الأحد، 1 مارس 2009

جنتي أنتِ


سلطان الهوى يشرع الشراع
فى أفئدة الرياح تتجول فى البراح
فتنصاع لدفته بشائر الصباح
من دفـين القاع
طحالب البحر وسجاد المرجان الأحمر
عرائس الليالي تسرع نحو قصور الحواديت
تنار المصابيح ...
ينام الفكر المتعب ويستريح ..

****

تتزين أبواب التاريخ
بسحر الشرق ..
وبلـمح البرق ..
تــبدأ السـهرة ..

وتفتح الشهباء عينيها
المكتحـلة بالدُجى

***

تبدأ القصة وأول نـظرة
إشتبكت فى حوار لا منظور
تــدور .. وتــدور
تركتني مسحور يتحادث إلى حورية

****

منذ رأيتكِ
أدركت أني
كنت قبلاً
هيكلاً
بلا عبادة
محراباً بلا شموع
عـيناً بلا دموع
أدركت أن الإنسان
يُقتطع من الأحزان
كسكـين يَذبح الحلوى
يتمـنى الشهادة
بيـن أجفانك
فى ذروة النشوى
يرتدي الحـب قلادة
يربطهـا بالـشريان
هذا هو الإنسان ..

****

قبلكِ كان الحب شبحاً
يتسـربل بالحرُمَات
سقـط من قاموسي
خلف بحار الظلمات

****

واليـوم ..
أنـــتِ حاضرتى
وعاصمة عشـق
قاهرة بمصر وبسوريا دمشق
رسمت بين راحتيكِ قـارتي
وبنـيت لكِ عُشاً صغيراً
على أطـراف المحيط
رصعت جوانبه بالأحجار الكريمة
وأعددت لكِ الوليمة
على مائدة أشواقي
وأشعلت بعضاً من الأجرام الكونية
وأمرت البحر ليضرب بالأمواج التحية
لأجمل نسمة مرمرية

****

تألقتِ بسماء عيني
كأمـيرة الأحــلام
أشرقتِ بسناكِ
كرقائق الذهب المنثور
على عيدان القمح
فى أثواب بخور
تغـازل رسائل الشمس
فاليوم ولد الجمال ومات القُبح
ألقيت من خلفي أحمال الأمـس
تهـلل القـلب بالحبور

****

حبيــبتى ..
إجمعي حـروف الهجاء
وأبجديات البشر بكل اللغات
وقواعد الإملاءغربليها ..
و إن أردتِ إعزليها
لا حاجة لي بجـيوشها
وقوافيهـا ..
فالـيوم ثبـت عجزها ..
أطل شحوبها وهِرمها ..
فهى ترتـعش .. تنكمـش ..
كبراعم داهمتهـا الشيخوخة
على عكـاز الخريـف
لا تقوى على الصمود
أمام حبكِ ..
وروعة رسمكِ ..

****

أنتِ إكسـير الحياة
تنسابي بعذوبة
فى أخـاديد عشقي
اليوم أشهرها أعلنها
على لوحـة مكتوبة ...
علقتها فوق كـوخي
أحبك سيدتى

****
حصادي أنتِ وقطوفي
سطوعي ... وكسوفي
ليلي و نهاري
فلا تحتاري
ظلي بجـواري

****

ذوبي بين دهاليز حناني
نجوب الأزقـة والحواري
نرسم بالألوان
على صفحات الأزمان
فتقويمنـا ... غير رزنامة الأيام
عاماً يُعطر بالحب بقية الأعوام

****
جنتي .. أنـتِ .. ودياري
حبكِ .. قصري .. وعصري
عمـري .. وآخر أحبـاري ..

شيرين شوقى

ليست هناك تعليقات: