الثلاثاء، 7 أبريل 2009

لحظة قاتمة ..

أجندة هذا المساء
لحظة قاتمة
يمضي بي الطريق مضنياً أقدامي على حوافره المنزوعة الرحمة ليتضخم ويتضخم
فيأبى أن يصبح مجرد طريق ليتقاسم والعذاب عرشاً وإمبراطورية من الشقاء ..
_ يأتي هذا المساء غير كل مساء يأتي الطريق اليوم ليصافح أحزاني المدفونة وفى كرم حاتمي يدعوها للحضور أمامي فى خشية منه أن أكون قد تناسيتها أو تغافلت عنها لبرهة أو لثواني أو كسور السواعي وفي رونق الدبلوماسي المهذب يصافح ويدعو ضيوفه الكرام على مائدة هذا المساء فتتحوصل فى كبد أعماقي المجروحة منذ دهور التاريخ لحظة قاتمة قائمة على ناصية الأبواب والشوارع كالساري فى مدينتي كالأعلام التى تشهر دولتها وسيادتها على من يخضعون طوعاً أو قهراً لألوانها المفروضة على العيون
ولا إختيار ...
_ أتذكر او لا أتذكر ... فما تزل طيوري الحميمة تلقى مصرعها على سيوف الحرمان وقسوة القدر وعزوف الأزمان عن مواقيتها وحنوث الأفراح بمواعيدها وأقسامها التى تحولت إلى لحظة قاتمة فى صفحة سوداء من صباح أشل وفجر مهيض ثكل شمسه منذ وقت بعيد ...
_ كان شخصاً أعرفه يرتدي ثياباً بهية الطلعة ذات رونق لامع كالبرق كان يحلم ويحلم وكان يدون فى أحشائي الكثير والكثير من مدونات الحب والنجاح والأمل المشرق كجبين القمر وبروج الشمس فى عرسها بين الكواكب ....
ذلك الشبح كان شبحي .. ذلك الشامخ كان حلمي ..
جاء اليوم ليتبرأ مني ... فطفقت انادي أصرخ عله يسمعني ..
إلا أنه غسل آذانه من صوتي حتى بَح الصوت مني ...
فماتت في طريقي البسمة والكلمة وخضع للإقامة القسرية طيري ....
_ عندما تجد يدك مغلولة فى قيد حريري ناعم كجلد الأطفال غير مرئي كالخلايا الدقيقة
وتكبر فجأة من حولك فى مملكة الحرية قضبان لسجون عائمة على بحيرات الدم النازف ..
عندما ترسم بعد الطمأنينة لوحات الخوف وتنحت على محاجر الدهر شكواك وتجد الدهر أُمياً لا يقرأ ...
عندما يعود طفلك بالأعماق يبكي وشعرك مبتلاً من خطايا النجوم السائلة التى لاقت مصيرها المحتوم بعد غياب طويل فى مسارح الحب ومدارج الأمل ومراكب الطموح فتبكيه عيون الفجر الذى فقد النور فكتب فى خانة الميلاد الغروب ....
_ ماذا يمكن أن تترك .. ؟ !
سوى هذه السطور فى هذه اللحظة القاتمة العاتمة وتمضي فى طريق بلا نهاية
وشمسٌ تلفحك كهجير الصيف ...

ليست هناك تعليقات: