الجمعة، 7 نوفمبر 2008

مغامر شرقي

القلوب للهوى ظِماء ...
كالشعوب تتنازعها أهازيج الحياة فى عُمق الصحاري ..
فى بطون البوادي ..
تتمني رشفة ماء
تتلوا آيات الحب كل صَحو ومساء
زاحفة نحوها قبلة
للعشاق نِبراس فى العلاء
كطفل يحبو نحو الضياء
يلتقم الحب رشفات تترقرق
ترفرف كطيور الجنة الملونة
يطير فوق الأحلام فى بلاط السمو الأسطوري
ليغزل ثوب الأشواق ..

****
حبيبــتي
رفقـاً بي فـترأفي ...
بحنـوك المَعـهود
فلست بساحر وجعبتي ...
ليست من جَلمود
فأغيثــيني ..
أنا غريق بين عينيكِ
بلا مجداف
فلا تحرميني
قبلة المحاياة وأسرار الأصداف ..

****

لست ببائِع مُحنكٍ .. بقُرطاسية الهواة
ولا مُحترفاً كلمات الرومانسية
حتى أتصدى لمفاتن القمر المكتمل بدراً
على جبـين مليكتي غُـراً
وهـذا مـني إعــتراف
قلبي هو قلمي .. أنبوب الإحساس
حبي وولعي .. يذوب مع الأنفاس
تنقصنى أدوات الغوص
فنون العوم والمهارات
وخريطة المرافئ
بُصلَتى تاهت فوق النظرات
وإختبأت بين الشواطئ

****

أنتي بُلطية ماهرة تملكين أسطولاً من الجاذبية
تعـجز عنه أقوي البوارج الذكورية
وسفينــتك تَمــخُر عُـبــابي
تُشرِع بأوردَتي فعاجليني بالرواسي
وشِراع الـحب
كيف لجندى أن يدخل حرب
دون ذخيرة وأنتي جبهتى الوحيدة
وأنا بلا مخـابئ

****

أنا كتـاب مكشوف
وأنتي تدمنين قرائتى كل ليلة
على ضوء شمعه أو فى الظلام
بضوء نجمه وغموض الكسوف
لم أعتاد الموج الناعم
على أسرة الحرير العسلية فى حِضن الأجفان
وستائر الأنوثة المنسدلة من صوتك
كبـَوح البساتين .. وأفواج الطيِب المُعتَـق
عَـبق الياسّمين .. والعاج المنقوش المُعَشق
وصفاء الخلجان .. وثمر الرمان
قطرات الليمون الأصفر
حبات التـوت الأحمر
والـورد الجوري النائم
عـلى صفحـات الوجنات
ومغامرات الليالي بين الغابات
اقاصيص ترويها أبطال الروايات

****

أنا مُغَــامر شــرقي
أطوى الأرض تحت فَرسي
أنا مُقَـامر شَـــعبّي
النساء زَهري ورهاني ..
أسبي فى الوغى القلوب
ومـا إمـرأة نازلـتُها
إلا وزينتُ بهـا
أسـاور مِعصَمي
وبأحضاني سُكر بالماءِ تذوب
وأنتي مغامرتي الكبرى
من أجلك فرقت السبايا على الزواي
ابكـل الأرض
وتركت لوحات النـصر
أعتزلت جبهات الحروب

****
سأسبر أغـوارك
لم أنصب فسطاطي عند شعرك
أنتظر تصريح حبك
بيدى ريشة وقلم .. لوحات وأدوات
لأرسـم ملامـحك
وخطوط أطـوارك
لأستغرق فى معسكري كسراً من الدهر
وعدداً لا نهائي من السنوات

****

تمنيت معرفة الخبايا المنزوية
بنواصي رمالك وأبراجك الصامتة
الخجلى فى عينيكِ
جنـود الحراسة المنتصبة
عند المداخل
ضبطوا صورتي منشورة فى جريدة قلبك
فى صدر الصفحة الأولى
مزيلة بإعترافك
بحبك و إحترافك
لُعبـة الهوى ونسخ منها على السواري والمفاصل
تُعلن أنى مطلوب للعدالة
لأحاكم أمام فؤادك

****
دون صخب أو بركان
تمنيت معرفة الطالع وقراءة الفنجان
لأكشف شفرات السحر والدلال
وأجمع من شفتيكِ رحيق الحب وملايين الدلائل
وأكمل أوراقي للدفاع
وأبدأ مرافعتي المرسومة
على لوحات السهول والبقاع
لأنبري فى ثوينات قلائل

****

أطلق أعترافي فى أحرف أربع
وأقرأ على أعتابي مرسوم ملكي
عنه لن أرجع
أصدره فؤادي بتاريخ ميـلادي
بتتويجك ملكة .. ترتدي بلادي
تعتلي قلبي وعرشي
أهديها خـاتم حكمي
وأضع بيديها الصولجان

****
ولكني مازلت بالبحر متعلقاً بالرمشِ
متدثِراً بالأجفان
أنا لا أيأس
لا أرتمي على وسائد النسيان
فأنتي رحلة عمرى
أغرق واطفو بلا سِتر النجاة
فرمَيتي عوض الطَوق الشَوق
فاستعذبت الغرق و عبث الصبيان
مستقيلاً من الماضي
سأظل فى اليّم .. وأعماقك الدفينة
ستكون بيتي ومسكني ..
قرون طويلة ...
طالما ظل على الأرض الإنسان ...

شيرين شوقى

ليست هناك تعليقات: