الثلاثاء، 31 مايو 2011

أتعجب .. !!





أتعجب !!




ماذا لو جلس العالم ياسيدي تحت قدميك وتعلم كيف يكون الحب كمريم ...



ماذا لو تركنا مشغوليات هذا العمر الفاني المسرع نحو النهاية



وسمعنا لقولك مع مرثا لأن الحاجة إلى واحد وهى أنت وفقط أنت ..



أتعجب كل يوم وكل لحظة .. !



حين أراك تخلي ذاتك وتأتي لأرضنا البائسة وتتخذ من إنسانيتنا جسداً



لتبارك طبيعتنا فيك ..



تترك مجدك الأعظم لتخلصنا نحن صنعة يديك ..



أتعجب وأنت تغفر من فوق الصليب لصالبيك .. !!



أتعجب على طول إناتك ومراحمك حتى على محاربيك .. وأنت القادر أن تفنيهم بكلمة شفتيك .. !



وفى الوقت الذي يقوم العالم فيه ببث الكراهية ويتفنن فىه الإنسان بقتل أخيه الإنسان ومحو وجوده وإذلاله .. رغم كونه عبداً لا يرحم العبيد رفقائه .



أتعجب حين أراك واقفاً عند أبواب القلوب تقرع ومن يفتح تدخل وتتعشى معه .. تخلصه وتعطيه فى ملكوتك منزلاً



أتعجب .. حين أرى أرى الإنسان يسرع بكل قواه لينتج طائرات وصواريخ وقنابل رهيبة مريعة ليصنع مجده فوق جثث الأبرياء ... بينما أراك سيدي ينبوع الحب الأطهر



تمشى وسط حر الظهيرة مسافات وأميال حتى تنقذ نفساً ضالة هنا أو هناك .. فنجدك تبحث عن السامرية وتجلس معها عند البئر لتشفيها من الخطية المهلكة وتفتح لها باب خلاصك ..



حين تسرع لتقيم لعازر من الموت ... بعد أن أنتن وصار له 4 أيام .... !!



حين تسرع لتكفكف دموع الأرملة الملتاعة على موت إبنها فتقيم إبن أرملة نايين وتحول دموعها إلى فرح .. !!



حين تسرع لإبنة يايروس فتحول المنزل الذي خيم عليه حزن الموت والكآبة إلى فرح وسعادة .. !!



أتعجب ... !!



حين أراك تذهب لشخص تركه العالم ونسيته البشرية 38 سنة ملقى كقشة مهملة وقد إستولى عليه اليأس فقد الأمل والرجاء ... فتشفيه وتحيي فيه رغبة الحياة .. !!



أتعجب حين يتعجل الإرهابيون سفك الدماء والخراب والنار ...



فى الوقت الذي أراك فيه تشفى المرأة نازفة الدم التى ظلت 12 عاماً تنزف ولمست طرف ثوبك فشفيت فى الحال ....



أتعجب وأتعجب وأتعجب ... !!!



حين أرى العالم يريد أن يسفك دمي ليبقى هو .... بينما أراك أنت فوق الصليب تسفك دمك لأنجو أنا ... .. !!!



ومازلت أتعجب .. !!!



ــــــــــــــــــــــــــــــــ



شيرين شوقي

29/5/2011

ليست هناك تعليقات: