الثلاثاء، 18 نوفمبر 2008

إذهبي ...


إذهبي ...
خلف صفار الشمس الباهت
والنجم الراحل الخافت
ووهَن السنين ..
بعيداً ... عن حياتى
بعيداً ... عن ذكرياتي
إلى الخلود المائت
وغيبوبة الغافلين ..
إذهبي ...
إرتمى ...
فى أحضان الفيافي الجرداء
وظلام المغائر
وصوَّان المحاجر ..
إلى شتى البقاع والأنحاء
الأوطان والمهاجر ..
حيثما شئتى إذهبي ....
إنما أوجه لكِ مطلبي
عن قلبي ... أبعدي ..
نيسَاني تأخر ..
وربيعي تكلس فى متحفكِ
طال عليا الشتاء ..
ومَد الشباب فى عهدك تقهقر
إلى أغلال المآسر ..
طلب الربيع رحيلك
طلبت أحداقى رحيلك
أما القلب فتمنى رقادك ...
فى مقبرتك المعشوقة
وآثارك الذهبية
ووسائد أحلامك المحشوة بالنقود
فهذا عقاب قلبي
بعيداً .. بعيداً عنى إذهبي ...

****

لتمطر سمائي بعد طول جفاف ..
وتغتسل أحلامى وأوراقى ..
وتنتعش أطياري ..
فتغرد من جديد لكل نسائم الأثير
وتُغلق من حديد كل حدودى ..
ويقفل الفؤاد دفتر الحب وتعودى ..
خفاقات قلبي إلى صدرى ..
وتنمو أشواكي بعد سنين عِجاف
وأدفن مشاعري ورهيف الحنين
الذائب فى نهركِ
أقطفك لتنمو ورودى ..
بعدك سأنعم بالحرية
أكتحل بطيب الندى
وراء حواجز الصدى
بعيداً عنى إذهبي ...
فلَّت شمسك فأغربي ...

****

تتسع أحداقكِ ..
تمصين الشفاة فى لهف المحرومين ..
شَرهة أنتي لرفاهية التعساء
متعجلة سيدتي لسِدة الأثرياء
وحرير المُترَفين ..
تتموه خطوطك ِ ..
كحية رقطاء ..
إن أصرت على فريسة تقتنصها
تبيع فى سبيلها ..
كل مرتخصٍ وثمين ..... !

****

حلف قناع البراءة ..
تختبئ مخالبكِ
هيهات صغيرتي
تتعرى امامى مساحيق وجهكِ
فأنا من جاور
وفكرى من حاور
وقلبي يوماً ساور
واحاطكِ بكل الحب ..
ليس لكِ .. أن تختفى ...
انا قلب إقترف يوما ً جُرم الهوى
وأخلص فى عشقكِ
وكان ذنب الذنب ..
فلا تدعى السذاجة ..
كاذبة كل تبريرات غدركِ
ونقاش السفاسطة ..
كيف تواتيكِ امام حبي الجراءة ...

****
سيدتي ..
يا من أحببتكِ ..
إنفرط اليوم عقدك ..
تختلف بيننا الرؤى ..
تتقاتل الأفكار ..
تتناحر .. تتنافر ..
تسافر .. ولا ترجع ..
ينسدل على مسرحكِ الستار
وتكتب كلمة النهاية ..
تتبدل المناظر ..
فلن نجتمع ..
بعد اليوم على طاولة ..
النهم لديكِ يزيد ..
وإشتياقك ِ يجرى نحو مملكة العبيد ...
إلى أمهر صانعي الأزياء
تسكبين ولهك ِ دموعاً خادعة ..
تتجرعين كوكتيلاً من اللذة
من السموم ..
وترتدين أثوابً جِدة ..
بإنتظار الفصل الجديد
لكنها آخر خطوة ..
نحو الهاوية ...

****

يالكِ من غادرة
كمحيط بلا رمال ..
هوايتك المفضلة
حصد قلوب الرجال ..
كطفل اناني يهوى جمع الطوابع
ليلصقها بكراسة درسه ..
لتشبعين من الضحايا المعلقة ...
فعلقتى بين الجثث قلبي
لتراها كل عينٍ تطالع ..
ومن ثم تلقى جثة حبى بالمدافن ..
ويتكفن قلبي بالعلقم وسوء الطالع ..
فأبعدى .. إذهبي ..
فحتى تشرق الحياة
إذهبي .. خلف صفار الشمس
أغربي ..

****

تمسكين الأن بكأسين ..
النار والماء ..
الصبح والمساء ..
الخضر والصحراء ..
الحب والبغضاء ..
تعتقدين بقدارتك الفائقة ..
تثقين بخبراتكِ المشوهة ..
تمزجين الأواني ..
تدمجين الأيام والأرقام
الأزمان والثواني ..
تنهجين تضيق أنفاسكِ
على جسر الذهب الأصفر البراق ..
حسناً .. هذا قرارك .. ولكن أليس من شِفاق .. ؟!
تدهسين كل نبتة حب زرعتها
فى طريقي لمقصلتي المعلقة
على أوردة قلبكِ الحادة ..
حاذري .. فالأحمر المخنوق على قدمكِ
هذا دمي ..
أخلطي معادلاتك ومقاديرك ..
كما تشتهي ..
لكن عذرا ً .. عليكِ أولا ً..
أن تتركيني ..
وحيداً فى هدوء ..
علني ..
أتعلم .. من جرحي ..
أتألم .. فأغفوا وأعطش .. وأستقي ..
أتكلم .. فأنطق بما كنت قبلاً منه أستحي ..
لكن بدونكِ ..
أنتي عني إذهبي ..


****


أتركيني ..
علني أعلم شيئا ًعن موازين القدر ...
عن عشقاً رويته فلم يزدهر..
ونهار بلا شمس
وليلٍ بلا قمر ..
وقلباً ضرير إلى الحب لم يخطر
ونبضاً على سرير لم يقوى ولم يقدر
وإنسانً يبطن عكس ما يُظهر
وحبيباً بمن أحبه يغدر ..
وما السهاد .. وما السهر ..
وما العشق .. وما الإخلاص
ما العمر وما حصيلته ..
أحتاج أن أعرف من أنا .. ومن أنتي
وما الفرق .. بين الحلو والمر ..
الأصل والصورة
الوجه والقناع وما خلفه ..
فأتركيني .. وإذهبي ..

****

بدونك ..
إستقرت عيناي فى رأسي
عرفت يومي وأمسي
أستطاع أن يعمل عقلي
بدونك ..
إستقر قلبي فى مثواه الأخير ..
فدعيني وبالصوت الجهير
أقف على اسوارك
أتحادث إلى عبيدك
المأسورين .. المخدوعين ..
وبما تبقى من صوت أختزنه
ترسب فى عظامي ..
أصرخ فيهم أنفجر ..
أبوابك ماتزال مغلقة على كبريائك
إنسانة بداخلكِ تحتضر ..
قتلتني قديماً ..
ذبحتني تلك المقابض
كأحضانكِ الفولاذية ..
وقبلاتكِ الجليدية
وزيف عِناقِك ..

****

أتذكرين ..
أعلم أن الذكرى تزعجكِ ..
والعودة للوراء
ترهبك ِ ..
تخشين الحقائق ..
سأطلق مصباحي على الخفاء ..

أكشف أسراركِ ..
أتذكرين لحظات الوداع ..
عندما وقفت على الميناء
أجمع أشواقى والأشلاء
وقلبي المعدوم ..
أبحث عن نفسي ..
كم كنتِ سعيدة تنتشي ..
بظفركِ ..
ودمائي تتقاطر على قلبكِ ..
فتزداد سعادتك ِ ....
الغرور والخيلاء ..
الحروف الأولى من إسمكِ ..
وسوق النخاس نهاية من مِثلكِ ..
الخداع والرحيل ..
كانت مكافأتي على عشقكِ
فأتركيني ..
لا ظلام يتحد بالضوء
ولا قمر البدور يحتاج الوضوء
يزداد الضباب ..
ينغلق الطريق تتلاشي صورتكِ ..
فإذهبي ..
خلف صفار الشمس أغربي .....

****

شيرين شوقى
21/3/2003

ليست هناك تعليقات: