الجمعة، 29 يناير 2010

أين تسكنيين .. ؟!



أين تسكنين .. ؟



أحار في أمركِ سيدتي ..


تحاورني كلماتكِ في صمتي ..


تلفني أنفاسكِ كورقة الياسمين الناصعة ..


لا أرى سوى بأحداقكِ


أستعطف الفجر والأسحار والدجى


النجوم بكبد السماء


أن تدلني على عنوان سُكناكِ ...


فيضطرب محدثي ولا يجري ثمة إجابة


فيشتعل خوفي عليكِ ... !


الكل عني يخفي موطن سكناكِ !



البارحة ..


توسلت إلى الشمس عنكِ ..


حتى تدلني أين تقطنين ؟!


هربت أمام عيني غاربة


تسكن وجناتها الملتهبة


دموع الحيرة ... !




أرسلت إلى صندوق القمر البريدي ..


إلا أن الإجابة صبت على لهفتي البنزين


ليشتعل شوقي ويرتجف الحنين .. !


فالقمر كان خجلاً من كونه قمراً أمام حُسنكِ ..


يتوارى كلما خطرتي ..


ينحسر في ظلمة الُمحاق الداكن ...


لذا لا يعرف العنوان ..!


سألت النجوم والشهب والأكوان ..


فوجدتهم مثلي ..


حيارى ... !



طفقت أشعل السيجارة تلو السيجارة ...


ورعشة أنملي العصبية لا تتوقف ..


أدخل شارع يدفعني إلى زقاقٍ .. إلى حارة


إلى مدن مجهولة ..


تتعجب من شأني المباني والأحياء والسكان ..


ولا أحد يمكنه الإجابة .... !



ذهبت للمشعوذين ..


وضاربي الودع و قارئي الفناجين ..


طرحت عليهم قضيتي في قلق ...


نظروا إلى شفتاي المتعجلة


وجفني الذي ما انغلق ..


فكان عجزهم يبكيني ...



منذ قابلتكِ ..


وصافحت يداي يداكِ ..


إنقلب حالي ..


داهمني حضوركِ كالطوفان ...



زيارة خاطفة كلمحةٍ فاصلة ..


تجري بين اللحظة والخطوة


كانت في تاريخي فارقة ..


قابلتني أحداقكِ منحتني في كرمها الحظوة ..


فتنسمت السرور بعد أيام عِجاف


وأميال من الأحزان ...



همس تحيتكِ ..


صَب بأوردتي من مبهرات الألوان


وأقاصيص العشق عشرات الآلاف ..



تملكني وبلغ حد الحد ...


سحر ذا الصوت النحاسي الرنان ..



أهداني القدر رؤياكِ على حين غرة ..


قذفني إلى أعمق الأعماق


من بهجة الخلد ...


فإحتشدت على صرح الربيع كل الأزمان ...



حين كنتِ تقتربين ....


إكتست الأرض من السجاد الأحمر


إصطفت الأطيار والأزهار وسلالم الموسيقى


و إغتسلت حشائش البساتين


إنفتحت الأفنان مظلة واقية ..


وقف الفجر والبدر


حراس شرف للأميرة ...


حتى الهواء تخفى


ليسترق من أنفاسك الشذى ..


ليملئ رئتيه من صفو النقاء ...



فاتنة أنتِ فاتنة ..


تاجكِ بلور مشبع بالأضواء ..


زيارة كانت في عمر اليرقة ..


لكنها حفرت على فؤادي جُرح الأولين ..


قابلتكِ فجأة كضوء البرق وبسمة وردة ..


وإختفيتي بسرعةٍ كالسعادة .. !


كنبتة ضوءٍ على رحيق زهرة ..


تستدعي البهجة لتسقي الريحان ..



خذي إن شئتي بيداكِ السكين ..


أقطعي أوردتي والشرايين


خذي مني القلب والقلم والورقة ..


لكن بالله أرشديني ..



إرسمي خارطةً لطريق رجعة ..


ما شبعت من مُحياكِ العينان


أستحلف قلبكِ بكل نبضة ...


بالله أخبريني ..


أين تسكنين .. ؟!



شيرين شوقي


مدونة مشوار الحنين

28/1/2010

ليست هناك تعليقات: