الثلاثاء، 12 مايو 2009

حلت اليوم ذكراها ... !


حَلّت اليوم ذكراها ...

بينما أستظل ببعض أفنان الأشجار ..
فتحتُ دفتر العصر الصيفي الحار
فطرح ثوباً مزيفاً كقناعها المستتر ...
فى يوم ذكراها تذكرتها
تذكرت أقسامي
أن لا أعود أراها ...
وأخمِد مشوار الحنين المُستعِر ..
كما مَحوت طيرها من سمائي ..


حَلّت اليوم ذكراها ...
فسحبت أفكاري من ثراها ...
وأدرت الذاكرة على شريط سينمائي ..
فرأيت كم كان القلب أغّر ..
مَرت مقابلي ضحكاتها وغدر العذارى
ورأيت قلبي أمامي ولحظات عشقي ..
قرابيناً لآلهةٍ لا تراها ....
ومِرآة الماضي تنفسخ عُراها
تألمتٌ على الأيام الخوالي ...
وكيف شاخت .. ؟!

تنوح .. تبكي حد الإنهيار .. صِباها
كيف أن مرارة الفراق باتت ..
سعادة النفس ورضاها ... !

حَلّت اليوم ذكراها ..
وسُقم الفؤاد إندمل وتعافى
وإستنار الفكر بعد وهمٍ تغافى ..


حَلّت اليوم ذكراها ..
فعجبت عندما تخيلت يوماً أنها الدنيا ..

وبدونها تفقد أنهري الضِفافَ
ويُسرق حِبري من قلمي
أسكن ديار اليأس وفنادق التعاسى ..
وأن عيني لن ترى فى الرُبى سِواها ... !
واليوم أحمل الدنيا بأحداقي
حُبور السلام شفائي
وذكرى الرحيل شقاها ...
لن الهث فى إقتفاء خُطاها ..


حَلّت اليوم ذكراها ...
لن أزور بعد اليوم مثواها ..
عجيبة هى الأيام تتلوى كرقطاء الأفاعي ... !
تتبدل بين ملامح الشدائد ومشاعر الندم
وسعادة لم ننعم أبداً بجَناها ... !


حَلّت اليوم ذكراها ...
فذهبَت فى غَيم صيف من ورائي
ونزفَت ما تبقى من نداها ....



شيرين شوقي
12/5/2009





هناك تعليق واحد:

حنان يقول...

كلمات بسيطة تحوي من المعاني الكثير
لكن تبقي كلمة واحدة
عاش قلمك علي ما ابدع
منتهي الصدق والروعة