الثلاثاء، 10 مايو 2011

مذبحة إمبابة العرض مستمر




مذبحة إمبابة العرض مستمر



غداً مع الأيام تنكشف الحقائق والمسرحيات سيرسو الأمر في النهاية على لا شيء على هواء فارغ المحتوى ومجرمين إرهابيين لصوص من الرعاع همج القرن الحادي والعشرين يمرحون ينعمون بالحرية فى وطن جريح فقد عقله واتزانه منساقاً تارة وراء العنصرية والتعصب وتارة يخرس خوفاً من بطش الرعاع .. وها نحن منتظرين العرض الجديد وفاصل آخر محفوظ مقدماً .. من الكوميديا السوداء..


لنضحك بهستريا ونبكى بغزارة على ضحكاتنا وننحن نطالع من المقاعد و البلكونات في دور العرض القديمة المتهالكة والمصبوغة بلون أحمر داكن من دماء الأقباط فى مبنى ضاق علينا حتى الإختناق وعمره الآن يربوا على 40 عاماً .. ..


نفس المسرحيات من الزاوية الحمراء مروراً بالكشح ثم نجع حمادي ثم القديسين ثم صول بأطفيح وحتى الفصل الجديد غزوة ومذبحة إمبابة 2011 وما بينها من جروح غائرة في أنحاء الوطن المريض الذي يرفض العلاج في نفس الوقت الذي يشكو فيه الألم. ..


ما حييت لن أنسى لأكثر من عشر ساعات تقريباً تدمير وحرق وهجوم بأسلحة نارية وقنابل مولوتوف وحرق الكنائس والمنازل والمتاجر وصرخات إستغاثة ..


وأنا أشاهد على الهواء مباشر عبر القناة الوحيدة في العالم التي تنقل بأبسط الإمكانيات المتاحة وهى قناة الطريق التي لا يكفيها وطاقمها الشكر .


فى الوقت الذى جبُنت فيه كل القنوات الفضائية عن تغطية الحدث أو تواطأت مع الإرهابيين في ذلك كل هذا ولا من منقذ ونحن نعلم جيداً أن كل المسئولين والقادة يشاهدون المأساة معي .. الجيش يقف متفرجاً .. وسط النيران والصراخ .. وتليفونات من أطفال مذعورة من السلفيين الإرهابيين.. ولا أحد يستجيب .. كل خطوط الجيش مغلقة .. الرعاع الإرهابيون يمنعون عربات المطافئ التي جاءت للمنطقة لإخماد الحرائق وقذفوا عربات الإسعاف ..


التي جاءت لنقل الجرحى و المصابين .


تماماً كما تفعل إسرائيل مع الفلسطينيين التي يتباكى عليها أمثالهم وهم أكثر دموية مع أبناء وطنهم كما أن الجيش يقوم بالقبض على الأقباط المجني عليهم ويفتشون عند المجني عليهم على أسلحة في الوقت الذي يمتلك الشارع مجموعة من الرعاع الدمويين ..


لا أستطيع أن أصف مشاعري وأنا أرى إخوتي وكنيستي في جحيم والجميع يستمتع بالمناظر الجميلة التي تشفى غليل البعض ولا تهم الأخر ..


سقط 8 شهداء وأكثر 250 جريح على أقل تقدير ..


نحن نستند على وعد إلهي لا بشري .. أبواب الجحيم لن تقوى عليها ..


لكن لن نترك حقوقنا بكل الطرق القانونية والشرعية المتاحة ..


السيناريو الجديد عهدة رسمية محفوظة ووثيقة وتراث شعبي كتب شهادة وفاة وموت الحلم الذي حلمنا به شمساً لمصر الجديدة مصر الحرية و المساواة الخدعة الكبرى وهى ثورة 25 يناير 2011 ..


يتم مساواة المجرم الجاني بالمجني عليه والقبض على الأقباط ثم تصوير المذبحة على إنها إشتباكات وكأن الأمر معركة متساوية القدرات والأسلحة ثم وعود وتصريحات وكلام كبير وحسم وصرامة وخلافه ..


حتى يهدئ الأمر ثم تموت القضية ويصمت الجميع حتى إشعار آخر ولقاء جديد مع المزيد والمزيد من دماء الأقباط وخطف نسائهم وحرق وهدم كنائسهم ومنازلهم ومتاجرهم ...


وتعود خشبة المسرح لتفتتح العرض السابق بلون جديد ودم جديد .. ومبروك للجميع وربنا يتمم بخير ..


مع تحيات مصر الحلم الذي انهار تحت أقدام السلفية والإخوان وشعب أدمن ثقافة الكراهية ...


أكتب هذا وأنا أتمزق ألماً وحسرة وأحاول أن أبتلع مرارة الجرح ولكن لم يعد بإمكاننا النفاق ولا مجال للمجاملات الأمر بات خطيراً جداً على هذا البلد ...


المحامى / شيرين شوقي


10/5/2011

ليست هناك تعليقات: