الأحد، 30 نوفمبر 2008

أجندة هذا المساء ..


أجندة هذا المساء


لاحظت أن المساء كائن يعشق الهدوء يرتدى فيه القلب الثوب الملكي ويترك العقل فيه كبرياء النقاش والفلسفة النهارية والمجادلات والمشاحنات ..
ترتدى الروح ثياب السهرة وتضئ الحواس شمعة كل مساء حين يغفوا الناس ولا يبقى من الأصوات سوى رنين الهمس وصخب الصمت ..
الليل الأن يفرد شراعه وأفتح له أجندتي ويتولي القلب القيادة ويتنحى الفكر والعقل قليلاً لتسود المشاعر ويأتمر القلم بما تليه الروح والقلب بلا رقابه أو تحفظ ...
الصفحة الأولى :

اكتبها وأنا ألتمس قبساً من الدفئ فى هذا الشتاء القارس فرد القلب لها بكر السطور
لمن هو فوق كل عقل فكتب كما أراد له القلب ...
رائحة البرد الشديد إستجلبت للفور تلك الليلة المهيبة الرائعة التى رفعت فيها الأرض للسماء وأحننت السماء فيها على الأرض لتسجد لذلك الوليد ..
منذ طفولة فكرى ونعومة مداركي الصغيرة لطالما بهرتنى هذه الأقصوصة من الحب الغير محدود .. فأنا أستمع الأن لصوت صغير بارع الجمال على عرش من القش الجاف الخالى من الترف وبهرجة الملوك والأباطرة فى مثل هذه الحقبة ومثل كل عصر .. ترى ما الذى يجعل ملكا ًينام فى غرفة لخدامه بدلاً من جناحه الفائق العظمة والمجد الفخم الفاره .. !ترى من الذى يتضع ليرتدى ثوب لعبد مدين ومعوز وفقير صاحب مصير بائس ونهاية محتومة إلى هلاك .. ليحوله بمجرد إرتداء هذا الثوب إلى إنسان حُر ذا نسب ملكي ينتمي للسماء شبعان ويفيض على الغير بالخير وريث وصاحب سعادة .. !!هذا ما فعله لأجلنا ذلك الطفل الوديع الهادئ المتضع ..
ذلك الممجد صاحب القدرة وبكلمة فيه كانت الدنيا ومن عليها وبإشارة بنانه تنتهى كل الأكوان المادية المنظورة وغير المنظورة .. المرئية وغير المرئية .. لكم يخجلنا ذلك الطفل فهو عِوض الملكوت يتواضع ليزور عبيده فلم يجد من هؤلاء باباً واحداً يفتح له .. !!إنه موقف مخجل للإنسانية الخاوية المعدمة الخشنة الخالية من إدراك مدى مكانة ذلك الوليد ومجد اللحظة المبهرة ..
لقد كان قلبي مغلقاً بخطاياه فى وجهه وظل هو يقرع فى حب أذاب الحشاشة والقلب المحجر .. يالشقاوتي .. !!
لم يجد من يرحب به ضيفاً وهو الذى إرتضى ذلنا الأرضي ولبس جسد تواضعنا ومد لنا طوق الخلاص .. !!هذا الطفل الذى ولد كفقير لم من أجل البشرية .. لم تكلف هذه الأخيرة نفسها حتى أن تقدم له فرشاً ناعماً .. أو غطاءً لجسده الغض الصغير أو بيتاً يتآوى فيه هو والعائلة المقدسة ...فكان له المذود العارى عن الأبواب بيت ميلاد مفتوحاً مرحباً فصار ذلك المذود المجهول محط أنظار العالم كله وأصبح بركة يقصدها الملايين من البشر من كل الأجيال .. فلو أدرك البشر عظمة الوليد لفاز أحدهم بهذه المكانة الكبرى لكن للأسف البشرية كانت عمياء عن خلاصها وفاديها .. !لقد كانت أنفاس الحيوانات أكثر دفئاً لطفل المذود من قلوب البشر الذى أتي هو من علو مجده لأجلهم .. ألهذه الدرجة كانت الحيوانات أكثر كرماً منا .. !!! هذا الذى جاء ليقدم لنا أثمن الهدايا على الأطلاق ولم يطلب منا شئ لم يجد من الإنسان سوى الجحود والقساوة وعدم الإكتراث فلم يتقدم سوى نفر من المجوس بهدايا بسيطة رمزية .. !
فالبشرية يارب كلها مدانة ومعوزة لمراحمك وخلاصك وليس لها شئ لتقدمه فما أفقر نفوسنا وما أثقل أحمالنا وما أشقى عقابنا ..آه يارب ماذا لو لم تمد يدك أيها الكريم المحب الغير المحدود الخالق لتنجد نفوسنا ماذا كان المصير .. !!وإلى أين كنا سنسير أيها الوليد الممجد فسامحنا وإغفر لنا أيها الرب المخلص ...

شيرين شوقى
1/12/2008

ليست هناك تعليقات: