الاثنين، 10 نوفمبر 2008

سأرحل ...



سأحزم حقائبي وأرحل

تاركاً قصاصة صغيرة

فوقها قلماً ..

يلفظ أحباره الأخيرة

على الطاولة ..

سأحتسي قدحاً ..

من الشاى الساخن

وأدخن سيجاراً واحداً

أكتم أنفاسه إلى النهاية ..



****



فلن أشعل من جديد أعواد الثقاب

سأترك كتبي وأفكارى

دون إحتجاب ....

مخازن الأوراق المطبوعة

سأشعلها بسعير الوداع ...

بلهفة قلب أحب

ونشوة غدر باع ....

سأقذف بستالايت التلفاز

إلى مملكة الصمت

وأقطع عن هاتفى الجوال

أوصال الشحن

تاركاً كل الأبواب مفتوحة ...



****


مات زمن القلوب الخفاقة

الأجنة بالأرحام مذبوحة

سمات العصر وضحكات الهزيمة

حنين الحجر وأوهام الخوارق

سأرحل من هذا العالم الخانق

فانا غريب ..

بلا وطن .. بلا حبيب ..



****



كتلة النحاس على بابي

هجرتها الأنامل ..

خلت من طارق ..

أوصدت أبوبها كل المنازل ...

إنقرض عالمى تآكل

كشطآن تنتحر أمام الأمواج

وظمآن يرتشف الموت فى هياج

غاب عصر الحب

كأحاجي الأطفال العتيقة



****



سأرحل ..

أغادر الضيعة

واترك مخدعى غير المنظم

بلا رجعة ...

تنتشر فى الأركان من كل حجرة

بصمات عبثي المجنون

بين الفضيلة والمجون ...



****



فقط أرتب الأوجاع

وشتات الذكرى

وبعض الشطائر

سأرخي كل الستائر

ناعية رحيل الضمائر

وأحمل حقائبي القهرية ...



****



سأرحل ...

إلى مطار بلا أبواب خلفية

تذكرة بالمعـية ..

طليقة من كل المواعيد الأرضية

وجهتي بلاد بلا هوية ...



****



سأحزم أحمالي وأثقالي وأخطُر

فوق نعوش أحلام فى مهدها

وافتها المنية ...

وأكفان سجنت العواطف النبيلة



****



سأترجل ..

لأقدم صلواتي الأخيرة

لنصب تذكارى

شُيد لعصر البراءة والتضحية

وأضع إكليلاً من الزهور الحزينة

المعطرة بالحب الكسير

وأوجاع الفراق ...



***



سأقفز من أعلى جبال آلامى وأفر

معلناً أنى طليق

من كل مايرتجف له البشر ويحن

أعلن أنى حر ...

سئمت القيد كدت أجن

أستدعي الرياح بعبرات الرحيل

وأسافر ..

مع أسراب الطير المهاجر ..



****



ســأرحل ....

خلف غيم بلا سماء

وصبح بلا مساء

بلا أبواق ... من غير صخب الطرب وآلات الغناء

لأجبر جرحي وآلام العناء

مخلفاً كومة ضخمة ....

من الحروف والأسماء ...

تشتعل على لهب قلب يحترق

وروح عن نفسها تفترق ...

سأحزم حقائبي وأرحل

تاركاً أرض الدموع ..

ميراث الفناء ...



شيرين شوقى

14/5/2008

ليست هناك تعليقات: