ..


رغم أنه يؤلمني ..


من تبكي .. ؟!


الأيام .. أم حبيب غادر ..


أم آمالاً تكسرت فى مهب الأنواء ... ؟!



سيدة الملامح الحزينة ..


أقدم لكِ سلسة من أدمعي تقلديها كالرحيق ..


أسكبيني فى قلبكِ إن شب فيه نار الحريق .. !


أجعليني ذلك الوشم وتلك التعويذة ..


على شفتيكِ تبتهل لأجلكِ بالدعاء ..



سيدة الملامح الحزينة ..


كفي بحق اللحظة التى جمعتنا


بحق الحياة التى دارت على معصمكِ


كفي عن سيول البكاء ..


وحادثيني ..





بالله سيدتي أستحلف فيكِ الوفاء ..


أن تخبريني ..


بكل جبال الأمانة التى تمتليكها


وطيور السماء ..


من أين لكِ هذه القوة الخارقة ..


بالله أخبريني ..


كيف دمجتِ كل هذا الضعف فى شموخ الكبرياء .. ؟!



شيرين شوقي


15/6/2009






الخميس، 11 يونيو 2009

لن تغلبيني



لن تغلبيني

لا تشمتي لا .. أيتها الشرسة ..
ياعدوتي لسوف أراكِ مذلولة ..

قتالةً أنتِ .. أدري أنكِ شبقة ..
إنما إلهي واهب المعونة ..

تلقي بضحاياكِ كرمالٍ منطرحة ..
لن أنهزم فلا تشمتي يا ملعونة ..

لن تغلبيني .. لن تطرحيني .. فأفنى ..
هوذا الرب حصني الدرع والمؤونة ..

بدهاكِ تخدعي محبيكِ بالرغبة ..
وفوق الوهم تشهرين أنيابك المسنونة ..

تهلكين على كل حالٍ بحرقة ..
تقبضين المخالب بلهفة مجنونة ..

ما أنا بشيئٍ إرادتي رخوة ..
ومخدعي يئن من أدمعي المغلوبة ..

أنا صارخ لمخلصي أستنجده الرحمة ..
يحارب الرحيم عني بأبوته الحنونة ..

بإلهي أنا أتسور بحصن قلعة ..
بإسمه أحتمي من نيرانكِ المحمومة ..

آه ياربي متى .. تفتح حضنك الأسمى .. ؟
يا ساتر النفس فى الدينونة ..

متى ألتقيك لتمسح من عيني الدمعة ..
وتفتح أبواب النعمة المسكوبة .. ؟

شيرين شوقى