الخميس، 13 مايو 2010

لحظات إنتظار



لحظات إنتظار



طلت من بيتها المشرف على البحر


من شرفتها الضيقة ..


يداعب الريح ستائرها تَرف مهتزة ..


كان هنا منذ فترة ....


يضخ الحياة بأوردتها


وأركان بيتها البسيط ..


ظلت تغالب دمعتها


التي منذ أن غاب عنها


محتجزة ..


***


تتطلع إلى الأمام ...


حيث الشاطئ الطويل


الضيق كالشريط ...


تناجي الشمس وأشعتها


وموجات المياه المنتحرة


تفتش عن غائب ....


تتوسل إلى السنا أن يتوقف عن الرحيل ..


تبحث عن نبض ضائع ...


بين لوعة الفراق ولهب الحرمان شريد لقيط ..



تتصارع ومواقيت البندول والعقارب


وعرائس الهواء المنطلقة ..


ترهف السمع ..


تصغي ..


تسأل ...


عسى من له القدرة


أن يميط ..


لثام الغموض ..


***


فتسأل الساحل


وآثار الأقدام المبتلة ..


تجرى ..


بكل قدرتها


ترسل عيناها ..


التى تجمدت من الإنتظار


تجرى ..


حتى يلتوي الكاحل ..



***



بعده عنها


يحرق صبرها ..


غضبها يستشيط ..


بينما دوران الساعة نشيط ...


نسمات المساء ..


ترتدي حُلتها الثلجية تزداد برودة ...


صمت يلف المكان ..


تقف وحيدة ...


***


ترهف السمع ...


ها وقع خفيف ..


صوت حفيف ..


قادم ..


إنه هو ...


وقع خطواته ...


تحفظها ترتب عليها نبضها ....


لهفها وعشقها وغضبها


يثور الكل خليط ...



***




إلتقيا ... تواجه النصفين ..


إكتملا ..


تعانقا ..


ألقمته شفتاها ..


إرتمت في أحضانه مرتعشة ..


تخطفها إليه النشوى واللهفة ..


***


يرنو إليها وبريق الشوق في أحداقه ..


يلفها في معطفه السميك ....


يطبعها على أوراق قلبه


الناصعة البيضاء ..


في حنو ..


يأخذها من الأرض إلى أعلى ..


يسافر بها ..


إلى موطنهما وسط الأقمار الوردية


وذراعاها تتشبث به وتحيط ..



***



تستحلفه بها ...


تكتف نبله بحبال حبها


ألا يفترقا تطلب العهد والوعد


في تشدد ...


يرحل بأنامله داخل غابات شعرها اللامع ..


يتسور وجناتها ...


ينطق القسم بلا تردد ...


أن تسكنه للأبد


ولن يفترقا ...


مشهداً عليه قمر الليل وعيون المحيط ....




***


شيرين شوقى


11/5/2010

هناك تعليق واحد:

حنان يقول...

جميلة جدا استاذ شرين