السبت، 17 أكتوبر 2009

الفريق فؤاد عزيز غالي .. نصر أكتوبر مجد وراءه أبطال .. 4


البطل الفريق فؤاد عزيز غالي


محرر القنطرة شرق


وقائد الجيش الثاني الميداني


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الفريق فؤاد عزيز غالي، الملقب بمحرر القنطرة.. قائد الجيش الثاني الميداني، أول محافظ قبطي لجنوب سيناء بعد التحرير ..


مسيرة الكفاح
ـــــــ

الفريق ( فؤاد عزيز غالي ) من مواليد عام 1927 بمحافظة المنيا ، و بعد حصوله علي الثانوية العامة قام بتجهيز أوراقه للالتحاق بكلية الطب التي يعشقها ، و لكنه مر امام الكلية الحربية فوجد أن باب القبول ما زال مفتوحا فتقدم بأوراقه والتحق بها، وفور تخرجه تم إرساله للمشاركة في حرب فلسطين التي جرت عام 1948 حيث شارك في المعارك التي جرت حول مدينة رفح، وشارك أيضا في حرب 1956

فكان في قوات الحرس الوطني المكلفة بالدفاع عن جزء من مدينة الإسكندرية وتأمين جزء من حدود مصر الشمالية من ليبيا إلى الأسكندرية .

خدم في الجمهورية السورية رئيسا لأركان القطاع الأوسط من الجبهة السورية سنوات 59 ، 60 ، 61 أثناء الوحدة مع سورية .

إشترك في حرب اليمن سنة 1963 لمدة ثلاث سنوات وحصل على نيشان النجمة العسكرية ووسام مأرب ...

وفي حرب 1967 كان رئيسا لعمليات الفرقة الثانية مشاة ، والتي أشتركت في معارك القسيمة وأبو عجيلة بشبه جزيرة سيناء ...



وفي حرب أكتوبر 1973 كان قائد للفرقة 18 مشاة التى كلفت بإقتحام قناة السويس فى منطقة القنطرة وتدمير القوات الإسرائيلية وأسلحتها في النقاط الحصينة وعلى الإجناب وتحرير مدينة القنطرة شرق والإستيلاء على كوبري بعمق 9 كيلو متر في بداية المعارك .
وكانت مهمة الفرقة 18 مشاه تحت قيادة اللواء فؤاد عزيز غالى كانت هي اقتحام قناة السويس فى منطقة القنطرة وتدمير قوات العدو وأسلحته فى النقاط الحصينة فى المواجهة وعلى الاجناب ( سبع نقاط حصينة ) وتحرير مدينة القنطرة شرق والاستيلاء على رأس كوبري بعمق حوالي 9 كيلو متر وصد هجمات وضربات العدو المضادة والاستعداد لتطوير الهجوم فى العمق شرقا باتجاه منطقة بالوظة ورمانة .
تلك المهمة لم تكن بالأمر السهل لقوة ومناعة التحصينات فى منطقة القنطرة شرق ولقوة وتكوين وتوزيع قوات العدو المدافعة عن المنطقة ولأسلوب وطريقة إدارة العدو المحتملة لمعركته الدفاعية بلاضافة لتمركز كتيبة مشاه وكتيبة دبابات للدفاع عن النقاط الحصينة ومدينة القنطرة شرق وتمركز احتياطيات محلية من الدبابات والمشاة الميكانيكي فى مناطق تقاطعات الطرق 5 كم شرق القنطرة ومنطقة لسان الحرش .

ومعركة وبطولة الفرقة 18 مشاة ميكانيكي خلال حرب أكتوبر بدأت مع الضربة الجوية والتمهيد النيرانى للمدفعية حينما احتل القادة على مختلف المستويات مراكز ملاحظاتهم لمتابعة نتائج التمهيد النيرانى واى أهداف تظهر فجأة وبدأت القوات المترجلة من المشاة والأسلحة المشتركة فى إخراج القوارب من الملاجئ واحتلت الدبابات والأسلحة المخصص لها مهام ضرب مباشر ومعاونة اقتحام الوحدات المرجلة للمياه لاقتحام النقط الحصينة واحتلت المدافع ب 11 المخصصة لفتح الثغرات فى موانع الأسلاك والألغام وفتح 3 ثغرات فى مواقع كل نقطة حصينة بعدها بدأ عبور عناصر الاستطلاع وأطقم اقتحام الدبابات لاحتلال أوضاع شرق القناة وعبرت الكمائن وبدا عبور كتيبة صاعقة من شمال المدينة لتحتل الساتر الترابي الثاني شرق الموقع الحصين والمباني على المشارف الغربية للمدينة .

بعدها بدا إنزال قوارب الموجة الأولى لاقتحام النقاط الحصينة وتتابع اقتحام وعبور قواتنا شرقاً بنفس قوارب الموجة الأولى بعد أعادتها للضفة الغربية فى رحلات متتالية .

اقتحمت 7 مفارز من قوات الفرقة نقاط العدو الحصينة السبع وهى نقطة شمال جزيرة البلاح و4 نقاط فى منطقة القنطرة ونقطة الكاب وأخرى فى التبنة وتم الاقتحام
من خلال الثغرات التي سبق فتحها وتم الاستيلاء على أول نقطة على مستوى الجبهة وهى النقطة الحصينة ( القنطرة 1 ) وبعها تم تدمير النقاط الحصينة والاستيلاء على 6 منها وبقيت النقطة الحصينة ( القنطرة 3) ( بلدية القنطرة ) محاصرة حتى اليوم الثاني بعد إحكام حركة الحصار الداخلية حول مدينة القنطرة شرق بمجرد عبور قوات الفرقة 18 لقناة السويس والاستيلاء على نقاط خط بارليف قام العدو بهجمة مضادة باستخدام احتياطية داخل مدينة القنطرة وباحتياطاتة المحلية والتكتيكية والتعبوية قام بهجوم مضاد داخل مدينة القنطرة باتجاه الموقع الحصين على الميول القريبة لقناة السويس غرب مدينة القنطرة تم صده بواسطة كتيبة صاعقة بالتعاون مع القوات الساترة لعملية اقتحام النقاط الحصينة ...
حاول العدو الالتفاف على كتيبة الصاعقة من الشمال فتعرض لنيران الأسلحة المضادة للدبابات والصواريخ من الجانب الأيمن و تكبد خسائر فادحة وارتد المتبقي لداخل المدينة للدفاع عنها كرر الهجوم مرة أخرى وكان نصيبه الفشل بينما استولت قواتنا على الساتر الترابي على المشارف الشمالية للمدينة وأحكمت بذلك حلقة الحصار حول
المدينة ..
واستمرت الهجمات المضادة للعدو إلا انه مع نهاية اليوم الأول 6اكتوبرتم الاستيلاء على جميع النقاط الحصينة عدا النقطة الحصينة(القنطرة شرق) التي تمت محاصرتها تمهيدا لتدميرها وتم إحكام حلقة الحصار الداخلية على العدو بالاستيلاء على السواتر الترابية التي أقامها حول مدينة القنطرة وتحققت المهمة المباشرة بالاستيلاء على رأس كوبرى بعمق حتى 6كم والتمسك بها .
مع أول ضوء يوم 7أكتوبر1973 حاول العدو فك الحصار على المدينة بالقيام بهجمات مضادة مكثفة وتمكنت قواتنا من تدمير والاستيلاء على37 دبابة ومع أخر ضوء تمكنت قواتنا من تدمير العدو فى النقطة الحصينة (القنطرة 3) وتحرير مدينة القنطرة شرق وتوسيع رأس الكوبرى المحدد للفرق بعمق 9كم.
استمرت الفرقة تحت قيادة اللواء فؤاد عزيز غالى فى صد الهجمات المضادة للعدو الاسرائيلى وتم تحرير مدينة القنطرة شرق.

بطل الصمود القوي :

ـــــــــــ
و ظل البطل الفريق فؤاد عزيز غالي محافظا علي انتصاراته طوال فترة الحرب كما قام بتأمين منطقة شمال القناة من القنطرة الي بور سعيد في مواجهة الهجمات المضادة الإسرائيلية. و في الثاني عشر من شهر ديسمبر عام 1973 عين قائدا للجيش الثاني الميداني .
ويقول المشير عبد الغني الجمسي قائد عمليات القوات المسلحة في حرب أكتوبر والقائد العام للجيش المصري فيما بعد عن الفريق غالي :
لقد كانت الحصون التى بناها العدو فى قطاع القنطرة شرق من أقوى حصون خط بارليف وصل عددها إلى سبعة حصون ، كما أن القتال داخل المدينة يحتاج إلى جهد لأن القتال فى المدن يختلف عن القتال فى الصحراء ، ولذلك استمر القتال شديدا خلال هذا اليوم .. واستمر ليلة 7 / 8 أكتوبر استخدم فيه السلاح الأبيض لتطهير المدينة من الجنود الإسرائيليين وتمكنت قوات الفرقة 18 بقيادة العميد فؤاد عزيز غالى فى نهاية يوم 7 أكتوبر من حصار المدينة والسيطرة عليها تمهيدا لتحريرها
وجاء يوم الأثنين 8 اكتوبر وتمكنت الفرقة 18 مشاة بقيادة العميد فؤاد عزيز غالى من تحرير مدينة القنطرة شرق بعد أن حاصرتها داخليا وخارجيا ثم اقتحامها ، ودار القتال فى شوارعها وداخل مبانيها حتى انهارت القوات المعادية واستولت الفرقة على كمية من أسلحة ومعدات العدو بينها عدد من الدبابات
وتم اسر ثلاثين فردا للعدو هم كل من بقى فى المدينة واذيع فى التاسعة والنصف من مساء اليوم 8 أكتوبر من إذاعة القاهرة تحرير المدينة الأمر الذى كان له تأثير طيب فى نفوس الجميع .


(((( ويقول الفريق البطل )))) :

ـــــــــــــــــــ

ـــــــــــــــــــ

في الندوة الاستراتيجية لحرب أكتوبر و التي نظمت علي مدى ثلاثة أيام بمناسبة اليوبيل الفضي لنصر أكتوبر قال البطل الفريق فؤاد عزيز غالي :

(( منذ الضربة الجوية الأولي و التمهيد النيراني للمدفعية تم انزال قوارب قوات المرحلة الأولى لاقتحام النقاط الحصينة ثم بدأ اقتحام دفاعات القوات الإسرائيلية في القطاع من شمال جزيرة البلاح حتي الكاب و اقتحام نقطة حصينة لمعاونة أعمال قتال قطاع بور سعيد ، و بعد 10 دقائق من العبور تم الاستيلاء علي أول نقطة حصينة علي مستوى الجبهه و هي القنطرة واحد ، وبعد 50 دقيقة من العبور تم الاستيلاء على 6 نقاط وبقيت النقطة الحصينة القنطرة 3 – بلدية القنطرة – محاصرة حتى يوم السابع من أكتوبر 1973 ليتم الاستيلاء عليها قبل اخر ضوء يوم السابع من أكتوبر ، و بنهاية اليوم الأول للقتال تم الاستيلاء على جميع النقاط الحصينة و إحكام الحصار حول مدينة القنطرة و الاستيلاء علي رأس كوبري بعمق حتى 6 كيلو متر و صد اختراق القوات الإسرائيلية ) وفي السابع من أكتوبر تم تدمير 37 دبابة إسرائيلية و توسيع راس كوبري الفرقة بعمق 9 كيلو متر و تدمير القوات الإسرائيلية في النقطة الحصينة القنطرة 3 و تحرير مدينة القنطرة شرق . ))

حياة عسكرية حافلة .. :

ـــــــــــــ

واللواء فؤاد عزيز غالى قائد معركة تحرير مدينة القنطرة شرق، عاش حياته العسكرية منذ تخرجه فى الكلية الحربية، فى معارك متصلة ومتنوعة، بدأت فى فلسطين عام 1949، بعد تخرجه، وهو برتبة ملازم، فقد حارب فى غزة فى بيت جالون بجباليا، وفى رفح، كما حارب فى اليمن، قائدًا لمجموعة قتال، ثم قائدًا لكتيبة، فى مناطق مختلفة، ثم عاش جزءًا كبيرًا من حياته مقاتلاً فى سيناء، بعد يونيو 1967، فى الضفة الشرقية للقناة، حتى أصبح قائدًا للفرقة 18 مشاة، ومسئولاً عن المحور الساحلى من القنطرة شرق إلى غزة، وعندما أصبح المشير أحمد إسماعيل وزيرًا للحربية، جعله مسئولاً عن تحرير القنطرة شرق.
كانت خبراته العسكرية، والمعارك التى شارك فيها تؤهله للقيام بمعركة جديدة تمثل معارك المدن، فكانت معركة القنطرة شرق، التى انتزع فيها مدينة القنطرة، من أيدى الإسرائيليين الذين حاولوا التشبث بها، لكنهم فشلوا، حيث كانت المعارك التى خاضها غالى خلال حرب الاستنزاف تمثل تواصلاً بينه وبين الضفة الشرقية للقناة، بالقرب من مدينة القنطرة شرق، فقد قام مع مجموعة من رجاله بالهجوم على منطقة شمال البلاح ثلاث مرات، فى عامى 1969، و1970، كما عبر القناة برجاله، وهاجم أحد المواقع بعنف، انسحب بعده الإسرائيليون من الموقع، وانتظرهم اللواء غالى برجاله ليفاجئهم عند عودتهم ليقتل منهم 48 جنديًا .

كانت سيناء فى خيال اللواء فؤاد عزيز غالى، منذ عبرها إلى فلسطين، ثم خلال السنوات التالية لمعركة 1967، والمعارك التى خاضها خلال حرب الاستنزاف، فكان يدرس الأرض، وطبوغرافية مناطقها، وطرق الاقتراب والهيئات الطبيعية، ليختار منها المواقع لقواته، عندما تحين لحظة الحسم وتبدأ المعركة المنتظرة. كان اللواء فؤاد عزيز غالى مقتنعًا بما يقوله الرئيس السادات، من أننا يجب أن نحارب بما فى أيدينا من أسلحة، دفاعية أو هجومية، وكان ينقل هذه الرؤية لرجاله من القادة، والضباط، والجنود، مؤكدًا على أن التدريب الجيد يمكن المقاتل من أن ينتصر إذا استخدم سلاحه الاستخدام الصحيح، وطبقًا للخطط الموضوعة والتى شارك القادة فى مناقشتها، أو تعديلها، على مسئوليتهم، بهدف تنفيذ الخطط طبقًا لسير المعارك،وبالشكل الذى يحقق النصر .

وكان الفريق فؤاد عزيز غالى، والذى تمت ترقيته بعد حرب أكتوبر، يرى أن القوات الإسرائيلية أخذتها المفاجأة فى الساعات الأولى للقتال، وأننا كنا نعتمد على تأثير المفاجأة عليهم، وحققنا بها العبور، واقتحام خط بارليف، الساتر الترابى، وتدفق القوات، والمعدات، والأسلحة، ولكنهم عندما أفاقوا من المفاجأة بدأوا قتالاً شرسًا اعتمد على الطيران، والمدرعات، وعلى كل الأسلحة المتاحة لديهم، ولكننا نجحنا فى تحطيمها، ولولا الإنقاذ الأمريكى، بالجسر الجوى من الأسلحة الحديثة، لما استطاعوا مواصلة القتال، بعد اليوم الرابع للمعركة، ولكننا انتصرنا فى النهاية .

تكريم البطل :
ـــــــ

_ في الثاني عشر من شهر ديسمبر عام 1973 عين قائدا للجيش الثاني الميداني وقد تم تكريمه من الرئيس السادات ومنحه ( وسام نجمة الشرف ) .

وفي 15 / 5 / 1980 تم تعيين فؤاد عزيز غالي محافظا لجنوب سيناء وكان أول محافظ قبطي ، وظل يشغل هذا المنصب حتى تقاعد في عام 1983 . لكنه استمر في المشاركة في محاضرات وندوات حول القضايا العسكرية .

وفي سنة 1981 أصدر الرئيس السادات قرارا بترقيته لرتبة فريق .

ـــــــــــــــــ

_ الرحيل :

ــــــ

رحل الفريق فؤاد عزيز غالي في 2000 وقد خرجت كل قيادات مصر فى موكب مهيب تشيع جثمان البطل الكبير الذى أعطى وبذل كل حياته من أجل مصر وكان على رأس المشيعين شريك السلاح والكفاح وأحد أبطال نصر أكتوبر الرئيس حسني مبارك ..

ـــــــــــــ

المحامى / شيرين شوقي



مراجع الموضوع


ــــــــــ


_ موسوعة ويكيبيديا


التجمع القومي الموحد


موقع كوبت ريل _ شبكة الرصد الإخباري


يمجلة أكتوبر 4/10/2009


ليست هناك تعليقات: