الثلاثاء، 1 ديسمبر 2009

دمعة في حضن القدر



دمعة في حضن القدر




دمعةً متحجرة ..


إختارت الرحيل من مَحجَر الأجفان


همَّت بذلك لتوها ..


فأغلقت متاريسها العينان ..


طعنتها نائحة الغيوم


في حَدثٍ جَلل ..


فتعثرت على دَرج النفق المظلم ...



أسرَّت إلى القدر ..


فى لحظة ضعف


بشوق مضى إلى نعشه الغائر التجويف


ووهمٍ عاد لكهف ..


إلى خَفقٍ تَحلل


على شَرخ الخريف ..


فتمنى ولو قطرة من ماء المًحاياة ..


ولم ينل .. !


كانت تتمنى الحب الذي هَطل


كبخار سُحبٍ في يومٍ مطير ..


فأوسعت ظهره أسواط الرياح غير الرحيمة


لترمي به بعيداً في لمح البصر ..


عن منطقة الحنين الخضراء ..



فور تسرب الخبر ..

إلى مسمع السجان

الذي قام فأطلق الفرسان ..


الجُند المتحمسين


على ذلك المسكين ..



لتفترسه الذكريات التي نقشت هويتها


البارزة كحُفر


على ممشى الفؤاد المحطم ..


فما أن خَطَر عليه تَهشم .. !



خرج الفكر في الإثر ..


وراء الدمعة


باحثاً متعثراً ببعض الهموم ..


فكانت الرؤى كالأشباح


كالهلوسة والتخاريف ...


فأسرع الريح بلهبٍ من سَعير ..


أذبل أوراقه وأغلق المخارج و المداخل


على زهر الحب ودفء الحنان


فإختنق ..


لأنه حًرم ضوء الشمس ..


مات الفم فوق اللسان


قاطفاً من الدموع المناهل


لتسكن العينان ..


وجهاً كَفيف


يرى ولا يبصر ... !



عانت الدمعة ..


وشتان ..


ما بين لهفة اللقاء وحسرة الرجعة


مابين نصرة المتفائل وهزيمة المقاتل


العائد من الجبهة



عادت الدمعة ..


إلى جحرها في حضن القدر


مستسلمةً لوحشية الحجر


لتغرق ..


وتقضي نحبها في معصرة الشجن


وهول النوازل ..


لتزهق في اللا محدود روح الإنسان ....



شيرين شوقي


30/11/2009

ليست هناك تعليقات: