السبت، 8 نوفمبر 2008

محبوبتي العظمي



فتاتى .. محبوبتى العظمى ..
بُعدي عنكِ ..
حرماني من نسيم عصرك
حجب عيني عن رؤياكِ
ما أشقها غربة ...
يقتلنى الجفاف فروحى متصحرة ..
فؤادى لا يحيا
سوى بنفح من عبيرك
عطشي لا يرويه سوى شَربة ..
من ذلك السلسبيل المنبسط على ثوبك
مانحاً ذراعيه .. ليروى الوادى و الدلتا ..
يشتد عطشي ...
ويتألم وجعى
فإلى متى يا وطنى ...
يقسو الزمان علي بالبُعد
وتحرم روحي من جسد
أهذى بليالي الصيف السامرة
يمزقني الوجد ..
يتمرر قلبي بالشوق ..
بعد الصفو ومرح الأيام الخوالي
أصحوا على هذا الزهد ..
تتأجج كرائحة خبز طازج بالفرن ..
حرارة عشقي ..
الطفولة والصبا .. الشباب والعنفوان ..
المناظر الأخيرة ما تلبث باقية
تستعمر الأذهان ..
تسكن جنبات غربتي البعيدة
ضحكات جلجلت الدجى
وصحبة الأهل ..
أحلام الأصدقاء
باقات من صور الوادع
ورائحة الوطن ..
كل الكلمات حينها .. كل الأمانى
و باقات الحب تكلمنى ..
وكأنى .. جنينها ..
تحتضنى .. بعبيرها ..
كيوم رحيلى .. وماتزل ...
أمطار الدمع عند السلام الأخير
مزارع تنمو حد السحاب ..
ورنين يعلو يبنى القباب ...
يعلق أجراس الذكرى
يطالبني بعنف الجيوش
يرفض النسيان وغفلة الرموش
شوارع البلدة تنادى بالإياب ..
كبكاء الطفل لأمه ..
تهتف الأجراس بالعودة ..
ماتزال الأنهر فى عيني نيلأ
يكتب أسمك ..
وكل الأغاني لغة مولدى
والثري بقدمي تِبرُكِ ...
حينما أطلقت صرختى الأولى فى حضنك ..
رأيت النور يتآواى تحت ظلك
ينتسب إليكِ .. بقمحك يتلوَّن ..
نطقت الكلمة المرتعشة ..
وخططت حروفك .. بيدى الصغيرة ..
بعفوٍ إرتجالي على الحوائط
وضفرت إسمك بالسعف الأصفر ..
ومازلت أذكر ..
شاباً يافعاً يرسم الهوى مع الحبيب
ويحتار ركناً من جسدك
فيبني عشاً فى بيتك الأكبر ..
تمضى محطات العمر ..
ومازلت تلميذا يحتضن الورقة
طائراً يحلَّق .. يلهج بمجدك ..
تشتاق عصافيره لسمائكِ الأشهر ...
يحادثنى فى الهجو والخشوع ..
صوتك النحاسي ..
الرنين القادم من عمق الجذور ..
وتمر الساعات والأيام والسنوات ..
الأزمنة والشهور ..
تتبدل بى الإقامة يتغير المقام ..
والأمكنة والعصور ..
وتعيشين يا مصر سرباً من حمام ..
لا يفارقني ...
حنيناً لا يهدأ بين الضلوع ..


شيرين شوقى

ليست هناك تعليقات: