الاثنين، 5 أكتوبر 2009

عصفور على الشرفة ..

عصفور على الشرفة

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

سَبَحت بقعة الضوء كعهدها كل صباح ....

حتى تشبثت بمناكب شرفتي ..

كانت تستعد فى نشاطها لإستقبال الأمل

ومساحة جديدة من الحركة والعمل ..

فتحت نافذتي الصغرى ...

والدنيا تستيقظ على أهداب النور

فوجدت ضيفاً على الشرفة

وكان الزائر عصفور ... !

يصدح بالغناء ..

أخذت من أحرفه سطراً من السطور

خاطبته بشقٍ من عَناء ..

حاورته بلغة الشعور

شقشق فرحاً حاملاً على جناحيه

عهد الحرية ..

الكلام عندي يسترسل

والفكر يستبسل ..

فى النطق والحوار والإشارة ..

تارة يصادف الهوى

و تارة ...

تتلعثم في فمي العبارة ..

قذفتني أعماقي ونفسي

بسؤال وحيرة ..

بعد أن غادرني العصفور

إلى معشوقته البحيرة ...

هل يمكنني التحليق كالعصفور .. ؟!

ولما لا ..

لا يشترط التحليق جناحين من الريش

ومناطق إقلاع ..

لا حاجة لخفة الأبدان

يقتضي الأمر نوعاً من الصفاء ...

ليسبح القلب والفكر

فى فسيح الفضاء ..

أجمل ما فى العصفور ...

أنه متجرّد ..

لا تحتله شهوة الإمتلاك

طَهور ..

من داء التعالي وعجرفة القصور

لديه فى السِرب دستور ....

موثق بالحب ....

على القلب مكتوب ...

ترفض الطيور .. كل الطيور

مرثيات الماضي والبكاء

السير إلى الوراء ...

التحسر على اللبن المسكوب ...

يغني العصفور كل لحظة ...

يكتب فى الكلمة ألف لمحة ...

ينقشها على البردية ..

على شط البحور

يراسل بريد النجوم

بأشواق الربيع على سُنبلة خمرية ..

لماذا لا يغرد الإنسان

كلما زاره النور ... ؟!

الحزن لا يعرف طريقاٌ للعصفور

هل وجدنا ذلك المغرّد حزيناً ... ؟

أو تلطخ ضميره بالجُرم ... !

هل وجدناه مخادعاً ذا يوم .. ؟!

عصفور الشرفة ...

قلبه كتلة ..

من ثلج أبيض

لا تذيبها شمس الخطايا

حُر الخطى ...

أمير على الرمال والمياه وأفنان الشجر

يرحب دون فتور

ببراعم الفجر وعرائس الزهور

يراقص الهواء ..

عصفور الدور ...

فوق غيمات الحنين

يملاء السماء ..

من تواشيح الغرام

يلتقط للبسمة ملايين الصور ...

ليس من شِيَم العصفور

زرع الأشواك ...

تنمحي من يوميات بني الأطيار ..

تختفي من مفرداتها مصطلحات

القهر و الغدر والخيانة

التعالي ..

الغرور ..

القتل والدماء ..

لا تقبل الطيور ذلك الحصار

المغلف بالأسلاك ..

ترفض الأسوار ...

هل لنا نحن بني الإنسان

ذلك الدفء البريء .. ؟!

هل لنا شفافية العصفور

نقاء عشقه ..

بساطة عُشه ..

وقراره الجريء .. ؟!

هل كانت ستنقلب الأمور .. ؟!

لو كان فكرنا عملاقاً ..

مارداً .. جباراً

رائداً .. خلاّقاً ..

يتسيد الأكوان ...

وحملنا قبل هذا ...

تحت أجنحتنا قلب عصفور ... ؟!

شيرين شوقى

3/10/2009

ليست هناك تعليقات: