السبت، 13 ديسمبر 2008

مشتهي الأجيال

أجندة هذا المساء .. 2

مشتهي الأجيال








هنا ووسط هذه الثلوج البيضاء الناصعة على أكتاف الزمن فى الملء جاء المسيح ..
فمنذ أن أضمر الله الخلاص للإنسان والبشرية تشتاق إلى هذه اللحظة الفارقة من التاريخ لحظة الميلاد ...

كان الوعد لأبينا آدم نسل المرأة يسحق رأس الحية .. :
(( واضع عداوة بينك وبين المرأة وبين نسلك ونسلها.هو يسحق راسك وانت تسحقين عقبه ))

تك3: 15 ..
مرت قرون طويلة جداً من وجهة نظر الإنسانية إلا أنها لمحة خاطفة .. فيوم عند الله كالف سنه وألف سنه كيوم واحد ..
((ولكن لا يخف عليكم هذا الشيء الواحد ايها الاحباء ان يوما واحدا عند الرب كالف سنة والف سنة كيوم واحد ))
2 بط 3: 8


لكن ماذا حدث خلال هذه الفترة .. ؟
كان الله تعالى يعمل بقوة على تجهيز البشرية وإعدادها لقبول الخلاص
فكان الوعد للآباء الأولين .. وكانت الذبيحة التى تنزل نار من السماء لتأكلها وكانت رمز لدم المسيح الذى يطهر من كل خطية ولأن إلهنا نار آكلة ..
ثم كان الناموس وفترات الإنتظار لحين إستلام لوحي الشريعة .. التى كانت ترمز لتمام الوعد وترقب البشرية للفادى المنتظر ..
كانت بعد ذلك النبوات وكثافة الرموز كلها تتجه للمسيح المرموز له .. فقد سلط الناموس بالوصايا والطقوس الضوء على ضرورة فعل شئ ما لتخفيف وطأة الخطية ومحاربتها ..
لكن كان الناموس عاجزاً عن الخلاص لأن الناموس جاء كضوء كاشف عن الخطية آمراً
بالنهي عنها ولكن لم يكن يقدم لنا شيئاً عن الخلاص من الخطية الجدية والضعفات التى يقع فيها المؤمن ...
كذلك شوقتنا كثيراً جداً النبوات الرائعة عن المسيح الفادى مشتهى الأمم التى نثرها فى أرجاء الكتاب المقدس فى العهد القديم وفى وجدان كل مؤمن آبائنا الأنبياء ....

فنسمع صياح أحدهم جاهراً بإسمه وميلاده المعجزي فنسمع صوت النبي العظيم أشعياء يقول .. :
(( ولكن يعطيكم السيد نفسه آية.ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل ))
اش 7: 14 ..
ونجد من أخبرنا بمكان ميلاده فيهمس ميخا النبي فى آذان القلوب المتعطشة لميلاد الفداي .. :
(( اما انت يا بيت لحم افراتة وانت صغيرة ان تكوني بين الوف يهوذا فمنك يخرج لي الذي يكون متسلطا على اسرائيل ومخارجه منذ القديم منذ ايام الازل ))

مي 5: 2 ..
وهنا نسمع رنين صوت يجلجل فى العهد القديم بين النبوات وكان صاحبه النبي العظيم أشعياء .. ويقرر بيقين الفداء الآتي .. فيقول :
(( وهو مجروح لاجل معاصينا مسحوق لاجل آثامنا تاديب سلامنا عليه وبحبره شفينا ))
ش 53: 5
ويصدح رخيم الصوت صاحب القيثارة المرنم الملك داود النبي ببشرى القيامة المفرحة .. فنسمع ترتيلته العذبة عن الفادي .. فيقول :
(( لانك لن تترك نفسي في الهاوية لن تدع تقيّك يرى فسادا )).
مز 16: 10
ونجد صوت النبي هوشع يصرح ببركة خاصة لمصر التى سوف يهرب إليها ذلك الوليد الممجد فنسمع منه هذا الصوت الجميل .. :
((
ومن مصر دعوت ابني ))
هوشع 11 : 1 ...
ويعوزنا الوقت لكي نستمع لكل أجراس النبوات التى مهدت للميلاد العجائبي الممجد المبشر بالخلاص ...
ولقد كان الآباء فى العهد القديم يدركون جيداً أن المصير بدون المسيح مظلم تماماً

وأن كل نفس لسوف تذهب للجحيم الهاوية ..
لأننا مازلنا مديونين ولا منقذ ولا مخلص .. لا من ينقذ ولا من يشفي ..
فنجد مثلاً أن ما قيل عن داود النبي .. :
(( فافعل حسب حكمتك ولا تدع شيبته تنحدر بسلام الى الهاوية ))
1 مل 2: 6


إذن عند ميلاد المسيح يسوع كان الله قد مهد البشرية روحياً لإستقبال الفادي ..
كذلك كان الله يعمل لتجهيزات أخرى للميلاد المجيد
..
فمنها على سبيل المثال :
- إنتظار الله لميلاد أم النور الطاهرة مريم تلك القديسة العظيمة الطهر
- الكامل التى إستحقت أن تحمل جمر الخلاص الملتهب ولم تحترق ...
- لم يكن بين نساء العالم أجمع من يشبه أم النور فإنتظرها الأب
- فى سماه ليتم من خلالها ميلاد الفادى الممجد ..
- إنتظر الله حتى تقوم الإمبراطورية الرومانية لتحكم العالم وتمهد الطرق وتوحد اللغة وتشرع القوانين وكل هذا جعله الله له المجد لخدمة الكلمة ونشر بشارة الفداء

للعالم أجمع ..
- إنتظر الله تواجد كل شخصيات الميلاد مجتمعة فى عصر واحد
- القديس العظيم حامي السر الإلهى يوسف النجار واليصابات
- سمعان الشيخ زكريا الكاهن يوحنا المعمدان أعظم مواليد النساء
- المجوس والرعاة شهود الميلاد ... أيضاً حتى يتواجد كل من الأباء الرسل القديسين الأطهار ..

وكذلك إنتظر الشخصيات التى تتمم النبوات ولو عن عدم قصد منها لكن الله تمم بها كل المكتوب أمثال .. يهوذا الخائن وبيلاطس الجبان هيرودس المجنون وهيروديا .. إلخ


لذا عندما نتأمل التمهيدات الجبارة التى صنعها الله لأجل الميلاد المجيد المبارك ولأجل البشرية المسكينة التى إشتاقت للحرية والخلاص من عبودية وتملك الخطية على كل النفوس ..
حقاً عجيب هو الرب فى حنانه وحبه وطول إناته وصبره على البشرية
وسعيه الجهيد لإتمام وخدمة الخلاص لكل نفس لتنساب من عرش القش
الذى إستقر عليه وليد المذود المبارك المسجود له من كل ركبة مما تحت السماء

وما على الأرض وما تحت الأرض ..
فحينما نسمع أجراس الميلاد وأجواق الملائكة المرتلة بنشيد الميلاد الأشهر .. :


(( المجد لله فى الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة ))
لو 2 : 14


تعزف قلوبنا مع الرعاة وتسجد نفوسنا مع المجوس ونقدم أذهاننا وأرواحنا وأجسادنا هدايا لملك المجد المولود لأجلنا على عرش من القش ...


شيرين شوقى

13/12/2008

ليست هناك تعليقات: