الأحد، 9 نوفمبر 2008

ليل الشتاء



ليـل الشـتاء ...
وأنا أرقد غافـياً
تحت نير الغطاء ..
بجوار النافذه
أرقب الأمطار ..
تسيل متدحرجه ..
كويل الأخطار
وصحـف النبوة الكاذبة ..
تحفر فى الذاكرة ..
مُلتوى الأخاديد ..
يزداد الصقيع الشديد
تقف الأهازيج ..
كالأشباح ..
يعلو .. يزيد ..
عويل الرياح ..
تتكاثف مخاوفي ...
ينقبض شيئ ما فى صدرى
يصدف عنى جأشي
والعقل يحيد ...
ترتعش أعماقى
ينقبض القلب
تستيقظ بنات الفكر ..
فأصمت ..
الدهشة ..
الذهول ..
وقع الحوافر ..
صهيل الخيول ..
تنطلق من المجهول
نصال الأظافر
مصوبة .. مسننة ..
تنتبه الآذان ..
صوت من الأغوار
حفيـف الأوراق الساقطة
الذابلة ..
كالخـريف السـائل
عن مفتاح الجحيم المقفـول
الهواجس اللاقطـة ..
مبعثرات الماضـى ..
تتمزق على الأرصفة ..
ليته ما يطول ...
تداهمني ..
تقاتلـني ..
وأنا على وقعِها ..
مقتـول ..
تشهر قلباً جريحاً ..
معالمه غير خافية عني ..
فذا كان بالأمس قلبي ..
بين أضلاعي محمول ..


****


الذكريات ..
الحسرات ..
أنات .. وأنات ..
ندمًُ .. حِمـمًُ .. كُريات اللهيب ..
تتقدم نحوي .. أمسيات النحيب ..
دروس دامية ..
أيام حفرت فى عمق الجماجم تاريخها
اُهيل عليها ثرى الأحقاد ..
تسيقظ الليلة ..
مباغـتة ..
الأوغاد ..
أخرج من سقف الزمان الخلفي
أخترق النافـذة ..
يخطفني الماضى ..


****


أشاهد ..
أشباحاً .. أشخاصا ً..
ليسوا بموجودين ..
تغتصب الرؤى عينى ..
بعيدا ً.. هناك ..
تستفيق أوجاعي ..
ذات يـوم .. فى ليل الشتاء ..
سقط من شجرة الأزمان
ثمرة تالفة ملتـفة ..
فى كفن من الكتان ..
وقعت فى شباكهم الحانية
والداخل ظمآن ..
أحزان تعزف الأحزان ..
تلقفتني حوافرهم المسنونة ..
ساقتنى عواطفى المجنونة ..
غطانى السواد ..
تقطعت أوصالى
بين غدر وعناد
حنين ضرير
لباعـة الأفئدة ..


****


الذكريات تعاد ..
فـلا .. ولا ..
ولائي أنا حاسـمة ..
لا .. أيها الوهم الكبير
لست الأسير ..
فى بحر ذكراك
أرفض العـوم ..
لجنانك المزعوم ..
فِريَتك الأبدية
وعن أسوارك أبتعد الـدَوم ..
ضبـاب ..
غمـام ..
تحاصرنى اليقظة
لا أنام ..
الأحلام ..
تطاردنى اللحظة ..


****


ثورة عارمة ..
دفعت الغطاء ..
أشعلت النار بالمدفأة ..
فتحت النافذة ..
قطرات باكية ..
على زجاجـي ..
رعود ..
بروق ..
سدود ..
حدود ..
تفصلنى ..
تتلاشى .. تذوب .. تعود ..
إلى الماضي السحيق ..
تبحث عن رقيق ..
خلف الوجود ..
أغلقت النافذة ..
أخمدت النيران الثائرة ..
رحلت عن وسادتى
النيازك والشهب النازلة ..
فإنكفأت ذكرياتى ..
ولت هاربة ..
بلا عـود ..
تطوى الرداء ..
خلف غيمات الشتاء ....


شيرين شوقى
28/5/1999

ليست هناك تعليقات: