الأربعاء، 10 ديسمبر 2008

إلى أبواي ...



أبي ..
العظيم .. الفاضل ..
الحصن والراعي
القلب الكبير ..
والجندي المناضل ..
العقل المشغول بأبنائه ..
الفكر الساهر ..
ذلك المعلم القادر ..
من علمني ... درسّني ..
نَحت على لوحتي ....
الأحرف الأولى من الرجولة ..
من أدخلني بيديه القوية ..
إلى معترك الحياة
ذلك الصخر

الذى ...
إن ضعفت عليه أستند ...
فأجده لأجلي يخاطر
ولا يبقي درباً من كل الوسائل ..
حتى يخرجني ...
من الحيره .. من المشاكل ..
من علمني ....
إن وعدت أفي ..
إن صادقت أنتقي ..
كيف أكون صاحب مبدأ ..
قوياً مستقيماً لا ينثني ..
كيف أن المسئول باذل ..
لا كِبراً يعتلي ..
أبي ... مرشدي ودفتي
كلما هرول الوقت و مر ..
يصبح إحتياجي لكِ أشد
فمتي يا أبي نلتقي ..

متى نتقابل ..

****

أمى ..
قد تتعجبين يا أمى
لو قلت لكِ أني ..
لطالما وددت أن أعود طفلاً
نعم طفلاً ..
يبحث عن يديكِ ..
يمد الخطى على ثوبكِ
يجتهد ..
يحبي ..
يمشي ..
حتى أنعم بما يترَف به الملوك الصغار
على مناكب أمهاتهم ..
لكم تمنيت أن يتوقف بي العمر ...
على أحضانك الدافئة ..
حتى أظل ألهو .. وألعب ..
على حجركِ الكبير ...
المتسع كما الحب اللامحدود
كم تمنيت أن أعود صغير ....
فأعود إلى القصر
فحبكِ قصر ..
نُبلكِ قصر ...
شموخكِ قصر ..
أطالعه بعودي القصير ...
قلبكِ مفتوح بلا حساب
بلا كاشير ...
معنوناً ببسمة الحب دون تكشير ..
بلا سقف أعلى ..
بلا حدود ..
وأنهل من عينيكِ الطيبةِ ..
التى ما ملّت لحظة من مرافقتى ..
ويداكِ التى ما كلّت من مراعاتي ..
أنهل من نُبل الإنسان وإقترابه للسماءِ
كم أود الرجوع للخلف ..
وأعبث بحاجياتي ..
وأدواتي المدرسية ..
وتخلعي عني ثيابي المتسخة..
لتغسليها بالحنان
أعود لأنصت ...
فيطربني ذلك الصوت العذب
الذى كان صندوق الدنيا
مع الحواديت الساحرة الليلية ..
التي قصصتها على مسمعي
فصنعت منها عالمً كبير ..
كانت تذهب بي فوق أشرعة الأثير ..
فأعلو على حبال حنجرتكِ
فى الهواء وأطير ...
وأنتقي كما يروم لي
فضائل منتاثرة من أقاصيص المشاهير ..
أمى ..
وأنا على ذلك البعد البعيد
وانا غريب فى غير وطني ..
أراكٍ اليوم مليكتي .. معلمتي ..
مدرستي الأولى ..
نهر العطاء ...
دفتر .. ما إنفتح إلا ليعلمني كيف أحب
كيف أغفر ..
كيف أحنو على الفقير ..
كيف أن الإنسان لايصير ...
إلا بالبذل كبير ...

****

أبواي .. أراكما ..
قِلعاً لا يهبط مع التيار ..
قلما ًرسم لي أول الخطوط إلى محبة الله
وأساساً حفرته أعماركما فى قلب الحياه
رغم أن الطفولة لم تفارقني ...
فهى فى ذلك الركن الهادئ
من جنبات قلبي ..
تستكن ..
إلا أني مازلت أغير ..
من طفلٍ إذا ما سقط ...
فى حبوه الغرير ..
يتلقاه حضن أمه ويدي أبيه ..
إنه الحنين الفائق ...
يدفعني بلا عائق ..
لتلك اللحظات الماسية ....


****

أبي .. أمي ..
أبواي ...
حينما أحبني الفادى الحاني
أياكما أهداني ..
أدعوه فى عُلاه ..
أن عشتما لي وإخواني ...


شيرين شوقى
11/12/2008

ليست هناك تعليقات: