الجمعة، 7 نوفمبر 2008

راحل إليكِ

إن نـَويت الرحـيل
فإني راحـل إليـكِ
وإن كان ليلي طـويل
إن كان وقت الرحيل المساء
تضيئ الطريق أنوار عينيكِ
أنتي فجري إن كان نحو الشروق

فهــل هــذا بالقلــيل
أين الحُـجة فى المغـادرة
أين يا سيدتي ما تدعينه دليل ؟!

****
حبـيبـتى
مـن أنـا ومـن أنـتي ؟!
أيوجد فى روعـكِ تقسـيم ؟
هـل قـررتي الإنفصـال ؟
على من تتكئ رأسك وتميل ؟
ولمن دمعُكِ ينسكب ويسـيل ؟


لمن شَجنك يئن بنغمات الحنين
من يحمله معكِ ؟
لست أرحل مِنكِ
إنما عن كل ما هو
خارج عنـكِ
غَير هذا المستحيل

****


تقـولين أني ذِكـرى !
فهل أصبح لكي ماضي
أم أنك أرّختي الأيام بمغادرتي
كما تتوهمـين
أنا دنياكي .. أمن قلبي تَهرُبيـن ؟!

****

كلا نحن قَدرُ تلاحم
سَبيكُ صَلب لا يَلين
أتمسك بكي للنفس الأخير
فكيف تتجاسرين ؟
وتطلبين بالرحيل إعـدامي
كيف صار لكي قمراً ونجوم
معـها تتسامرين ..
بــدوني !!
أهل على بُعدي تَقدَرين ؟!
وهل تغفل عيوني ؟!

****
أخَالُكِى بثوب الوهمِ تتشِحين
وتستعـيرين كُتـبً مزيفـة
تتعلـمين القراءة من جـديد
ورغـــم السنـــين
بعد الجهــد الجهــيد
لا تقـرأين !!
بعيداً عن دفترى
ووثـير أحضاني
أنـتي راســبة

****
كُنت بين يديك موسـوعة
تزرعين بها بُرعم ويـَرقه
سهلة التهجي .. والمعرفة
بين أروقتهـا تتدفقـين
تناسبي بنعومة سَـلِسة
وعَلّمتُكي كيف تَنطـقين
فأنت مراوغة ..
وخَلف الهَجرِ تختَفين بينـــما
كَونَكِ بالأصلِ غارقة ..
فى قـلبي تَمرحـين
كطير البَطريقِ وطَبق الثلوج
كأس النبـيذِ وهَـدر اللجوجِ
والورق الثائر على أقفال الدروج
مُتعة السـائر بالطرق الممـطرة
ورحيق النحل الدافئ على سداسيات الشمع
فوق الزنبــقة
فتاتي العاشـقة
ليس لكِ مهرب .. ليس من خروج
فأنا قدّرِك وأنتي تعلمين

****
سأتغرّب .. وأتـقرّب
وأقتحم الغَور الحَصين
وأجمع من عينيكِ كل الليالي
والسفـن الشراعـية
مراكب الشمس
قصور القياصرة
وقـلاع المحاربين ..
كـراسي التـلامذة
وتنهـدات العاشـقين
حفـلات المُسـامرة
ولهَب الصيف وغَيم الشتاء ..
أفتش فيها عن دمعة حائرة
جَرحـت عينـيكِ ...

****

لا أستجدى بالدموع عَطفكِ
فأنا لا أستجلب كَرم النساء
لا أتهافت على نيل جائزة
ولا أدعي فلتات العبـاقرة
فقط أستنطق نفسي على شفتيكِ

****
ليس لكِ قصائد عِشـقٍ سِـواي
فشِــعرُكِ أنـا ونـَـثرُكِ أنـا
همسات فكركِِ الصامت المجهول
وصخب الجاز وضجيـج الـراي
الضحكة والدمعه ونسمات العبير
مرآة بيديكِ مِشط وورق مقواي
يجمــع شَــعرك الأشــقر
حُلىً ذهبية تَفرد رونقها الأصفر
على ضـوءٍ أبيـض متفــجر
فــوق الجبــين المصـقول

****

سأستمر فى الرحيل إليـكِ
سأمـحو سُحـب الكــآبة
مِــن دفتـَـرِكِ المُــغلق
انتي العُمر والبحر والشِـباك
كَـنزي الثمـين
من عَـرين الغـابة
فكيف تقولين
ستظل ذكراكَ
فإن قُلت الرحيـل
أين الصاعقة ..
وأين محبوبتي الغرابة ؟

****

ألمحُكِ بين الفـروعِ والأغصـان
أجمعُـكِ مع الفَـرَاشِ والأفنـان
وأحمِلُكي على بُسـاط الريـحِ
أجعلُكي ترتادين الكون الفسيحِ
بالأفلاك تَلهيّن تنزلقين
على المدارات ...
حبيبتي تنعدم لديَ الخيارات ..
أنتي خياري الأوحد ..
تتَبخترين على سُلَم الخيال ..
سأستمر فى الرحيل إليكِ
لـن أقــرر الإنتحــار
الرحيل عنكِ أسـوأ قـرار
كالموت المهزومِ يولّي الأدبار
وإليكِ الفرار ...
فالرحيل أنتِ إليكِ أشد الرحال ....

شيرين شوقى

ليست هناك تعليقات: