الخميس، 2 أبريل 2009

رسالة من القلب

أجندة هذا المساء ..
سيدتي الوقورة ..
العصرية الموفورة العاطفة المتدفقة كالنافورة
تحية طيبة من قلب إلى قلب من عمق إلى عمق ..
من خلف السماء تحملها إليكِ طيور أجندتي هذا المساء ..
سيدتي ..
كنت من قبل أظن أن كل النساء ماتت ..
كلهن واريتهم الثرى مع رماد مدفأتي التى أخمدت نيرانها مع مولود الصبح الغض
فذات ليلة إرتديت ثياب الحفل الجنائزي والقبعة السمراء وإختلست وظيفة الحانوتي
فدفنت بمهارة وجسارة كل نبضة كانت تمتلكها بعضهن ...
وطرحت عن مملكتهن تعلقي المريض وفطمت القلب من حليب الحب المبستر ..
فالنساء أصبحن يحترفن الخدع ويعلبون الهوى .. يقطعونه وفق الحاجة إلى قطع ..
فصارت مشاعرهن ورق مجفف علاه تراب الركود وحفريات قديمة كالصخور البركانية
صار الحب لافتة عتيقة من الماضي .. ولا احد فى عصرنا يجيد القرأة ..
فقررت الإستقالة من الحب ومزقت راية الغرام محرقاً كل الدفاتر وإنكفأت منكباً على ذاتي
مغلقاً أبوابي بإحكام ... وأدخلت قلبي المجروح فى معاركه الفاشلة الأخيرة إلى ثلاجة المرطبات والمحاجر الباردة ... أغلقت ابوابي إلى إشعار آخر ... فإستلقيت فى هدوء غاب عني كثيراً وحدثتني نفسي المتعبة أني لسوف أبقى طويلاً عهود وعصور مسترخياً سعيداً بوحدتي وحريتي ..
فما أقوى القلب الذى لا يدق نبضه جدرانه وما أسعد الرجل الذى لاتمتلكه إمرأة ..
كل هذا ذات يوم ... ومر يوم ... وجاء يوم .. تبدل الليل وإنقشع الغيم ..
وبينما أنا فى صحرائي الناسكة وفكري المتصوف فى محراب الإعتزال مرتكناً إلى وثائق السلام ووقف إطلاق النيران كانت هناك آثاراً من الأقدام الآتية من بعيد أقدام كثيرة ومرت قافلتك سيدتي الأميرة فكانت نهاية رهبانيتي المترفة فإنزعجت كل أساطيلي وهبت لنجدة محرابي وحماية أسواري من غزوك الجارف كالهزة الأرضية كالزلزال فمزق جدارني اللينة الحديثة البناء وذابت على رؤوس تيجانها مراثي الدموع وأدبيات الوداع ...
ما أبسط أسلحتك وأمهرها .. ما أجمل طفولتك وأجبرها .. ما ألهب دمعك وأكثرها ..
بساطتك الطفولية كانت فوق مخططات النازية فإحتلت المساحات الكبرى من مزارعي
ومن غاباتي وهضابي فى ثوانٍ معدودات ..
ياللعجب منكِ ..
يا من فى نقائها فاقت لمعان النجوم وفى تألقها تحسرت الشموس عن كل إفتراء وإدعاء
همساتك يا إمرأة ملكتي بلا وثيقة تعجلتني من زمن الفرسان فكانت لي الجواد والحراب والخوذة كانت لي ساحة الوغى ومحلة البطولات ..
إحترفت فى صدقكِ سيدتي كل دروب الهوى فأنتِ من زمن مختلف جد الإختلاف تجمعت بين يديكِ كل الرسالات والكلمات التى نطقها قبلاً عشاق وأحباء فتمثلت فيكِ أميرتي الإنسانية جمعاء ..
عندما حاصرتني قافلتك سيدتي فى هذا المساء حاولة القتال بكل ما يدعيه السادة الرجال
من مفردات العنف وفنون المبارزة رافضاً الإستسلام ... فصرت أصارع نفسي .. ولا مجال فمحال محال أن أتركك ترحلين .. ونفس الأمر أن تستعمرين .. خجلاً من أسواري
وما أنفقته عليها من سنوات تراخت على ستار الزمن ..
سيدتي ...
أيتها المحتلة ماذا تريدين مني ؟!
كيف هبطي علي بقافلتك مستقلة عربات النجوم وجياد الفجر ذهبت كل القرارات سُدى
أدراج الرياح فإقتلعتِ بمنجلك ما أنبتته سنوات العجاف فى حَصيد مذهل ..
سأعلن ولا أهاب ولن اخشى أسواري ولا جيوشي ولا تجربة الألم .. لن تثنيني عن طريقك قيد أنملة تضرعات النزعات الرخوة الإستقلالية ..
ماذا تريدين مني ... ؟!
هل تسألين هل أحبك .. ؟!
نعم أحبك .. نعم أحبك .. نعم أحبك ..
ثلثتها ... أقسمتها ... بجنون هستيري ... فهل تقبلين جنوني ..... ؟!



هناك تعليق واحد:

حنان يقول...

إن كان الحب جنون فأجمل ما فى الجنون انك حبيبي