الأربعاء، 15 يوليو 2009

الزعيم جمال عبد الناصر .. مسيرة شعب ..


الزعيم الخالد الذكر


(( جمال عبد الناصر ))





_ نشأته :

ولد جمال عبد الناصر حسين سلطان بالأسكندرية قبيل أحداث ثورة 1919 التي هزّت مصر، وحركت وجدان المصريين، ألهبت مشاعر الثورة والوطنية في قلوبهم، وبعثت

روح المقاومة ضد المستعمرين. و كان أبوه عبد الناصر حسين خليل سلطان قد انتقل من قريته بني مر بمحافظة أسيوط؛ ليعمل وكيلا لمكتب بريد باكوس بالإسكندرية، وقد تزوج من السيدة "فهيمة" ابنة "محمد حماد" تاجر الفحم المعروف في المدينة.


وفي منزل والده- رقم 12 "شارع الدكتور قنواتي"- بحي فلمنج ولد في (15 يناير 1918). وقد تحول هذا المنزل الآن إلي متحف يضم ممتلكات جمال عبد الناصر في بدايه حياته . وكان والده دائم الترحال والانتقال من بلدة إلى أخرى؛ نظراً لطبيعة وظيفته التي كانت تجعله لا يستقر كثيرا في مكان .

_ جمال فى بيت عمه :


وفى ٢٩ يونيه ١٩44 تزوج جمال عبد الناصر من تحية محمد كاظم – ابنة تاجر من رعايا إيران – كان قد تعرف على عائلتها عن طريق عمه خليل حسين، وقد أنجب ابنتيه هدى ومنى وثلاثة أبناء هم خالد وعبد الحميد(علي اسم أخو تحيه المتوفي خالد) و عبد الحكيم (علي اسم عبد الحكيم عامر صديق عمره).

لعبت تحية دوراً هاماً في حياته خاصة في مرحلة الإعداد للثورة واستكمال خلايا تنظيم الضباط الأحرار، فقد تحملت أعباء أسرته الصغيرة - هدى ومنى - عندما كان في حرب فلسطين، كما ساعدته في إخفاء السلاح حين كان يدرب الفدائيين المصريين للعمل ضد القاعدة البريطانية في قناة السويس في 1951،



جمال في حياته العسكرية :

بعد حصوله على شهادة الثانوية من مدرسة النهضة المصرية بالقاهرة( في عام 1937)، كان يتوق إلى دراسة الحقوق، ولكنه ما لبث أن قرر دخول الكلية الحربية، بعد أن قضى بضعة أشهر في دراسة الحقوق. دخل الكلية الحربية، ولم يكن طلاب الكلية يتجاوزن 90 طالبا.

وبعد تخرجه في الكلية الحربية ( 1938) التحق بالكتيبة الثالثة بنادق، وتم نقله إلى "منقباد" بأسيوط؛ حيث التقى بأنور السادات وزكريا محيي الدين .

وفي سنة ( 1939) تم نقله إلى الإسكندرية ، وهناك تعرف على عبد الحكيم عامر، الذي كان قد تخرج في الدفعة التالية له من الكلية الحربية، وفي عام 1942 تم نقله إلى معسكر العلمين، وما لبث أن نُقل إلى السودان ومعه عامر.




وعندما عاد من السودان تم تعيينه مدرسا بالكلية الحربية، والتحق بكلية أركان الحرب؛ فالتقى خلال دراسته بزملائه الذين أسس معهم "تنظيم الضباط الأحرار".

كانت الفترة ما بين 1945و1947 هي البداية الحقيقية لتكوين نواة تنظيم الضباط الأحرار؛ فقد كان معظم الضباط، الذين أصبحوا- فيما بعد "اللجنة التنفيذية للضباط الأحرار"، يعملون في العديد من الوحدات القريبة من القاهرة، وكانت تربطهم علاقات قوية بزملائهم؛ فكسبوا من بينهم مؤيدين لهم.



وكانت حرب 1948 هي الشرارة التي فجّرت عزم هؤلاء الضباط على الثورة، بعد النكبة التي مني بها العرب في فلسطين. و في تلك الأثناء كان كثير من هؤلاء الضباط منخرطين بالفعل في حرب فلسطين،

_ نشأة تنظيم الضباط الأحرار :

حركة الضباط الأحرار

وفي صيف 1949 نضجت فكرة إنشاء تنظيم ثوري سري في الجيش، وتشكلت لجنة تأسيسية ضمت في بدايتها خمسة أعضاء فقط، هم: جمال عبد الناصر، وكمال الدين حسين، وحسن إبراهيم، وخالد محيي الدين، وعبد المنعم عبد الرءوف، ثم زيدت بعد ذلك إلى عشرة، بعد أن انضم إليها كل من: أنور السادات، وعبد الحكيم عامر، وعبد اللطيف البغدادي، وزكريا محيي الدين، وجمال سالم. وظل خارج اللجنة كل من: ثروت عكاشة، وعلي صبري، ويوسف منصور صديق .


وفي ذلك الوقت تم تعيين جمال عبد الناصر مدرسا في كلية أركان الحرب، ومنحه رتبة بكباشي (مقدم)، بعد حصوله على دبلوم أركان الحرب العام 1951 في أعقاب عودته من حرب فلسطين، وكان قد حوصر هو ومجموعة من رفاقه في "الفالوجة" أكثر من أربعة أشهر، وبلغ عدد الغارات الجوية عليها أثناء الحصار 220 غارة. عاد بعد أن رأى بعينه الموت يحصد أرواح جنوده وزملائه، الذين رفضوا الاستسلام للإسرائيليين ، وقاوموا برغم الحصار العنيف والإمكانات المحدودة، وقاتلوا بفدائية نادرة وبطولة فريدة؛ حتى تم رفع الحصار في ( مارس 1949 ) .


دخل دورات خارج مصر منها دورة السلاح أو الصنف في بريطانيا، مما أتاح له التعرف على الحياة الغربية والتأثر بمنجزاتها. كما كان دائم التأثر بالأحداث الدولية وبالواقع العربي وأحداثه السياسية وتداعيات الحرب العالمية الثانية وانقلاب بكر صدقي باشا كأول انقلاب عسكري في الوطن العربي في العراق سنة 1936. وثورة رشيد عالي الكيلاني في العراق ضد الإنجليز والحكومة الموالية لهم سنة 1941 .وتأميم مصدق لنفط إيران سنة 1951. والثورات العربية ضد المحتل مثل الثورة التونسية والثورة الليبية. كما أعجب بحركة الإخوان المسلمين

ثم مالبث أن توصل إلى رأي بأن لا جدوى من أحزاب دينية في وطن عربي يوجد فيه أعراق وطوائف وأديان مختلفة .


_ ثورة 23 يوليو _ وقيام الجمهورية :

بعد سلسلة من الإخفاقات التي واجهها الملك داخليا وخارجيا وخصوصا تخبطه في علاقاته أثناء الحرب العالمية الثانية بين دول المحور والحلفاء، مما زعزع موقف مصر كثيرا وأدى إلى إنشاء ثاني أكبر قاعدة بريطانية في المنطقة في السويس "بعد الحبانية في الفلوجة في العراق ". وكذلك موقفه في حرب 1948 التي خسر فيها الحرب. وقبل ذلك كانت الدعوات والضغوطات داخليا وعربيا تحث قادة الجيش على لعب دورا في إصلاح الأوضاع المصرية، منها ما كانت تبثه محطة إذاعة برلين العربية إبان الحرب العالمية الثانية والتي كانت تحت تصرف كل من الشخصية الوطنية العراقية رشيد عالي الكيلاني ومفتي القدس أمين الحسيني، وأخذ الكيلاني بعد أن نجح في العراق سنة 1941 بإحداث أول ثورة تحررية قي الوطن العربي ضد الإنجليز ذات أبعاد قومية تنادي بوحدة الأقطار العربية أطلق التصريحات والبيانات للقادة والجيوش العربية بضرورة الانتفاض ضد الهيمنة البريطانية والفرنسية. وحث الجيش المصري على الثورة ضد المستعمر الذي يدعم النظام الملكي منبهين من خطر المخططات الأجنبية لمنح فلسطين لليهود، وخص الجيش المصري بخطاب يحثه على مقاومة الإنجليز من خلال دعم وتأييد الالمان ودول المحور. وبعد مهادنة الملك فاروق للانجليز أصدر الكيلاني بيانا يحث الجيش المصري بالانتفاض على الملك ولقيت دعوة الكيلاني التفهم والترحيب لدى القادة العسكريين المصريين وكانت لطروحاته وشعاراته الثورية والتحررية من خلال إذاعة برلين العربية الأثر في نفوس ثوار مصر بالاطاحة بالملك فاروق في حركة يوليو 1952 ، لاسيما بعد أن تعمق هذا الاحساس بعد حرب 1948.


و في 23 يوليو 1952 قامت الثورة ، ولم تلقَ مقاومة تذكر، ولم يسقط في تلك الليلة سوى ضحيتين فقط، هما الجنديان اللذان قتلا عند اقتحام مبنى القيادة العامة. وكان الضباط الأحرار قد اختاروا محمد نجيب رئيسا لحركتهم، وذلك لما يتمتع به من احترام وتقدير ضباط الجيش؛ وذلك لسمعته الطيبة وحسه الوطني، فضلا عن كونه يمثل رتبة عالية في الجيش، وهو ما يدعم الثورة ويكسبها تأييدا كبيرا سواء من جانب الضباط، أو من جانب جماهير الشعب.

وكان عبد الناصر هو الرئيس الفعلي للجنة التأسيسية للضباط الأحرار؛ ومن ثم فقد نشأ صراع شديد على السلطة بينه وبين محمد نجيب، ما لبث أن أنهاه عبد الناصر لصالحه في ( 14 نوفمبر 1954)، بعد أن اعتقل محمد نجيب، وحدد إقامته في منزله ، وانفرد وحده بالسلطة.



_ الجلاء : أبرم إتفاقية الجلاء مع القوات البريطانية التى كانت تتمركز بقناة السويس وذلك عام 1954 .. وخرج آخر جندي بريطاني من أرض مصر فى 18 يونيو 1956


و استطاع أن يعقد اتفاقية مع بريطانيا لجلاء قواتها عن مصر في وذلك في 19 أكتوبر 1954، وذلك بعد أن اتفقت مصر وبريطانيا على أن يتم منح السودان الاستقلال .


_ الوحدة مع سوريا :


في العام 1958 أقام وحدة اندماجية مع سوريا، وسميت الدولة الوليدة بالجمهورية العربية المتحدة، إلا أن هذه الوحدة لم تدم طويلاً ، حيث حدث انقلاب في الاقليم السوري في سبتمبر من سنة 1961 أدى إلى إعلان الانفصال ثم تم عقد معاهدة وحدة متأنية مع العراق وسوريا سنة 1964 إلا أن وفاة الرئيس العراقي المشير عبد السلام عارف سنة 1966 ثم حرب 1967 حالت دون تحقيق الوحدة. علما أن مصر استمرت في تبني اسم "الجمهورية العربية المتحدة" وذلك لغاية سنة 1971 أي إلى ما بعد رحيل عبد الناصر بسنة .






_ تأميم القناة :

_ كانت مصر تريد بناء السد العالي حتى يقيها من خطر الجفاف وحتى تتمكن من عملية البناء والتطوير فتقدمت للبنك الدولي طلباً للتمويل والمساعدة لكنه رفض رضوخاً لدول الإستعمارية الكبرى صاحبة المصالح فى عزل مصر وجعلها فقيرة ومتخلفة ..


فما كان من الزعيم جمال عبد الناصر إلا أن قام بضربته الكبرى تأميم قناة السويس لتعود إلى حضن الوطن بعد عشرات السنين فى جيوب الإحتلال البريطاني والفرنسي ..



كان إعلان التأميم فى 26 يوليو عام 1956 الأمر الذى لم تتحمله الدول الكبرى فقامت كل من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل بالهجوم على مصر فيما سمى بالعدوان الثلاثي على مصر ..



لكن وعكس ما توقعه العالم كله .. صمدت مصر بفضل إتحادها ونضالها وبسالة الجيش والشعب على حد سواء مما أذهل العالم فتدخلت أمريكا وروسيا وتم وقف إطلاق النار .. ومن ثم الإنسحاب ..


_ إنجازات جبارة :

_ على الصعيد المحلي كانت مجانية التعليم على رأس هذه الإنجازات مما أتاح لكل الشعب أن يأخذ القسط الكافي من التعليم فإنخفضت الأمية بشكل كبير وأنجبت مصر الكثير من العلماء والكوادر الفنية والتقنية المدربة الماهرة .



_ التصنيع بعد أن كانت مصر بلداً لا يعرف غير الزراعة .. فظهرت المصانع وعلى الأخص التصنيع التقيل والتعدين والصناعات التحويلية .. إلخ

_ يقول د . علي الجربتلي المنتمي إلى المدرسة الليبرالية في الاقتصاد "انه في عهد عبد الناصر، قامت الثورة باستصلاح 920 الف فدان، وتحويل نصف مليون فدان من ري الحياض إلى الري الدائم". ما يصل بنا إلى مساحة مليون واربعمائة الف فدان .


يضيف د.جربتلي " : فيما يتعلق بالقطاع الصناعي، انه حدث تغيير جذري في الدخل والإنتاج القومي، فقد زادت قيمة الإنتاج الصناعي بالاسعار الجارية من 314 مليون جنيه سنة 1952 إلى 1140 مليون جنيه سنة 1965 ووصلت إلى 1635 مليون سنة 1970 وزادت قيمة البترول من 34 مليون جنيه سنة 1952 إلى 133 مليون سنة 1970، ناهيك عن وفرة الطاقة الكهربائية، خصوصا بعد بناء السد العالي" أما د.إسماعيل صبري عبد الله الذي تولى وزارة التخطيط الاقتصادي في عهد السادات فيقول "أن الإنتاج الصناعي كان لا يزيد عن 282 مليون جنيه سنة 1952 وبلغ 2424 مليون جنيه سنة 1970, مسجلا نموا بمعدل 11.4% سنويا,ووصلت مساهمته في الدخل القومي إلى 22% سنة 1970 مقابل 9% سنة 1952,ووفرت الدولة طاقة كهربائية ضخمة ورخيصة، وزاد الإنتاج من 991 مليون كيلو وات/ساعة إلى 8113 مليون كيلو وات/ساعة." ويقول د.صبري "ان الثورة جاوزت نسبة 75% في الاستيعاب لمرحلة التعليم الالزامي، وارتفع عدد تلاميذ المرحلة الابتدائية من 1.6 مليون إلى 3.8 مليون، وعدد تلاميذ المدارس الاعدادية والثانوية من 250 الف إلى 1.500.000 وعدد طلاب الجامعات من 40 الف إلى 213 الف".



_ القضاء على الإقطاع وسيطرة رأس المال على الحكم ومنذ اللحظة الأولى لظهور الزعيم جمال عبد الناصر على مسرح الوطن كان يفكر فى الفقراء وكيفية تحسين ظروفهم فكانوا همه الأول .


_ كهربة الريف :

كان الريف المصري وحتى أواسط القرن العشرين محروماً من الخدمات الرئيسية وخصوصاً الكهرباء .. فبدأت الثورة بقيادة الزعيم جمال عبد الناصر بمشروع كهربة الريف وكان للإتحاد السوفيتي دوراً كبيراً فى التنمية المصرية وكهربة الريف والسد العالي ..

_ السد العالي : وهو من إنجازات الثورة الجبارة ومازل السد العالي له اليد الطولى فى التنمية .. فقد حمى مصر من سنوات جفاف مدمرة .. وحمى الأراضي المصرية من الطوفان .. مكن مصر من الزراعة عن طريق الري الدائم مما جعل الوفر والإستقرار فى المحاصيل ممكنناً .. أصبح السد مصدراً رئيسياً للكهرباء فى مصر وتوليدها عبر توربينات السد العملاقة ..

كما أدى إلى زيادة الرقعة الزراعية بنحو مليون فدان، بالإضافة إلى ما يوفره من الطاقة اللازمة للمصانع والمشروعات الصناعية الكبرى .


_ تأميم البنوك والمصارف الأجنبية لترجع للبلاد مصادر ثروتها بعد أن كانت فى أيدي الأجانب .. وأصبح لمصر إقتصاداً حقيقياً .



_ التلفزيون المصري : نبتت هذه الفكرة عند جمال عبد الناصر أبان العدوان الثلاثي لأهمية وجود إعلام مرئي يربط كل الجمهورية .. حتى تم إنشاء التلفزيون المصري الذى ولد عملاقاً .. وبدأ البث التجريبي فى عام 1959 .. ثم إفتتح رسمياً عام 1960 .

_ الزعيم والأزهر :


إهتم الزعيم جمال عبد الناصر بالأزهر كمؤسسة وطنية لها دورها الهام والكبير فى وجدان المصريين فقام بتطوير التعليم الديني .. وأنشأ جامعة الأزهر .. وإذاعة القرآن الكريم .. كما بنيت العديد من المساجد .. وتبوأ الأزهر مكانته فى قلب العالم الإسلامي بما يتناسب ودور مصر الريادي كقلب العالم الإسلامي .. كما أصبحت مصر عضو مؤسس فى منظمة المؤتمر الإسلامي منذ إنشائه عام 1969 .



_ الزعيم والكنيسة :









كانت العلاقة بينه وبين قداسة البابا كيرلس السادس ( 1959 _ 1971 ) ممتازة وتمثل الرابط الطبيعي بين الشعب الواحد والرافد والمنهل الأم لكل مصري ..



وكان الزعيم أول رئيس مصري قام بالتبرع لبناء الكاتدرائية المرقسية الجديدة بالعباسية بالقاهرة _ وقد أرسى بيده وبيد قداسة البابا كيرلس السادس حجر الأساس فى إحتفال كبير حضره الإمبراطور الأثيوبي هيلا سيلاسي ..



وحين تباركت أرض مصر وشعبها بظهور القديسة العذراء مريم فى الزيتون

( 1968 _ 1970 ) إهتمت الدولة رسمياً وشعبياً بالحدث التاريخي كما تابعت الجرائد القومية الحدث الفريد ..


لم يحدث أبداً طوال عهد الزعيم الخالد جمال عبد الناصر أن إعتدي أحد على كنيسة أو دير أو قامت مجموعات بالتخريب أو النهب وما شابه ... كما لم يحدث إطلاقاً أن إختل ميزان القضاء وأهدر الحق المصري القبطي فتمنح البراءة لقاتل وسافك دم !!



لم يرفض الزعيم الكبير جمال عبد الناصر أي طلب لبناء كنيسة أو دير ولم تعرقل أي إجراءات فى هذا الصدد .. كما لم يحدث أن أغلقت كنيسة أو مكان عبادة لأي مصري .



كان الزعيم وبحق رئيساً لكل المصريين فتوحد الجميع تحت راية مصر .. توحد الشعب المصري فى الفرح وفى عمق الجرح .




على الصعيد العالمي والدولي _
_ تأسيس حركة عدم الإنحياز مع نهرو الزعيم الهندى و سوكارنو الزعيم الأندونيسي وتيتو الزعيم اليوجو سلافي فى مؤتمر باندونج 1955 .

__ استجاب لدعوة العراق لتحقيق أضخم إنجاز وحدوي مع العراق وسوريا بعد تولي الرئيس العراقي المشير عبد السلام عارف رئاسة الجمهورية العراقية بما يسمى باتفاق 16 ابريل 1964.

_ كان لمصر دورها البارز والمؤثر فى دعم حركات التحرر فى دول العالم الثالث .. ونذكر منها الجزائر .. اليمن .. _

دعم الرئيس عبد الناصر القضية الفلسطينية وساهم شخصيا بحرب سنة 1948 وجرح فيها. وعند توليه الرئاسة اعتبر القضية الفلسطينية من أولوياته لأسباب عديدة منها مبدئية ومنها إستراتيجية تتعلق بكون قيام دولة معادية على حدود مصر سيسبب خرقا للأمن الوطني المصري. كما أن قيام دولة إسرائيل في موقعها في فلسطين يسبب قطع خطوط الاتصال التجاري والجماهيري مع المحيط العربي خصوصا الكتلتين المؤثرتين الشام والعراق لذلك كان يرى قيام وحدة إما مع العراق أو سوريا أو مع كليهما.

و كان لعبد الناصر دور بارز في مساندة ثورة الجزائر وتبني قضية تحرير الشعب الجزائري في المحافل الدولية، وسعى كذلك إلى تحقيق الوحدة العربية؛ فكانت تجربة الوحدة بين مصر وسوريا في فبراير 1958 تحت اسم الجمهورية العربية المتحدة، وقد تولى هو رئاستها بعد أن تنازل الرئيس السوري شكرى القوتلي له عن الحكم، إلا أنها لم تستمر أكثر من ثلاث سنوات.

كما ساند عبد الناصر الثورة العسكرية المتمردة التي قام بها الجيش بزعامة المشير عبد الله السلال في اليمن بسنة 1962 ضد الحكم الإمامي الملكي حيث أرسل عبد الناصر نحو 70 ألف جندي مصري إلى اليمن لمقاومة النظام الملكي الذي لقي دعما من المملكة السعودية وقد يعزى إلى هذا التدخل إرهاق الجيش المصري في اليمن مما سبب الخسارة الفادحة في عام النكسة. كما أيد حركة يوليو 1958 الثورية في العراق التي قادها الجيش العراقي بمؤازرة القوى السياسية المؤتلفة في جبهة الاتحاد الوطني للاطاحة بالحكم الملكي في 14 يوليو 1958.


_ إخفاقات وسلبيبات :

بقدر ما كانت الإجنازات جبارة وعظيمة بقدر ماكانت الإخفاقات قاسية والسلبيات خطيرة

من هذه الإخفاقات ..

_ عدم وجود حياة ديموقراطية سليمة على الرغم من أن جمال كان قد وضع هذا من ضمن مبادئ الثورة الأساسية فمنذ حل الأحزاب التى كانت قبل الثورة لم ترجع الحياة البرلمانية والتعددية السياسية والرأي والرأي الآخر ...

وكان لهذا أثره الخطير .. حيث كان الحجر على صوت المعارضة ووصم من يعارض بالخائن أو العميل أو الخطر على النظام أو ماشابه من مسميات ذلك العصر السائدة ..

له دور كبير فى حجب الرؤية السليمة للقيادة السياسية فى مصر لتعيتها بالمخاطر التى تواجهها فلا فائدة من أبواق الدعم والتأييد للقائد الملهم الذى لا يخطئ .. إلخ

فكانت الديكتاتورية بداية الطريق إلى يونيو 67 ..

_ الإتجاه العروبي لجمال أدى إلى ترك التركيز على مصر وخطط التنمية والإهتمام بالشعب إلى هدر المال العام على ساحات لا ناقة لنا فيها ولا بعير ..

فتم جر مصر لحروب كان ما أسهل ان لا ننجر إليها وتكبد مصر عشرات الألاف من الأرواح وتدمير البنية الأساسية لمصر وتعطيل عجلة الإنتاج ... كان المواطن المصري أولى بكل مليم أنفق على هذه المغامرات المتهورة ... وما لمصر علاقة بالعروبة ..


_ إندفاعه إلى حرب اليمن فى عام 1962 يتفق كل المحللون أن هذه الحرب كانت المقدمة الحقيقية للهزيمة المرة ... فقد ذهب ما يقرب من نصف الجيش المصري إلى اليمن بلا هدف حقيقي وطني فلماذا تهدر دماء المصريين لأجل غيرهم ؟!

كما ذهب الجيش وهو لا علم شيئاً عن طبيعة هذه البلاد الجبلية فكانت مذبحة للجيش ..

والأعجب أن اليمنيين الذين ذهبنا من أجلهم ومن أجل أن يصلوا إلى نور الحرية والمدنية

كانوا يقتلون جنودنا ويسرقون أسلحتهم !!

ناهيك عن الهدر الرهيب للميزانية العامة والعسكرية وإنهاك الجيش وأسلحته فى معارك غير مجدية .. بالإضافة إلى عدم وجود أي روح وطنية لدى الجنود .. كان الكل يتسائل لماذا نحن هنا ونترك وطننا يتضور جوعاً .. ؟!

وأي منصف اليوم أدعوه لأن يسمع ما يقوله اليمنيين عن مصر ... !!


_ هزيمة يونيو 1967 .. :

معاداة إسرائيل بلا سبب وطني .. بالإضافة إلى مواصلة إستفزازها بالتصريح بضرورة القضاء عليها وأن إسرائيل كما كان يقول .. ( خطر كبير ) ..

الإنجرار وراء الإستفزازات العربية التى كانت تنطلق من الإذاعات والتصريحات من قيادات عربية حاقدة على مصر مفادها أن جمال يتوارى خلف قوات حفظ السلام فى سيناء ولا يجرؤ أن يقف بدونها .. !

فكان القرار الخطير والغير مدروس بطرد قوات حفظ السلام من مصر .. !

كل هذه كانت مقدمات الهزيمة ..

ثم كان القرار الكارثة وهو إغلاق مضايق تيران وهو ما كان بمثابة إعلان للحرب مع إسرائيل لأن بذلك خنق إسرائيل .. !

كل هذا وهو لا يعلم المخطط المجهز للفتك بالجيش المصري العائد لتوه من مذبحة اليمن .. كما أن جمال كان يصدق التقارير التى ترده من الحكومة والمخابرات والتى صورت له أن جيش مصر له قوة خرافية وان هزيمة إسرايل ما أسهلها .. !!

حتى كانت الكارثة وضاعت سيناء وعشرات الألوف من أغلى شبابنا .. !!

وشمتت بعض الدول العربية الحاقدة فى مصاب مصر الجلل .. !!

_ تكلس النظام مع بداية الستينات ولم يعد بمقدوره تقديم الكثير للمصريين كما الحال بالخمسينات فظل يعيش على أمجاد هذه الفترة مما أفقد الثورة حيويتها وشعبيتها الحقيقية لدى وجدان المصريين .


إلا أننا بالنهاية نقول أن جمال كان بحق زعيماً وصاحب مبدأ عاش لأجله حتى وإن إتفقنا أو إختلفنا على هذا المبدأ ..

_ كان عصر جمال عبد الناصر عصر العزة والكرامة .. فرغم كل هذه السلبيات كان المصري فخوراً بمصريته يتيه فخراً بمصر ودورها الريادي الكبير كان المصري يقف إلى جانب أخيه المصري بكل ما لديه من أخلاق مصر الأصيلة ..

كان زمناً جميلاً ونبيلاً ..




كان جمال وطنياً حقيقياً يعشق مصر وكان نظيف اليد ولم يستطع ألد أعدائه أن يصطادوا عليه شيئاً من السرقة أو الرشوة أو السلوك اللا أخلاقي .. كان يخاف الله ويراعي ضميره فى كل خطوة ..

من شبم العظماء .. أن نتفق وأن نختلف معهم وعليهم .. ولكن فى نهاية المطاف

يظلون فى سماء الخلد عظماء ..





























ليست هناك تعليقات: