الاثنين، 8 ديسمبر 2008

ريثما تعودي



هذه رسالتي الخاطفة
ريثما تعودي ....
قد أبلغتيني أنكِ قبل دوران العقرب ..
فى ميناء الساحة الأبيض فى الملعب ..
قبل أن تُنهي أذرع الثواني
أنشطتها الدؤوبة ..
وتتكشف عن البندول السواعد ...
ستعودي ..
ستتبتهج الأنوار
وتنموا الزهور والأقحوان
على كل المقاعد ..
فماذا داهمني فى هذه اللحيظات
لست أدرى ...
فقد هجرت أوراقي غصون الفكر
وتجمد الإلهام على ثلوج الوعِر
غيابكِ الذى تسمينه بُرهه ..
كان فى قسوة القدر ...
ماتت فى رحِم اليراع المشاتل
ماتت أذرع القلم
توقفت الحياة فجأهة ..
ريثما تعودي ...

****

تثاءبت سطورى على الطُرس ..
الضجيج إستحال إلى همس ..
لا تسمعه أذناي
صرخت أنادي
تشابكت مشاعري المضطربة
كقرون الوعل ...
فغيبكِ أسر ..
لا يفك قيودي ..
نامت فور غلق الباب طيوري ..
مريضة على بساط الألم
فخرج كياني من عَجلة الدوران ...
لم أدري لم أعي أنكِ حياتي ..
أنكِ تجري ..
فى عروقي التاجية ...
أنكِ أحلامي فوق عروشي العاجية
أنك أنتِ كل نقاط الدفع الحيوية ...


****

فى غيابك ..
تكاثفت غيوم ورزاز ..
أمطار من الخوف عليكِ
وعواصف من الشوق إليكِ ..
هبت دفعة واحدة
أغرقت مستنقعات الأهواز ...
حطمت النوافذ
غيابك عاصفة رميلة
تُلهب فحم القوقاز ...
بمعاول حقل ومناجل ..
مقطعها سيف حاد
تقذف .. تجرف .. وتحاول ..
تقتلع نشرة طقسي المناخية ..
ريثما تعودي ..

****

فى غيابك ..
إنقلب السقف إلى السجاد
حوائطي نزفت ..
ستائر حزن ورقية
مادار بخُلدي ..
أن غيابك سلطان
يأمر فينفذ ..
بالسلطة الجبرية ..
يحفر فى قلبي نعوشي
يجفف براعمي الغَضية
وربيعي يرتعب

حطباً على عودي ..
قُبرت دنياي ..
أحلامي ووجودي ..
ريثما تعودي ....

****

فبحق الحب أهاتفكِ ..
أراسلكِ .. أناشدك ..
أن تسكبي الحياة على غفلة المَنون
لتنتبه أشجاري
وتتشرب هواكِ جذوري ..

****

فى المرة القادمة ..
لن تذهبي وحيدة
ألازمك كالظل
أوافيكِ كالعهودِ ..
ولو طرفاً يسيراً من الساعة
وقُلامة ظُفر ...
****

لن أكمل ..
رسالتي تلك الملتهفة
إنحنت دفتي الدفتر
تغلق ممالكها
ترفض منحي المزيد
من صغار الوقت
وفتات الدقائق
أو حتى هوالكها ..
توقف للتو القرطاس ..
تصارعت الخطوط مع الأنفاس ..
غَلب الصمت ..
فلا معني لكلماتي بدونكِ
غَلت .. تبخرت ..
بنات الفكر ..
جفت نباتات الصبار ..
رسَمت إسمكِ بلداني وحدودي
دخلت بياتها الشتوي ..
ريثما تعودي ...

شيرين شوقى
8/12/2008

ليست هناك تعليقات: