السبت، 20 ديسمبر 2008

عين شمس وعين جالوت .. !!

الموقع الأول : بيسان ونابلس ( فلسطين )
الحدث : معركة عين جالوت ..
الزمن : 3 سبتمبر 1260 م ...
الموقع الثاني : القاهرة
الحدث : موقعة عين شامس المظفرة
الزمن : 23 نوفمبر 2008 ...
فى يوم 3 سبتمبر من عام 1260 زحف القائد المظفر العربي قطز ومعه جحافل الأبطال لكسر ودحر التتار .. فى منافسة إستعمارية رائعة ..
فالأول يريد الإحتفاظ بضيعتة المستعمرة مصر والأخير يريد أن يقطم من الكعكة أو يأخذها كلها من يد الأول ..
إنكسر المغول وهزموا لأول مرة منذ إقتحامهم لمنطقة الشرق الأوسط منذ عهد جنكيز خان .. وتم وقف المد المغولى ...
وماتزال صرخات الجيوش المملوكية المظفرة وهى تصرخ (الله أكبر)
فى زحفها نحو التتار تتردد إلى الأن ولكوننا من المحظوظين سنح لنا الحظ أن نرى بأعيننا ماكيت مصغر لهذه الموقعة المباركة .. !!
لقد تراخي التاريخ وذهبت أجيال وتطور العالم إلا أن بلادنا لا تزال تحتفظ
بالوثبة البطولية فى وجه الكفار وإستعادة الأرض الطاهرة من دنس المشركين .. !!
ففى العاصمة المصرية القاهرة وفى السنوات الأولى للقرن الحادى والعشرين قام مجموعات تتعدى المئات إلى الآلاف فى عددها والزمن يعيد نفسه ..
فقد قام الجبابرة الأبطال المغاوير بمحاصة المد النصراني الكافر والعياذ بالله
حيث نما إلى علمهم بأن الخطر النصراني إمتد إلى منطقة عين شمس ..
وهناك نفر قليل من النصارى يشرعون والعياذ بالله فى إقامة صلاة فى مصنع قديم

ودرأً للخطر المحدق بالأمة الإسلامية ...
قامت الجموع المؤمنة التى إشتعلت فى قلوبها الحمية للدين والعروبة ..
أولاً : بالشروع فوراً ببناء مسجد والصلاة به قبل تشطيبه وإكمال بنيانه
أمام هذا الطاغوت المسيحي المزمع إقامته .. فى المصنع القديم ..
ثانياً : الهجوم المظفر على هذه الأقلية المشرذمة قبل أن تبدأ فى تنديس الأرض الطاهرة فى عين شمس ..
وحقاً لم يقصر أحد فى إظهار البطولة .. رجال ونساء وأطفال .. وطبول
لافتات بالخط الكبير العريض .. ( لا للكنيسة ) .. عظيم يا رجال الأمة !!
وقد قام الجحافل المغاوير بحرق هذه اللافتات قطعاً مع التهليل بالنصر المظفر والتعبير عن السيادة و الإنفراد الإسلامى بمصر الإسلامية ..
وإنطلاق أصوات الشعب المؤمن ( الله أكبر .. الله أكبر .. مش عايزين كنيسة .. ) يالها من لحظة تاريخية مظفرة أعادت لضمير الأمة العربية والإسلامية أمجاد عين جالوت فى عين شمس ..
إنه عهد ووعد من الأحفاد إلى الأجداد .. ولسان حالهم يقول لا تقلقوا أنتم
إنا لهم لبمرصاد .. لسوف نقضي على من يسموا بالأقباط .. !!
مارأيكم أدام الله عزكم فى هذه اللوحة الرائعة ... !!
أكاد أجزم أن هذا هو عين ما دار بخلد كل من قام وفتح حلقه وحنجرته العنترية على من .. لا على إسرائيل ... ولا على التتار .. ولا على أعداء لمصر ..
بل على المواطنين المصريين المسالمين الذين تخلوا ضمائرهم من الغدر والكراهية الذين لا يعرفون سوى أحبوا أعدائكم باركوا لا عنيكم ..
الأقباط الذين يصلون فى قداساتهم وكتبهم من أجل الملوك والسلاطين الحاكمة ...

الذين لا يعرفون سوى مصريتهم قومية وهوية ..
وأعتقد أن هذا المكون القبطي هو أول أسباب إضطهادهم ..
لأن أياديهم نظيفة طاهرة من دماء الأبرياء لأنهم لم ولن يلجأوا يوماً للدفاع عن أنفسهم بالسلاح رغم مشروعيته فى حالة وجود عدو يقتل ويحرق ولا أحد يقف بوجهه وللأسف هذا العدو من شركاء الوطن وهو الذى يريد إبادتهم من مصر بلادهم وجذورهم .. !!
دعونا نحاول أن نلقى نظرة إجتماعية لنعلم ما الدافع الذى حرك كل هذه الجموع الحاشدة لتهاجم وتحاصر ذلك المكان المخصص للصلاة ..
أولاً : شريحة الظلام والفكر المغلوط :
للأسف يوجد قطاع كبير ويتنامى فى مجتمعنا المصري يرى أن مصر إسلامية وهى وفقاً لذلك هى ديار الإسلام ونظراً لكونهم لم يستطيعوا التخلص من الكفرة ( الأقباط ) فهم يعاملون معاملة الذمى أو ضيف ثقيل
غير مرغوب فيه تراقب تحركاته وتكبل خطواته ولا مانع من التلذذ بإضطهاده بين الحين والأخر ..
من هذا المنطلق سنأخذ عينة ممن إعتقوا هذا الفكر وكيف أنتج رأى وسلوك تدميري ونزعة إستعلاء بإعتبار أن كونه مسلم هذا كفيل بأن يفعل ما يحلوا له فى الأخر المخالف للدين .. !!
( النماذج مأخوذة من تقرير المركز المصري لحقوق الإنسان )
( فى يوم 26/11/2008 )
مثال : .. للفكر السائد الشريحة الكبرى ..
_ خ م _ 22 سنة يقول :
الكنيسة تم بنائها بدون ترخيص والحكومة بتدافع عن المسيحين !!
والأمن ضربنا إحنا ومعملش حاجة للمسيحين جوه الكنيسة .. إشعنى !!!!
الأمن ليه بيتخانق معانا إحنا .. إحنا مش عاوزين كنيسة .. !!
( وكأنه هو وأمثاله من يتحنن ويمن علينا بأن نبني كنيسة أم لا ..
وليس حق لنا !! وليس ذلك فقط لكن يريد أن يدخل الأمن ويضرب المسيحين المحاصرين منهم مش كفايه ما فعلوه لأ طبعاً لا يرضي النفوس الحاقدة
!! )

ولازم الأمن يحترم رغبتنا ..
( أما رغبة المسيحين معدومة ولا تحترم !! )
المسيحيين عندهم كنايس كتيرة .. هما عارفين إن فيه جامع هنا .. وكان لازم يشوفوا مكان تانى غير المكان ده ..
( إنه لشئ محزن .. فالأستاذ هنا يريد القول أن الكنائس تدنس المساجد !!
وأنه يكفى وجود كنائس ولو حتى وراء المحيط .. فالمهم أن لايبنى المزيد!!
هذا نموذج من ما أنتجه الفكر المتعصب ومنطق الإستعلاء والأقوى يأخذ الضعيف فى حذائه
.. !! )
- نماذج أخرى من قلب ولحظة المعركة الكبرى عين شمس أو عين جالوت الثانية .. يعرضها لنا أ / نادر شكرى _ الأقباط متحدون _
( 24/11/2008 ) ومعها وصف لمعركة حامية الوطيس تتتشابه وعين جالوت المظفرة .. فيقول .. :
- (لم أجد عاقلاً واحداً يُدين ذلك أو يتصدى لهجوم الغوغائية، فهناك الأم تهتف ضد الكنيسة وطفلها يقذف بالطوب، وهناك الشيخ يشد من حماسة الشباب حتى لا يتراجعوا أمام محاولات الشرطة لقمعهم وهناك الفتيات يحملن الطبول والشباب محمول على الأعناق يرفض ويصرخ "لا للكنيسة" "الله وأكبر" وأثناء ذلك حاول بعض أعضاء مجلس الشعب تهدئة المتظاهرين دون جدوى. )
- (وكنت أثناء ذلك وسط المتظاهرين غير قادر على الخروج ولكن وقفت في دهشة متابعاً للموقف و ردود أفعال الأشخاص، فالأطفال فرحون والشيوخ يقفون يشجعون الشباب عدم التراجع!!، )
(ووقف شيخ على الأعناق يقول "دي حكومة....!!!!" بمعنى كافرة ومتواطئة لأنها تترك الأقباط يصلون بالكنيسة وظل يقول "محدش يخاف
دافعوا عن دينكم" "لا إله إلا الله"، "الله وأكبر" وظل هذا الوضع حتى الثانية عشر بعد منتصف الليل. )
- سيدة عجوز ( من قلب المنطقة ) ..
( وأثناء توقفي لالتقاط الأنفاس شهدت سيدة عجوز تتحدث بكلمات أن ما يحدث شيء خطأ، فتبسمت فيها خيراً وفرح قلبي لأنني وجدت عاقلاً يدين ذلك، وعندها اقتربت السيدة إليَّ تتحدث وكأني شخص من أبناء المنطقة وكانت المفاجأة كما قالت "اللي بيحصل دة غلط من الشباب، المفروض يكون في تنظيم أكتر من كدة لأن المسيحيين عايزينا نضرب في بعض، دي خطتهم لكن لازم نضرب بعقل, المفروض أن كل المسلمين ينزلوا ويفرشوا في الشارع ونصلي،... لكن إيه إحنا سوينهم "يعني ضربناهم" ووضبناهم من الصبح..... كنيسة إيه دي اللي عايزين يعملوها هو إحنا ناقصين"!!! )

أما الطامة الكبرى أن يتطابق هذا الفكر من شاب صغير أو سيدة عحوز من سواد الناس مع شخص من الصفوة السياسية وأحد أعضاء الحزب الحاكم وعضو مجلس الشعب عن منطة عين شمس السيد / محمود مجاهد .. !!!
فقد ورد هذا الكلام فى إتصال تليفوني مع معتز الدمرداش فى برنامج 90 دقيقة التى خصصت لمناقشة الأحداث ...
يقول ( أن المسلمين تفاجأوا بقيام المسيحين بالصلاة .. ولهم كنائس كتيرة
ولكن نحن نسيج واحد .. !!!!! )
نفس منطق من رأينا آرأهم عاليه حقاً كارثة ومرض سرطان التعصب اللعين وصل من أخمص القدم إلى القمة فى المجتمع المصري ... كل الجسم مريض ..
لك أن تتخيل عزيزى القارئ أن المتحدث بهذا عضو يمثل المنطقة

ونجح بأصوات أبناء هذه المنطقة .. مسلمين و مسيحين .. ماذا سيحدث من البسطاء ..
هذا من ينطق بلسان المواطن ويتولى الدفاع عنهم وإنتزاع حق المظلوم من الظالم .. ها هو يعطى المبرر والكسوة الشرعية المفتعلة المكشوفة لهجوم الغوغاء والمغيبين فى هذا الوطن والأعجب يردد الإسطوانة المعتادة دون وعى بقيمتها ( نحن نسيج واحد )
أى نسيج يا سيد .. فهذا الفكر مزق مصر إلى أشلاء .. !!
ثانياً : الشريحة الواعية والحس الوطنى
وإن كانت قليلة فى وجهة نظرى إلا أنها صمام الأمان لمصر ..
فهؤلاء هم أبناء مصر الحقيقيين هم من يحملون الوطن فى قلوبهم أياً كانوا
ولا ينظرون إلى شريك الوطن إلا على إنه مواطن مصرى دون أن تنكر عليه حقه الطبيعي والدستورى والقانوني فى وطنه وعباداته وحقوقه وواجباته إنهم من يفهمون المواطنة حق الفهم ويمارسونها بشكل مصري أصيل وتلقائي لم تتلوث أيديهم بدماء الأبرياء ولا عقولهم بفكر الظلام ..
من هذه الشريحة ناخذ بعض الأمثلة :
- فتاة مصرية 28 سنة تقول : ( عن المركز المصري لحقوق الأنسان )
أنا مسلمة ومش راضية عن بيحصل من حق المسيحيين أنهم يصلوا فى كنيسة وحتى لو كانت مخالفة وبدون تصريح الحكومة هى اللى تقول مش إحنا

( نلاحظ هنا الفكر السليم والإحترام لدور الدولة والقانون ) ..
إحنا بقى منظرنا وحش أقوى .. الإسلام دين سماحة مش عنف ..
والشباب المتهور بيخلي الناس تاخد فكرة سيئة عن الإسلام ولازم الدولة تشوف حل للموضوع ده كفاية بقى حرام عليكم إنتم مستنين البلد تولع
ولا إيه ؟
( هذا هو الحس الوطنى الذى إفتقرنا إليه فهذه السيدة مصرية أصيلة تحب بلدها تخشي على حرية غيرها وتحميها وتؤمن بأن الدين سماحة وحب لا عنف وإرهاب ودماء .. ونلاحظ أن المواطن من هذه الشريحة يعلم تماماً أن الكرة فى ملعب الدولة
منها يأتى الحل لهذا المرض المزمن
) ..
- وهناك نماذج رائعة أخرى ونذكر منها ..
- معتز الدمرداش المذيع اللامع صاحب الضمير الوطنى .. فى بنامج 90 دقيقة وقد أحرج السيد عضو مجلس الشعب محمود مجاهد عن دائرة عين شمس حين قال له ..
( ناس بيصلوا لربنا إيه اللى مزعلك فى كدا ) ..
- ونذكر أيضاً موقف المذيع المعروف عمرو أديب والذى قال كلمة حق فى هذا المضمار فى برنامجه المعروف القاهرة اليوم ..
( فكرة أنه ناس تقرر ان المكان يبقى كنيسة فيطلع ألفين ثلاث آلف واحد
يعملوا مظاهرة وشعارات إسلامية إسلامية وطبعاً إندس فى وسط دول ناس من جماعة حضراتكوا عارفينها ( الأخوان المسلمين ) ودخل فيها واحد قال تصريحات وو.. إلى آخره ولع الدنيا .. كل الناس واقفة عند ان الموضوع الحمد لله إنطفا وخلص إلى آخره طبعاً خلص بس الموقف نفسه والمشاعر وطريقة التفكير ما خلصتش لكن يا جماعة المسألة لازم تتحل من تحت لما تقروا الشعارات المكتوبة .. خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود .. سيعود لمين ولإيه ..
يا عمي الراجل هايعمل كنيسة يعمل يارب يعملوا ألف كنيسة مليون كنيسة أنا شخصياً كمواطن مصري مسلم .. ولا عندى أى مشكلة فى أن يكون مليون كنيسة فى مصر إيه يعنى ناس تصلي فيه جوامع كتير قوى .. إيه كانت المشكلة الكبيرة والعظيمة فى هذا الموضوع ...
أنا رأيت أن المجلس ( الشعب ) ما دخلش فيه الدورة دى قانون دار العبادة
القانون الموحد لدور العبادة القانون دا بننادى به ود/ أحمد كمال أبو المجد
بينادى بيه يبقى فيه قواعد .. نفس قواعد الكتيسة نفس قواعد الجوامع ...
اللى يجي يعمل كنيسة ما يستناش تصريح من رئيس الجمهورية .. ) ....


هذا فى حين أن صمت المؤسسة الدينية الإسلامية الذى يثير الريبة

يفسره الكثيرون أنه موافقة ضمنية على ما يجرى ..
ولعلنا نتذكر موقف قداسة البابا شنودة المشرف والتاريخي فى الرد
على بابا الفاتيكان دفعاً عن الإخوة المسلمين وها ترد المؤسسة الدينية فى مصر الجميل ولم تكلف نفسها بشجب وتوعية الناس بالمواطنة وحقوق الأخر والحفاظ على أمن ووحدة مصر ..
- من جماع هذه النماذج نجد أن الخلل الإجتماعي نابع من تفشي لفكر التطرف والتعصب وهذا الأخير تقوي وإشتد عوده بدعم سواء عن قصد أو بدون قصد من مسلك الدولة المتساهل مع كل هذه الأحداث ..
من جرأ هؤلاء الغوغاء على أن يقفزوا فوق دور الدولة ويتولون مهام السلطة التنفيذية أليس لضعف هيبة الدولة وعدم فاعلية القانون أليس لأنهم يضمنون البراءة مقدماً لو تم القبض عليهم ؟!! ...
ماذا يجدي تدخل قوات الشرطة للفض الآني بين المهاجمين والمعتدى عليهم ..
ألم يكن من الأولى القضاء على مسببات التوتر أصلاً لأنه لسوف نرى هذه الأحداث
وقد إزادادت توحشاً فى ظل غياب رادع قانوني أو إحترام لهيبة القانون مع الخلل الجسيم فى التعليم والوعى المضلل فأصبحنا نعيش ما يشبه الفوضى كل مايصل لك ذراعك خذه ولا تسأل طالما أنت الأقوى ..
إلى الأن الأقباط يراهنون على الدولة ويتركون للدولة حل المشكلات المزمنة وتترك للدولة حمايتهم .. ولكن فى كل مذبحة أو هجوم نرى تخاذل الدولة الواضح ..
لو كان قد تم إعدام مجرم واحد على قتله لمواطنين مصريين أبرياء أقباط ..
لو كان تم إصدار قانون موحد لبناء دور العبادة ..
لو كان تم إعطاء المصريين المسيحيين مساحة عادلة للمشاركة

سواء فى التمثيل النيابي أو مناصب الدولة الهامة أو الإعلام أو التعليم أو الشرطة .. إلخ
لو كان المسلك الحكومي عادلاً ..
لكان إنتهى تماماً ومات إلى الأبد الكيان المتطرف من جذوره ..
لكن للأسف المسلك الحكومى يرسخ التفرقة بل ويرسي فى اذهان المواطنين
المصريين المسلمين انهم الأعلون وأنهم هم فقط لهم كل الحقوق
والأقباط لا يقفون على قدم المساواة معهم ..
فحينما تغلق الدولة كنيسة مرخصة لا يمكننا أن نلوم جماعة غوغائية تهجم على كنيسة غير مرخصة .. حينما تبرئ الدولة قتلة لأبرياء أقباط وتخلى سبيل من حرق ومن قتل ومن خطف لا يمكننا أن نلوم من يكررها فما المانع من تكرار نفس الجرائم كل يوم وكل لحظة .. أين الحلول .. أين القانون يا سادة .. هل من مجيب ... ؟!

ليست هناك تعليقات: